بعض الكتاب يرى في الرئاسة العامة لتعليم البنات النموذج للعمل الخلاق الناجح، وهذا في عتاد الرأي الذي من حق الآخرين الاتفاق معه او الاختلاف.
كما ان من حق الآخرين الذين يرون في الرئاسة العامة لتعليم البنات الكثير من السلبيات ان يقولوا وفق حرية التعبير ما يودون قوله والذي يمكن الاتفاق او الاختلاف معه، بصورة اخرى ينبغي على الطرفين عدم السعي لمصادرة رأي الطرف الآخر, فالهدف الذي يعمل في اطاره الجميع هو الارتقاء بالرئاسة واعمالها التي تمس المواطنين على اختلاف شرائحهم.
فكلا الطرفين المشيدين بالرئاسة والمعرضين بها ينطلقون من تجاربهم ومواقفهم التي ترسخت عما يملكونه من معلومات، وأنا من الذين تعرضوا للرئاسة في الكثير من المقالات واشرت فيها الى بعض السلبيات على أمل ان تعالج من قبل المسؤولين في الرئاسة الذين لا أشك في حرصهم على خدمة المواطن السعودي, وبما انني من المتابعين لنشاطات الرئاسة عبر ما تنشره وسائل الإعلام وعلى وجه الخصوص الصحافة,, منها ما أتفق معه وبعضها يتطلب التعليق وفق ما يسمح به الظرف والمكان الذي ينشر فيه الكاتب آراءه.
ومن الملاحظ ان الرئاسة العامة لتعليم البنات وضعت في جهازها الرئيسي في مدينة الرياض ادارة تعنى بمتابعة ما تنشره الصحافة السعودية للاستقصاء وبلورة الردود على الكتاب وهذا عمل محمود يربط الرئاسة بالصحافة حيث تكون هي قناة اتصال بين المجتمع والرئاسة, وبنفس المنظور كنت اتابع فروع الرئاسة في معظم مناطق المملكة العربية السعودية من جدة الى الطائف الى الدمام الى عسير الى القصيم وقد لفت نظري نشاط الرئاسة باداراتها المختلفة بالمنطقة الشرقية من المملكة حيث ان له حضورا عبر وسائل الإعلام وحاولت ان أفهم لماذا هذا النشاط المتميز بعكس مناطق المملكة الأخرى مع إنني لا أشك بأن فروع الرئاسة في هذه المناطق لها أعمال ومناشط واضحة.
وتوصلت الى ان العلة هي في اهتمام المسؤولين في هذه المناطق بادارة العلاقات العامة والإعلام ففي الشرقية ادارة متخصصة للاعلام التربوي بإدارة الاشراف التربوي بالدمام تعمل على تجسيد العلاقة بين فرع الرئاسة في الشرقية وبين وسائل الإعلام الأخرى,, ومن هنا كان وضوح الانتاجية في هذا الفرع وخفوته في الفروع الأخرى مما يتطلب معه دعم هذه الادارات وتفعليها باصحاب الخبرات التربوية والإعلامية من الكفاءات النسائية السعودية المبدعة.
وقد كان لتصريح الرئيس العام لرئاسة تعليم البنات مؤخرا بأن الرئاسة تشجع المعلمات والكفاءات النسائية من منسوبات الرئاسة بالمشاركة في مجال الفكر والإعلام في الصحافة السعودية وتتيح لهن العمل في الصحافة السعودية.
فهذا التصريح يوضح وعي الرئيس العام لمهمة العمل الإعلامي والصحافي من منطلق ان الصحافة ليست العدو للمسؤولين انما هي وسيلة ذات أهداف متعددة فالى كونها تبرز نشاطات الدولة فإنها في نفس الوقت تتناول مجالات التقصير بهدف معالجتها وتساعد المسؤولين للالتصاق بهموم المواطنين وقضاياهم.
متعب السيف