 * داروين، استراليا - د,ب,أ
خطا اقليم تيمور الشرقية خطوة جديدة في اتجاه الانسلاخ عن اندونيسيا اثر اتفاق جنرالات الجيش الاندونيسي مع كبار ضباط قوة حفظ السلام الدولية يوم الاحد في ديلي عاصمة الاقليم على اجراءات نشر افراد القوة التي وصلت بعد عشر ساعات من اتفاق ضباط القوة مع ضباط الجيش الاندونيسي.
وقال بيتر كوسجروف قائد القوة الدولية في تصريحات بميناء داروين الاسترالي ان 2000 جندي معظمهم استراليون تم انزالهم فجر أمس الاثنين.
وأضاف ان الرقم سوف يرتفع إلى 3200 جندي بنهاية الاسبوع الجاري.
ويشكل ميناء داروين نقطة التجمع الرئيسية لافراد القوة الدولية المؤلفة من 7500 رجل ينتمون الى اكثر من 20 دولة.
وصرح الجنرال كوسجروف وهو من المحاربين القدامى في فيتنام: ان محادثات ديلي مع القوات المسلحة الاندونيسية تهدف إلى ضمان اننا قد تقاسمنا المعلومات للدرجة التي يدركون فيها طبيعة نواياي.
ولم يترك كوسجروف مجالا للشك في تصريحاته بأنه مستعد لاستخدام القوة ولفت الانظار إلى ما يعرف بقواعد الاشتباك العنيف وحث كوسجروف المسلحين الموالين لجاكرتا على إلقاء سلاحهم والابتعاد عن طريق قوات حفظ السلام او التعرض لاستخدام القوة.
وكان من بين اعضاء الفريق الطليعي الذي زار داروين يان مارتين رئيس بعثة المساعدة التابعة للامم المتحدة في تيمور الشرقية يوناميت الذي اضطر للفرار من مقر البعثة المحاصر إلى داروين في وقت سابق من الشهر الحالي.
وقد ضم فريق كوسجروف الذي زار ديلي يوم الاحد 12 من ضباط قوة انترفيت من بينهم الميجور جنرال سونجكيتي جاجاباترا نائب قائدة القوة التايلندي الجنسية, ويذكر ان تايلاند هي ثاني اكبر دولة مشاركة في قوة انترفيت وهي عبارة عن ائتلاف من المستعدين تم منحه تفويضا واسعا من جانب الامم المتحدة من اجل اعادة النظام الى الجزء الشرقي من جزيرة تيمور وتمهيد الطريق لاقامة دولة هناك.
وكان سكان تيمور الشرقية البالغ تعدادهم 800,000 نسمة غالبيتهم من المسيحيين قد صوتوا في استفتاء اجري تحت اشراف الامم المتحدة في أواخر الشهر الماضي لصالح الانفصال عن اندونيسيا التي يشكل المسلمون غالبية سكانها.
وبعد الاستفتاء الذي رفضت فيه نسبة 78,5 من السكان عرضا اندونيسيا للحكم الذاتي بدأت الميليشيات المسلحة المعارضة للاستقلال موجة قتل للتنفيس عن غضبها إزاء نتيجة الاستفتاء ويعتقد بأن عدد ضحايا تلك الموجة يصل إلى 7000 قتيل, وفي خطاب وداع للقوات الاسترالية دافع جون هوارد رئيس وزراء استراليا عن دوره الرئيسي في تشكيلها وكان هذا الدور قد أثار استياء جاكرتا الاسبوع الماضي فألغت اتفاقها الدفاعي المبرم مع جارتها استراليا منذ اربعة اعوام.
وكان المسلحون الذين سوف تواجههم قوة انترفيت قد احرقوا منازل ديلي ودفعوا ثلثي سكان تيمور الشرقية إلى النزوح للمناطق الجبلية او مخيمات الايواء المؤقتة.
وبالرغم من وصول طليعة قوات انترفيت، لم تتراجع حدة اعمال العنف حيث يواصل مسلحو التنظيمات الموالية لجاكرتا والجنود سياسة الارض المحروقة وقتل الافراد اثناء انسحابهم من الاقليم باتجاه تيمور الغربية.
وكان يوريكو جوتيريز زعيم المليشيات الذي انتقل بالفعل إلى كوبانج عاصمة تيمور الغربية قد وعد بقتال انترفيت.
وقال جوتيريز البالغ 27 عاما: نحن لا نريد الحرب ولكن إذا جاء الاستراليون الى تيمور الشرقية فسوف نكون مضطرين لطردهم منها.
ويقدر عدد المسلحين بنحو 10,000 رجل اما من قرروا البقاء في تيمور الشرقية فمن المتوقع ان يغيروا يمين ولائهم ما ان تسيطر قوة انترفيت على الاوضاع بالاقليم.
وصرحت فيكي هورن الموظفة بجماعة اوكسفام البريطانية للاغاثة بأن الوضع خطير وينذر بكارثة في مخيمات اللاجئين في كلا شطري تيمور.
وقالت هورن: هناك من هم بلا طعام او ماء وليس هناك خدمات صرف صحي متوفرة لهم, انهم سوف يموتون إذا لم نتمكن من الوصول إليهم وسيكون دمهم في عنق اي شخص لا يبذل كل ما بوسعه للوصول إلى هؤلاء الناس.
ومن المقرر ان تصل صاداكو اوجاتا رئيسة مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين الى جاكرتا لمناشدة الرئيس الاندونيسي بحر الدين يوسف حبيبي السماح لوكالات الاغاثة الدولية بالوصول إلى ابناء تيمور الشرقية الذين طردوا تحت تهديد السلاح الى تيمور الغربية.
كما ستتوجه اوجاتا خلال زيارتها لاندونيسيا التي تستغرق اربعة ايام الى تيمور الغربية لتقييم الوضع هناك.
ويذكر ان حبيبي نفسه سيواجه البرلمان حيث سيتعرض للمساءلة حول سياسته في تيمور الشرقية التي جلبت على اندونيسيا الادانة الدولية والتي اوقفت تدفق اموال المساعدات لاقتصاد اندونيسيا المنهك وجعلت المستثمرون الاجانب يفرون من البلاد.
ويعتقد الان انه ليس لحبيبي اي فرصة في الفوز عندما يجتمع البرلمان في الشهر القادم لترشيح رئيس جديد لرابع اكبر دول العالم تعدادا والتخلي عن ضمها لشرق تيمور التي ضمتها إليها في عام 1976م.
وفي تطور ذي صلة وصل زعيم المقاومة في تيمور الشرقية خانانا جوسماو 53 عاما إلى مدينة داروين من جاكرتا حيث كان قد اطلق سراحه في الاسبوع الماضي بعد تمضيته ست سنوات من عقوبة بالحبس لمدة 20 عاما بتهمة التمرد, ولم يدل جوسماو بتصريحات للصحفيين المحتشدين في مطار داروين.
وصرح خواو كاراسكالاو ممثل المجلس الوطني لمقاومة تيمور الشرقية في استراليا بأن المجلس وهو اكبر جماعة مقاومة تيمورية، سينقل مقره الرئيسي من جاكرتا إلى داروين, وقال كاراسكالاو: انه في هذه المرحلة التي اصبح فيها الاستقلال لا عودة فيه فنحن نحتاج إلى البدء في التخطيط لبناء تيمور شرقية جديدة ونحن نفعل هذا في داروين ونجمع الكل هنا لانها اقرب مدينة لتيمور الشرقية.
|