* صنعاء- محمد عطار- ا,ف,ب
يتوجه خمسة ملايين ونصف المليون يمني الخميس المقبل الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد في اول انتخابات رئاسية تبدو وكأنها استفتاء على سلطة الرئيس علي عبدالله صالح.
ومن شبه المؤكد فوز الرئيس صالح الذي يتولى رئاسة البلاد منذ 1978في هذه الانتخابات حيث هناك منافس واحد له من الحزب الرئاسي نجيب قحطان الشعبي.
وهيأت السلطات اكثر من 55 الف جندي للسهر علىحسن سير عمليات الاقتراع فيما يقوم المرشحان الرئاسيان بحملات انتخابية في كافة انحاء البلاد.
وقلل المرشحان من اهمية الدعوة الى مقاطعة الانتخابات التي وجهتها المعارضة بعد ان رفض مجلس النواب اليمني مرشحها الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني (الحاكم سابقا في اليمن الجنوبي) علي صالح عباد.
لكن الشعبي نجل اول رئيس لليمن الجنوبي السابق اقر بان فرصة للفوز ليست كبيرة.
وقال خلال تجمع انتخابي في عدن المدينة الرئيسية في جنوب البلاد ليس مهما ان افوز انا او غيري المهم ان تذهبوا الى صناديق الاقتراع ونمارس حقوقنا كاملة ونعتاد على التداول السلمي للسلطة .
وقدم الرئيس صالح (52عاما) نفسه خلال الحملة الانتخابية على انه باني اليمن الحديث القوي الامين وصانع الوحدة والديموقراطية والتعددية السياسية والحزبية .
ويتولى صالح رئاسة الجمهورية اليمنية منذ اقامتها في 1990 بعد اعلان الوحدة بين شطريها الشمالي والجنوبي, وقد اعاد مجلس النواب انتخابه في 1994 بعد حرب اهلية هزمت فيها قواته محاولة انفصال جنوبية.
ومنذ اعادة توحيد اليمن بدأ علي عبدالله صالح عملية ارساء الديموقراطية حيث جرت انتخابات تشريعية في عامي 1993 و 1997 بالرغم من ان المعارضة بزعامة الحزب الاشتراكي قاطعت هذه الانتخابات الاخيرة.
من جهة اخرى بدأت البلاد، التي تعد من افقر دول العالم، منذ 1995 برنامج اصلاحات اقتصادية تحت اشراف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ونص هذا البرنامج على الغاء تدريجي للمساعدات الحكومية بالاضافة الى اعتماد الخصخصة وهي اجراءات اثارت احتجاجات شعبية لكن الرئيس شدد خلال حملته الانتخابية على الانجازات الاقتصادية ووعد بمستقبل زاهر.
ورفض صالح من جهة اخرى اتهامات المعارضة باهمال المناطق الجنوبية السابقة وانتقد بشدة خلال احد التجمعات الانتخابية الحزب الاشتراكي ووصفه بانه فاشي .
وردت المعارضة عبر توجيه دعوة جديدة الى الشعب لمقاطعة الانتخابات يوم السبت باعتبار ان المنافسة تجري بين مرشحين من الحزب الرئاسي وطالبت بانتخابات حرة ونزيهة .
ويحظى الرئيس صالح بدعم الجيش وحزب الاصلاح الذي يضم الاسلاميين ووجهاء القبائل الى جانب حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) الذي يترأسه.
ويمكن للرئيس صالح الذي انتخب في اليمن الشمالي عام 1978 ان يفاخر بفترة حكمه الطويلة مقارنة مع اربعة من اسلافه الذين اغتيل منهم اثنان فيما اجبر الاثنان الاخران على العيش في المنفى بعد حدوث انقلابات في البلاد.