Tuesday 21st September, 1999 G No. 9854جريدة الجزيرة الثلاثاء 11 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9854


ليست تكملة لنصاب المعلم
مادة التربية الوطنية,, والتهميش الغريب

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مادة التربية الوطنية من الانجازات التي قدمتها وزارة المعارف في الفترة الاخيرة والتي جاءت بهدف تعزيز انتماء الطالب لهذا الوطن الرائد، وتعميق احساسه بعضويته فيه، واعداده ليكون لبنة صالحة في بناء مجتمعه.
وما من شك بأن هذا الهدف يستند اصلا على أصالة انتمائنا لهذا الكيان الكبير ويدعونا للتفاعل مع هذا الانجاز ليتفاعل مع الانجازات الحضارية والتعليمية الاخرى التي حققتها وتحققها مملكتنا الغالية بقيادتها الرشيدة.
وفي رغبتنا للوصول إلى تفاعل مثمر مع مثل هذه العطاءات والانجازات الجديدة من خلال وعينا الحضاري واهتمامنا بكل ما من شأنه تطوير وتجديد مجالنا التربوي والتعليمي نقول وبالله التوفيق ما يلي:
كما هو معلوم فإن اهداف العملية التعليمية هي دائما محل بحث ومراجعة وتقويم باعتبار انها في حد ذاتها عملية متطورة تستجيب لكل جديد في عالم اليوم، لكن دون ان تخرج عن الاطار العام الذي يحكم هذا المجتمع وهو الدين الاسلامي القويم بتعاليمه ومبادئه.
ومن هذا المنطلق نجد ان مادة التربية الوطنية قد جعلتنا نفرح بقدوم ميلادها على ساحة التربية والتعليم، لكن هذه الفرحة تلاشت سنة تلو الاخرى في ظل ما يعتري مسيرة هذه المادة من تعثر وعشوائية في اسناد تدريسها حيث تم اسناد تدريس هذا المنهج لكل مدرس دون مراعاة تخصصه، وكأن واقع حالها يقول انها تكملة نصاب للمعلم.
ولأن محتوى مناهج هذه المادة يتطلب متخصص ملم ومدرك بذلك لكي يحقق الهدف المنشود ويستطيع تعميق الاتجاه الايجابي في نفوس الطلاب,, فكيف نسند هذه المهمة لمدرس الرياضة او الرياضيات او الجولوجيا وغيره ونحن نعلم وندرك تماما ان التخصص مطلوب ومشروع لكل منهج على حدة، لكي تأخذ كل مادة مكانها الحقيقي وتؤدي مهمتها ورسالتها بنجاح واقتدار على هذه الساحة.
وفي تصوري ان كنا نريد فعلا تحقيق الهدف المنشود والغاية المطلوبة للانطلاق بمادة التربية الوطنية لتشارك غيرها من المواد الاخرى في تحقيق الاهداف العامة والخاصة للتربية والتعليم، ينبغي على وزارة المعارف ما يلي:
أولا : اعادة صياغة مناهج هذه المادة صياغة جادة ومتأنية يتولى القيام بها اصحاب الخبرة والرأي المستنير والفكر الصائب، حتى يكون هذا المنهج في صياغته الجديدة مقدرا وفق الابعاد التي يخطها الاسلام، تلك الابعاد التي تناسب العصر والأمة والبيئة والمجتمع، والمحصول البشري من الثقافة والعلم وتطبيقاته حتى يأتي هةذا المنهج ليكون بإذن الله ثم بجهود مخلصة كريمة من رجال التربية والتعليم المنهج المنتظر والذي يؤدي مهمته في ذاته وفي مجتمعه الخاص وفي امة الاسلام وعالم اليوم .
ثانيا : على الوزارة تثبيت هذا المقرر كمادة اساسية فيها نجاح ورسوب لان وضعها الحالي يقلل من اهميتها وتعميقها في نفوس الطلاب والقائمين بتدريسها,,, فكيف يتم الاهتمام بها والطالب يعلم بأن هذا المقرر تحصيل حاصل لا نجاح ولا رسوب فيه,, وان قالت الوزارة ان هذه المادة مازالت في طور التجربة فكل ما نخشاه ان يستوطن ذلك المفهوم في نفوس الطلاب خاصة إذا علمنا بأن هناك سنوات عديدة مرت على هذا المنهج وهو يراوح مكانه.
ثالثا: ينبغي على وزارة المعارف القيام بتقديم دورات لمن يرغب تدريس هذه المادة كحل سريع ومثمر وذلك عن طريق احدى الجامعات في بلادنا، مع القيام بالتنسيق مع هذه الجامعات بايجاد قسم متخصص لمناهج التربية الوطنية في هذه الجامعات في المستقبل القريب.
رابعا : على الوزارة المبادرة بايجاد الحلول السريعة والفاعلة لهذه المادة منهجا وتأليفا وتدريسا.
ورغم الوعود الكثيرة والتصريحات حولها,, إلا انني اعتقد ان مادة التربية الوطنية اصبحت بمرور الوقت تلامس اشكالية تزداد ملامحها دون ان تلقى استجابة شافية وحلا جذريا لها يضمن بقاءها كمادة تهدف الى تعزيز انتمائنا لهذا الكيان الكبير وكلنا امل بالله ثم بوزارتنا العزيزة ان تبادر سريعا بحل هذه الاشكالية لنضمن ايضا تحقيق اهدافها العامة والخاصة بطرق تربوية وتعليمية سليمة وناجحة تجعلنا نحتفل بهذه المادة بحق وحقيقة والله من وراء القصد.
علي عبدالرحمن الحصوصة القحطاني
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved