عندما يريد أي شخص ان يضحك حتى درجة الإغماء فليذهب الى الخارج ويطلع على أحوال السواح العرب في الدول الأجنبية فسيرى العجب العجاب مما يدعي الإنسان الى ان يصاب بحالة من الضحك المبكية لأحوال هؤلاء فغالبا ما يكون السواح العرب في الدول الأجنبية طبقة خرجت الى الدنيا وفي فمها ملعقة من ذهب طبقة تصرف بدرجة كبيرة من البذخ والإسراف ولديها قضية المفاصلة في أسعار السلع أو أماكن السكن قضية مخجلة تجعلهم محل ازدراء الأجانب,, وتجدهم لا يذهبون إلا لمن تكون أسعاره باهظة لكي يظهروا أنفسهم بشيء من (البرستيج الكاذب) ترى من يكذب عليه امثال هؤلاء؟ بالطبع انهم يكذبون على أنفسهم ونحن هنا نتحدث عن فئة معينة من الناس الذين يذهبون للدول الأجنبية وهذا يعني اننا نستثني منهم الدارسين والذاهبين في مهمات رسمية او من كان له نية في سياحة معقولة ليس كما هم الأغلبية ولعل ما ذكرناه من أن هؤلاء السياح العرب يخدعون بطريقة واضحة للعيان إلا ان النساء أكثر عرضة لمثل هذه المهازل فالمرأة لم تسلم من الخداع في بلدها فما بالك عندما تكون في الخارج فهي تتجه دائما الى السلع اللافتة للنظر بسعرها الباهظ الثمن, وأذكر قصة رواها لي احد اساتذتي وهو ممن حصلوا على درجة الدكتوراه من فرنسا وهو يتحدث الفرنسية بطلاقة جعلته مرتبطا بتلك الدولة حيث انه يرتادها لقضاء بعض الأعمال الخاصة به والمهم انه يروي قصة حصلت له في (شارع الشانزليزيه) الشهير في باريس وهذا الشارع كما هو معروف مليء بالمحلات التجارية,ويذكر هذا الاستاذ انه بالصدفة كان عند احد المحلات التي تبيع العطورات فاذا ب(اخت العرب) تستعرض بضاعة المحل ويبدو ان تلك العربية اقرب ما تكون من خليجنا العربي وإذا بها تمنح مالها كفريسة لصاحب المحل عندما باعها احدالعطور ب(500) فرنك في حين ان العطر يساوي 50 فرنك على حد قول الاستاذ ولكن بخبث من صاحب المحل عمل على زيادة (صفر) على الرقم لكي يرفع ثمنه ولولا خوفه من ان يكون الزبون او الزبونة قد مر على محل قبله وعرضت عليه السلعة واكتشف غشه لزاد في الاصفار كما يحلو له,ويذكر الاستاذ بانه اراد لفت نظر تلك العربية بأن صاحب المحل قد غشها وقال لها (ياخالة) ان صاحب المحل قد نصب عليكم ترى ماذا كان الرد؟! (موشغلك) يعني ان استاذنا أدلى بالنصيحة في غير مكانها حيث اناس لا تنفع معهم النصيحة لانهم لايريدون من يوقظهم من غفلتهم التي جعلت منهم أناسا يقعون فريسة لأقل متدرب على النصب في الخارج وعلى فكرة ربما ما أغاظ تلك المرأة هو قول الاستاذ لها (ياخالة) وفي النهاية لعل امثال هؤلاء يفيقون من غفوتهم ويعلمون انهم هدف كل (نصاب) في الخارج حيث انهم يظهرون النعم عليهم من خلال استهتارهم بالمال ويتجهون الى بلادهم التي تفقدهم أثناء الصيف ولكن لعل ما يشهده أيضا تشجيع السياحة في بلادنا مصحوب بقمع لفروع (النصب) المتواجدة من أماكن السكن التي تزداد اسعارها اضعاف الأضعاف خلال الصيف وموسم السياحة.
طلال بن خالد الطريفي
مكتب حائل