Wednesday 22nd September, 1999 G No. 9855جريدة الجزيرة الاربعاء 12 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9855


الباحث الموسيقي والفنان عمر الحمصي للفنية
الأغنية العربية تقلد الخليجية

حوار: عبدالرحمن بن ناصر
** برغم كل لقاءاتنا السابقة في المجال الموسيقي ذات الفائدة لدى القراء والمنتمين للمجال نفسه والتي نحرص على تقديمها بتلك الصورة إلا أن هذا اللقاء يختلف عن سابقيه من حيث المعلومات التي يختزنها هذا الفنان الشاب عمر عبدالرحمن الحمصي الذي درس الموسيقى وحين تخرج عُين في مجاله الموسيقي بالإذاعة والتلفزيون قسم الموسيقى مما جعله يكتسب الخبرة الكافية وسافر لأجل جمع الكتب القديمة منها والحديثة ومنها انطلق إلى الإبداع ووضع بصمة ثمينة على مؤلفاته التي تدرس في عدة دول عربية.
لقد قدم الكثير للموسيقى ودرس جميع الآلات الموسيقية وآلات السحب ايضاً أخذ مركزاً مهماً في مهرجان الأغنية العربية وكان المساعد والعضو الأول في ذلك المهرجان ,, التقيناه وسألناه عن العديد من جوانب فنه وبدأنا معه بالسؤال التالي:
الدراسة والتأليف
*متى كانت البداية في التأليف والإعداد؟
- لقد كانت بدايتي في دراسة الموسيقى عام 1986م في المعهد الخاص بدمشق وتخرجت عام 1989م وأثناء دراستي حاولت ساعياً أن أجد كتاباً يضم تعاليم الايقاع ومعرفة الأوزان في المكتبات فهي فقيرة نوعاً ما من هذه الكتب فحاولت جاهداً أن أضع كتاباً يضم الأوزان وكيفية ضرب الأوزان الايقاعية وكيفية سير المقامات والتعريف باسمائها فأصدرت الكتاب عام 1990م تحت عنوان أصول الايقاعات الشرقية ودراسة تحليلية في المقامات ودخلت في مجال الإذاعة والتلفزيون لدى دائرة الموسيقى لكي اكتسب الخبرة الجيدة حول العمل الفني المتكامل وفي عام 1994م حاولت جاهداً أن اضع كتاباً جديداً بعد كسب الخبرة التامة الموسيقى العربية تاريخها وعلومها ومتونها وأنواعها وقد استغرق هذا الكتاب وقتا طويلا وخصوصاً بالبحث عن المراجع القديمة جداً وكذلك الحديثة لاستنتاج النظريات والأقوال الصحيحة والقواعد الثابتة وقد سلك هذا الكتاب مسلكاً واضحاً في معالجة الابحاث التي توجد في الموسيقى العربية وهذا ليكون استيعابه بشكل مبسط لدى جميع فئات القراء.
وقد اعتمد لدى وزارة التربية السورية ووزارة التعليم العالي لدى مكتبات المدارس والجامعات ليكون مرجعاً للمعلم كما اعتمد في وزارة التربية الأردنية وهو الآن قيد الدراسة في وزارة التربية في جمهورية مصر العربية والإمارات.
العلم الموزون
* ما هي الموسيقى وكيف تعرفها أو تفسرها؟
- الموسيقى هي فن وذوق وأن يعلم الانسان أن الموسيقى بشكل عام هي معرفة التراث وهو الهدف لكل انسان.
وتعريف الموسيقى هي مثل أي مادة تدرس من مواد الجبر والهندسة والحساب وهذه العلوم تسمى العلم الموزون وهي علوم متشابكة رباطها النظام ووحدة الحركة والسكون,والموسيقى هي ترتيب وتعاقب الأصوات المختلفة التي نسمعها من الطبيعة الخلابة والتذوق الفني ينبغي لكل محب للموسيقى أن يتزود به.
* كيف عرفت الموسيقى البدائية وما خصائصها وماذا كانت؟
- عرفت الموسيقى البدائية بالاكتشافات الأثرية التي اكتشفها بعض الباحثين والتي مضى عليها الزمن البعيد تحت التراب من أدوات وتماثيل ولوحات تمثل الطقوس الدينية الموسيقية مثل ضارب الآلة الهارب أو ناقر الايقاع وتتميز الموسيقى البدائية بخصائص تتمثل بأساليب معينة في الصياغة والبناء والتركيب اللحني وهي: أداء - طقوس- تراتيل - أدعية- أهازيج- عمل جماعي وهذه الخصائص تتشابه إلى حد كبير مع خصائص الاغنيات الشعبية والفلكلورية لدى كافة شعوب العالم حتى اليوم ومن المتفق عليه أن الموسيقى اكتشفت يوم خلق الانسان وكانت حنجرته قد بدأت بتأدية الأصوات وبدأ مقلداً للأصوات التي كان يسمعها من البلابل والطيور المغردة كما أنه بدأ يصفق بيديه كوسيلة لتأدية الايقاع متماشياً مع صوته.
موسيقى العرب
* كيف تعرف تاريخ الموسيقى العربية؟
- يزعم بعض المؤرخين المحدثين عن الموسيقى العربية أنها فارسية الأصل أو اغريقية وهو زعم ليس له أساس ، فالحقيقة أن الموسيقى العربية أقدم بكثير من العصور الجاهلية والشاهد هو أحد النقوش المعمارية وذكر بعض أسماء المدن التي كانت فيما مضى في البلدان العربية، وان أحد نقوش أشور بانيبال في القرن السابع قبل الميلاد يدلنا على اعجابهم بموسيقى العرب وأخذت النهضة الفنية طريقها في العصر الأموي ولقد ارتفع مقام الموسيقى عند الخلفاء الأمويين,ولقد وضح من أبناء المغنين في هذا العصر أثر الموسيقى الفارسية في الموسيقى العربية، وتأثرت الموسيقى العربية بنظريات الموسيقى عند الاغريقيين وعلى الرغم من ذلك فقد ظلت الموسيقى العربية محتفظة بطابعها العربي الأصيل وفي العصر العباسي ظلت الموسيقى تتدرج في مدارج الرقي وتسير من حسن إلى أحسن ومن كامل إلى أكمل وزاد عدد المقامات وطرائق الايقاع ثم راقت الموسيقى في العصر الأندلسي أكثر وشيدوا المكتبات وشجعوا الحركة الفنية ثم تطورت الموسيقى في العصر الحديث إلى ما نشاهده عليه اليوم.
الدم والتك
* ماهو الايقاع السليم؟
- ان الموسيقى للشعوب البدائية تعتمد بالدرجة الأولى على الأوزان الايقاعية المصاحبة بتشكيلاتها أكثر من اعتمادها على القيمة اللحنية ولقد تأثر الانسان الأول بالايقاع عندما كان يسمع حركات منتظمة من صوت حوافر الجمل والخيل في سيرها وجريها وغير ذلك من الأصوات.
ومميزات الايقاع أنه منظم ليساعد علىتحقيق سرعة وانضباط وانجاز العمل لكي يتم انجازه على الوجه الأكمل وبالشكل المرضي.
والوزن والايقاع هو ذلك التركيب الزمني المحفوظ الذي يتكون من عدة فقرات منها القوية (الدم) والضعيفة (التك) ويوجز علامة الفترة الزمنية الصامته (الأس) التي تقع بين الفقرات- فيسير الوزن على نظام مسقل لكي لا يتخلخل الوزن في سيره ويحقق التوازن بين الألحان للموشحات والقصائد وغيرها.
الموشحات
* حدثنا عن الموشح؟
- نوع جميل من الشعر العربي نراه مرة لغة فصيحة ومرة خليطاً بين الفصحى والعامية وهو اندلسي المنشأ، وكانت الموشحات من حيث أوزانها وقوافيها فتحاً جليلاً في الشعر العربي, ونشأته يعود إلى القرن الثالث للهجرة وكان مقدم بن معافر أول ناظم للموشحات وفي بعض المراجع أن أول من صنع قواعد الموشحات وأوزانها في الأندلس هو محمد بن محمود القبري وفي الأندلس حيث ظهر شعراء وشاحون استطاعوا أن يصوروها في عصرهم بأبرع اسلوب شعري فتحقق للموشحات,, وكان الموشح وليدا للتطور البعيد المدى وكان له ازدهار للحضارة العربية وبرع في هذا المجال كثيرون اشهرهم عيادة القزاز والأعمى الطليطلي وابن ماجة وابن سهل وابن الخطيب.
تقليد الأغنية الخليجية
* ما هو الغناء والفن في البلاد العربية؟
- ان الغناء أو الانشاد هو أخلاق ولغة وهو معيار الأذواق وبرهان الحضارة فكل دولة لها خصائصها في الأداء والتلحين ولو كان التشابه في بعض البلدان العربية في اللحن والأداء ولكن يبقى لكل قطر له أنواع من الغناء مثل الفلكلور والأغاني الشعبية والريفية والبدوية واللهجة تكون خاصة بكل منطقة من المناطق في الدول العربية.
وفي منطقة الخليج العربي ثراء فني بالغناء العاطفي الشعبي وهو يمثل الماضي الجليل لأمة واحدة وخصوصاً السعودية وقد تميز اللحن والأداء والكلمات فاصبح للخليج رصيد قوي من الغناء وأغلبية الدول العربية أصبحت مقلداً للغناء الخليجي لما فيه من عذب الكلام واللحن والتوزيع والايقاع المميز عن الدول الأخرى.
الأيدي المبتذلة
* ماذا تقول عن أغنية اليوم أو الفيديو كليب؟
- أن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل مزر ومخجل بالبلدان العربية تقريبا واني أقول مختصراً أن اغلبية الأغاني للفيديو كليب ليس لها علاقة في الغناء الأصيل وانما هي موسيقى مائعة لا ينبعث منها إلا الازعاج والأذى في السمع وللاسف أن هذه الظاهرة أصبحت في أيد مبتذلة لا يهمها إلا أن ينتجوا كل يوم أغنية جديدة هدفهم الربح المادي وتقع المسؤولية على المحطات الفضائية التي تبث وتشجع هذا اللون الذي فرضته على المشاهد أن يراها ويسمعها ولا يبالون عن معاني الكلام المغنى واللحن وصوت المغني إن كان رجلا أو امرأة لقد أصبح المستمع فاقد الحس للموسيقى العربية الأصيلة ذات الطابع الجميل من كلام ولحن وصوت فليس له إلا هذا واني أقول يجب أن ننتبه إلى هذه الظاهرة الفيديو كليب بأن تقوم المحطات الفضائية قبل البث بالتأكد من صلاحية الكلام واللحن والصوت من قبل لجان مختصة في هذا المجال حتى يصبح للأغنية رونق متكامل من الاصالة العربية ولكن دق المي وهي مي .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved