الأمم لا تنشأ بين يوم وليلة، والإنجازات العظيمة لا يتم بناؤها في لحظة زمان عابرة,.
هذه الحقيقة يمكن استقراؤها من تاريخ الحضارات وسجل الإنجاز البشري في كل مضمار، كما يمكن لمسها وتجسيمها من الواقع الذي يحياه الناس، من خلال اكثر من نموذج، وعبر أكثر من مثال.
والمملكة نموذح حي على أرض الواقع,, نلمس من خلاله كيف تصير الأمة جسداً واحداً,, جسداً فاعلاً مؤثراً منتجاً,, يصنع أسلوب حياة راقية للمواطن، ويجعل امكانات الدولة رهن إشارة الإنسان في حاجاته للأمن والرعاية والطمأنينة والعيش الرغد الهانئ.
فالبناء الذي ننعم داخله اليوم,, كانت لبناته الأولى توضع بالأمس,, لبنة إثر أخرى,, تواتر العمل فيها ليل نهار، وتواصل عبر جهد قيادة واعية ظلت تحمل رايات التشييد والنماء المستمر حتى أضحت المملكة على ما هي عليه اليوم من واقع زاهر وباهر.
هذا ما نعلمه وما نعيشه، وهذا ما حرص سمو نائب خادم الحرمين الشريفين على تأكيده خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، حيث أشار سموه الى أننا نجني ثمار جهاد المؤسس - رحمه الله - وأننا نستفيء في ظلال الأمن والاستقرار والرخاء والرفاهية التي أرسى أسسها الملك عبدالعزيز عليه شآبيب الرحمة.
لقد كان الملك عبدالعزيز وهو يقود تأسيس المملكة,, يضع نصب عينيه تغيير الواقع الحياتي للإنسان، مرتقياً به من مهاوي التمزق والجهل والفقر والشتات,, إلى آفاق التماسك والعلم والرخاء والتعاضد,.
,, كان ذلك هو الهدف والطموح، فتحقق المرام بفضل الله وقوته، ثم بجهد ومثابرة الملك عبدالعزيز وأبنائه الميامين الذين خلفوه على قيادة المسيرة,, وتحول الحلم الى واقع يحكي إعجازاً تنموياً وحضارياً نلمسه ونعيشه ونتعايش معه خلال هذا العهد الزاهر,, عهد خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -.
ولقد حرص سمو نائب خادم الحرمين الشريفين وهو يتناول ما تحقق على أرض المملكة، أن يشير إلى الدور المنتظر من المواطن، مؤكداً - يحفظه الله - أننا مطالبون، ليس بالمحافظة على المكتسبات والمنجزات التي تحققت فحسب، وإنما العمل على تقوية وتعزيز البناء والسير على منهجه القويم - منهج المؤسس - طيب الله ثراه، في تحقيق المزيد من التقدم والرقي في إطار التنمية الشاملة لمصلحة الوطن والمواطن.
إنها الرؤية الثاقبة التي تتمحص فيما تحقق، وتستشرف ما ينبغي ان يكون عليه التخطيط للمستقبل,, وسمو نائب خادم الحرمين الشريفين وضع يده - يحفظه الله - على اهم عناصر التفاعل الايجابي مع منجزاتنا عبر خطوتين: الاولى تتمثل في المحافظة على المكتسبات، والاخرى تتمثل في تقوية وتعزيز البناء على خطى المؤسس.
وفق الله قادتنا وشعبنا لبلوغ الغايات والاهداف المرجوة.