Wednesday 22nd September, 1999 G No. 9855جريدة الجزيرة الاربعاء 12 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9855


تتعدد أسباب هجرها
رواد المكتبات لا يحسنون استخدامها

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يختلف اثنان حول اهمية العلم في حياة الامم ولو تحدثنا في ذلك ما كفينا ولا وفينا الامر حقه، ولكن سنتحدث في امر مهم يتعلق بذلك.
سنتحدث عن بيوته وخزائنه وهي المكتبات والدور المهم التي تؤديه في كل مجتمع ينشد الحضارة والتقدم.
وقد نشأت المكتبات وظهرت الكتابة والتدوين من العصور الاولى إلى زمن الجاهلية حتى جاء الاسلام واصبحت الكتابة والتدوين ذات اهمية كبيرة في كتابة وحفظ الوحي ومراسلة الامم ودعوتها الى الاسلام, واصبح عند الصحابة مكتبات تتضمن ما كتبوه من آيات القرآن الكريم والسنة الشريفة امثال سعد ابن عبادة الانصاري وعبدالله بن مسعود واسماء بنت عميس وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وغيرهم من الصحابة كثير رضي الله عنهم أجمعين.
إلى ان ازدهرت المكتبات وتطورت خلال مراحل الخلافة الاسلامية الزاخرة بالتدوين والحفظ والكتابة.
بعد هذا العرض الوجيز البسيط لنشأة المكتبات نأتي الى يومنا هذا لنرى مدى ما تمثله المكتبات من اهمية في مجتمعنا.
فنجد ان الحياة تعود إليها مع عودة الطلاب إلى جامعاتهم ومدارسهم إذ غالب روادها من الباحثين، ولاشك ان هناك من يأتي الى المكتبة للاطلاع والاستزادة من المعرفة إلا ان العبرة بالغالب.
وعندما نمعن النظر في هؤلاء الباحثين نجد ان معظمهم لا يحسن كيفية استخدام المكتبة والاستفادة منها حتى ان من بينهم من هم في المرحلة الجامعية هذه المرحلة التي تولي البحث اهمية كبيرة,فبالله عليكم كيف لطالب هذه حاله مع المكتبة ان يعد بحثا يصدق عليه ان يسمى بحثا؟ لا يستطيع استخراج المصادر والمراجع فضلا عن ان يعرف الموضوعات التي يستفيد منها لبحثه.
ولعل عدم معرفة الطالب كيفية استخدام المكتبة احد اسباب عزوفه عن المكتبة ان لم يكن اهمها.
والمتخصصون في هذا المجال يولون هذا الامر اهمية كبرى يقول الدكتور أحمد بدر في كتابه أصول البحث العلمي ومناهجه الحاجة ملحة إذن إلى تعليم الطالب والباحث العلمي كيف يصل إلى المعلومات العلمية التي يريدها بنفسه,, بينما يعتبر الاستاذ كموجه يهيئ للطالب الموقف التعليمي,, الحاجة ملحة كذلك إلى التعرف على مفاتيح المعرفة ومصادرها التي تستجيب للاحتياجات المتباينة للاطلاب والباحثين الجامعيين في مراحل دراستهم وبحوثهم المختلفة, هذا وان كان ادخال مادة البحث والمكتبة خلال مراحل التعليم الثانوي إلا ان مردود ذلك على الطلاب لا يرقى الى مستوى التطلعات وذلك لاسباب تعود إلى المعلم او المنهج او حتى الطالب نفسه,فعدم وجود معلم متخصص في المادة او ذي إلمام تام بمادة المكتبة يجعل من العسير على الطالب فهم هذه المادة واستيعابها.
كذلك المنهج وطريقة تأليفه لاسيما وهي مادة حديثة ضمن مناهج التعليم ففي منهج المادة تجد التركيز فيها على البحث اكثر من المكتبة وانا لا نهمل دور البحث ولكن للبحث ادوات وركائز ولعل من اهم ادواته وركائزه كيفية استخدام المكتبة.
كذلك ربط العلم بالعمل والمعرفة بالتطبيق فالحاجة هي التي تجعل الطالب يولي هذه المادة اهمية كونها هي الطريق لتحقيق هدفه وخدمته في مجال اعداد بحثه.
اما كون الطالب هو المتسبب على نفسه بهذا لعدم اهتمامه بهذه المادة فلعل في التكليف والالزام ما يكون دافعا له على المعرفة وحتى الالمام.
إننا نريد اعداد مجتمع يصدق عليه مسمى مجتمع البحث والبحاثة لانه السبيل الى التطور والتقدم والبداية من حيث ما انتهى اليه الآخرون.
نريد طالبا يعتمد على نفسه: لماذا نطعمه كل يوم سمكة بدلا من ان نعلمه الصيد كما يقول الصينيون؟,,, والله من وراء القصد.
عبدالله بن راشد بن سليمان آل مسلّم
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved