عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قرأت ما كتب في صفحة (الادارة والمجتمع) في زاوية بعنوان (المدير الانتهازي) وفي الحقيقة ان وصف هذا الكاتب الذي كنت اتمنى ان اعرف اسمه وصف دقيق جدا يدل على وعي ادراي وثقافي عظيمين في سلوك الطرق الهزيلة لكثير من المديرين الانتهازيين في وقتنا الحالي,, وقبل ان اعقب على كلام هذا الكاتب القدير احب ان الخص ما ورد فيه بنقاط حتى ينتفع بها من لم يقرأها عن سلوك هذا النوع من المديرين (العاجزين):
1- المشكلات التي تحدث في العمل يعزوها دوما إلى مرؤوسيه وعدم خبرتهم وضعف كفاءتهم.
2- ان المدير الانتهازي لا يسمح ابدا ببروز مرؤوسيه او تميزهم في المنظمة فهو يحكم دائما على قيمة او اهمية مرؤوسه وفقا لعوامل نفعية او شخصية.
3- ان عليك ان تحترس من ان تطعن من الخلف او من ان يغدر بك من قبل المدير الانتهازي الذي لديه القدرة على جعلك تعتقد انه في صفك ويقف الى جانبك في الوقت الذي تثبت فيه الحقائق غير ذلك.
4- المديرون الانتهازيون الذين يتحدثون بسوء عن الاخرين امامك ومن خلف ظهورهم فهم يلعبون لعبة الكر والغدر والخداع والانتهازية وقد تكون انت الشخص التالي الذي توجه اليه ضربة شديدة ومثلما تكلموا عن الآخرين امامك وفي غيابهم فسيتكلمون عنك وفي غيابك امام الاخرين.
5- ان من الواجب على الموظف ان لا يسمح لرئيسه في العمل من هذا النوع بالتقليل والاستهانة بقيمة عمله وفي ظل وجود مثل هذا المدير فإن الموظف يجب ان يعمل بشكل مضاعف للتغلب على السمعة السلبية العارية من الصحة التي نقلها هذا المدير الى الآخرين.
6- لو ظهر المدير الانتهازي بمظهره وبطريقته الماكرة والغادرة لكان من السهل اكتشافه ولكنه يتصرف في كثير من الاحيان وكأنه نظامي ويتكلم بالكلام المعسول الذي يناقض أفعاله.
7- الانتهازي حتى لا يجرك الى حبائله يجب ان تتركه يخوض معركته النفعية والانتهازية لوحده.
8- يوهم المدير الانتهازي الاخرين بأنه يعمل بجد واجتهاد وهو عكس ذلك.
9- يبحث المدير الانتهازي في مكاتب الاخرين عن وثائق يستخدمها وسيلة ادانة ضدهم.
هذا ملخص للمقال الرائع الذي قرأته لخصته في نقاط حتى تعاد قراءته ويستفيد منه جميع الموظفين الذين يرأسهم مديرون انتهازيون غادرون هذا سلوكهم ويمكن ان اضيف ما يلي:
1- المدير الانتهازي الغادر يدوس النظام باسم النظام ويشهر النظام في وجه كل موظف جاد ومخلص للحد من اجتهاده ويستخدم هذا السلاح بخبث ومكر وهو في الحقيقة يعرقل النظام ويدوسه بأقدامه, وكثيرا ما يلجأ الى اسلوب بيروقراطي معقد يعتمد على الخطابات والمكاتبات وظاهره هو حب تطبيق النظام وتنظيم العمل وفي داخله الهدف هو قتل الابداع ووأد الافكار التي لا يريد ان تصدر الا منه.
2- في كثير من الاحيان يحس المدير الانتهازي او القادر بالنقص ويعتقد ان اي فكرة تصدر من موظف تحت رئاسته هي انتقاص له شخصيا وانه لا يلم بالعمل وكثيرا ما يلجأ الى اسلوب المكر والخداع لثني هذا الموظف عن فكرته حتى لاتصل الى الرئيس الاعلى للدائرة بكلام معسول مثل عدم امكانية تطبيق الفكرة او انها تفتح المجال لأعمال أكثر,, وهذا دليل آخر على كسل هذا الرئيس وتعقيده.
3- في كثير من الاحيان يعمل الرئيس الماكر في الظلام مثل الخفافيش ويغدر بمرؤوسيه ويصفهم بصفات سيئة امام الرئيس الاعلى للدائرة وكثيرا ما يصدق هذا الرئيس كلام هذا المدير ليس غباءً منه وإنما انخداعاً بالكلام المنمق والمعسول لهذا الرئيس مثل المساواة بين الجميع وتطبيق النظام التي في ظاهرها صفات طيبة ولكن قصد هذا المخادع منها قصد معين لشخص معين في دائرته وكثيرا ما تنجح محاولات مثل هذا المدير اما خوفا منه وممن تتبعه لسقطات الرئيس الاعلى او في كثير من الاحيان انخداعاً به وتصديقا لكلامه وتمويهاته.
4- كثيرا ما ينخدع الرئيس الاعلى للمؤسسة بكلام مثل هذا المدير وباجراءاته البيروقراطية وينيبه عنه خلال اجازاته لأنه يحرص اشد الحرص على التطبيق الحرفي لأي نظام كتابة ويخالفه في الخفاء وفي الظلام بحيث لا يعلم الرئيس الاعلى عن ذلك.
5- كثيرا ما يستغل هذا المدير اي هفوة ولو كانت بسيطة جدا للموظف العملي والجاد لديه والذي لا يجاريه في اساليب الخداع والغدر التي يمتهنها,, يستغل اي هفوة,, او حتى حسنة من حسنات هذا الموظف ويعتبرها سيئة بمقياسه ويظل ينفخ فيها ويكبرها ويجعل منها جبلا وينتقص بها هذا الموظف بينما هو في الواقع انزلق في متاهات وهفوات عظيمة ومدوية فهو مثل من وقع في بئر (البئر تمثل هفوة المدير الانتهازي) وبعد ان وقع فيها غاص اصبع قدمه في حفرة صغيرة جدا في قاع البئر (تمثل هفوة الموظف المغدور).
6- في أحيان كثيرة يستخدم المدير الغادر اسلوب التهكم المغلف بأسلوب المرح في الحط من قدر الموظف الذي يقف في وجه محاولات الخداع والانتهازية لهذا الموظف,, واذا حدث رد فعل من قبل هذا الموظف فإنه يفسر ذلك بالمزح والدعابة,, ولكن يجب ان لا ينطلي ذلك على اي موظف ويجب ان يواجه مثل هذه المحاولات الخادعة بصرامة وقوة حتى يثني مثل هذا المدير عن تحقيق مآربه.
7- كثيرا ما يحيط مثل هذا النوع من المديرين نفسه بفئة من النمامين والمغتابين الذين ينقلون له حسنات او هفوات موظف الادارة ليس على سبيل الاصلاح وإنما على سبيل الافساد ويقرب مثل هؤلاء ويميزهم في الترقية وفي الاعفاء من التأخر في الدوام بكثير من الاحيان وكثيرا ما يكون مثل هؤلاء الموظفين من الكسالى والمتسيبين ولكن هؤلاء على ارض هشة واذا جابههم الموظف المخلص كثيرا ما ينزوون عن اساليبهم الغادرة اذا كشفت نواياهم واحابيلهم.
8- يظهرالمدير الانتهازي بمظهر الموظف النظامي الذي لا يعرف المحسوبية ولا الواسطة ولا يحيد عن النظام وهذا فقط على مكتبه وفي الاوراق التي بين يديه ولكن في خارج المكتب فإنه اول اعداء النظام وأول من يدوسه وينخدع بكلامه المعسول الكثيرون من مسئولين من موظفين ورؤساء,, ولكن لايعلم عن اساليبه التي يستخدمها في الخفاء الا القليل من الموظفين الملاصقين له وهو كثيرا ما يلجأ الى الغموض والى التسويف في جميع اعمال وظيفته ويلقي باللوم على الرئيس الاول في الدائرة لعدم تنفيذ طلباته وتحقيق طموحاته وكثيرا ما يتهمه بالتقصير والمحاباة وكل ذلك حتى يظهر بمظهر العملي الذي اعاق طموحه نزوة رئيسه.
9- في كثير من الاحيان لا يلجأ امثال هذا المدير إلى المصارحة والمكاشفة لأنه سيسقط في اول مواجهة وستكشف جميع اوراق زيفه والاعبيه ولكنه يلجأ الى الغموض والى ضرورة ان يقبل المرؤوس أي (توجيه) او (تعميد) دون اي مناقشة لخلفياته لأن اي مناقشة لذلك ستكشف نفعيته ومصالحه الخاصة وأحابيله التي ينسجها للموظفين والرؤساء بل ويلجأ الى الطعن من الخلف في اي موظف يحاول مناقشته بأي (توجيه) ويحاول ان ينسب اي تقصير او خطأ اليه عند الادارة العليا حتى يبرىء نفسه من اي تقصير.
10 - هذا النوع من المديرين هم من ذوي العلاقات الاجتماعية المضطربة وكثيرا ما يضرب عرض الحائط بجميع الاعراف والتقاليد السائدة في المجتمع وكثيرا ما يثير الكراهية والبغضاء والاحقاد بتصرفاته بين افراد المجتمع وبين الموظفين غير المنتفعين به.
11- يجب ان يكون الرئيس الاعلى على علم ودراية تامة بأمثال هذا المدير وان يتحقق من اي كلام يدلي به اليه او اي خطاب يرفعه اليه فانه كثيرا مايكتب خطابات او يدلي بكلام الى الرئيس الاعلى في المؤسسة بناء على امور تافهة او حقداً على موظف لديه وليس بناء على (مصلحة العمل) التي تبدو لأول وهلة من مثل هذا الكلام الذي يدلي به, ويجب على الرئيس ان يستقي الاخبار عن مثل هذا المدير من مرؤوسيه وان يناقشهم عنه وان يتحقق بنفسه وألا يعتمد على ضرورة موافقة (الرئيس المباشر) الذي هو المدير الانتهازي في اي علاقة له مع مرؤوسي هذا المدير,, وذلك تجاوزا لهذا النوع من البيروقراطية الذي خلّف في مجتمعنا أمثال هؤلاء المديرين الذين هم وبال على المجتمع وعلى كثير من الدوائر وهم سبب التخلف والتراجع فيها,, يجب تنظيف كل دائرة منهم وإبعادهم نهائياً عن اي مسئولية يحاولون استغلالها لتنفيذ مآربهم وثاراتهم الشخصية على موظفين جادين ومخلصين يجب ابعاد هؤلاء نهائياً وفضح اساليبهم ومكرهم وزيفهم والاعتماد على الامناء والمخلصين الذين يعملون للمصلحة العامة بتجرد ونزاهة.
م , عبدالعزيز بن محمد السحيباني
محافظة البدائع