Wednesday 22nd September, 1999 G No. 9855جريدة الجزيرة الاربعاء 12 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9855


دار ياللي سعدها تو ماجاها

ونحن نعيش ذكرى مئوية تأسيس المملكة العطرة ذكرى ذلك اليوم الذي تم فيه فتح مدينة الرياض على يد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مؤسس وموحد هذه الدولة الفتية، في تلك اللحظة من صباح ذلك اليوم الخامس من شوال عام 1319ه بعد أن تم القضاء على حاكم الرياض آنذاك، نادى المنادي قائلا الملك لله ثم لعبدالعزيز بن سعود فتباشر الناس من شدة حبهم لآل سعود وجاء اهالي مدينة الرياض والمدن والقرى المجاورة لها ليعبروا عن فرحتهم ويبايعوا الملك عبدالعزيز على السمع والطاعة وفي ذلك الوقت لايوجد وسائل اعلام لإعلان هذا الخبر الهام والسار فأمر الملك عبدالعزيز بإقامة العرضة امام قصر المصمك تعبيرا عن الفرح بهذا الانتصار العظيم والتحول التاريخي بقيام دولة المملكة العربية السعودية وحضر الناس والشعراء وكان من بينهم الشاعر المعروف عبدالرحمن الحوطي وهو شاعر قوي ويعرف كيف يتعامل مع الحدث له العديد من قصائد العرضة التي واكبت مراحل التأسيس وهذا البيت من قصيدة من بين تلك القصائد:-
عاش ابو تركي كسا الدار من عقب العراء
لاتلمها يالمشقى ولو حنت عليه
وله غير ذلك من القصائد في كافة أغراض الشعر وقد صادف ليلة فتح الرياض وجود الحوطي في منفوحة لحضور مناسبة زواج,,, وعندما سمع بالخبر سارع بالحضور وقال قصيدته المشهورة في تلك اللحظات من صباح ذلك اليوم المبارك وهي أول ماقيل بمناسبة فتح الرياض التي مطلعها:_
دار ياللي سعدها توماجاها
وقد نالت اعجاب جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وتفاعل معها هو والحضور وهي من افضل واشهر ماقيل في شعر العرضة واصبح الناس يتغنون بها في الكثير من المناسبات كالاعياد والاحتفالات والأفراح لكنهم يحفظونها بطريقة غير مرتبة فيضعون صدر البيت الأول مع عجز الأخير فحاولت الحصول على ترجمة لشاعرنا وقصائده وحدثني عنه الشاعر المعروف ناصر بن محمد السياري وقال ان اسمه عبدالرحمن بن ناصر بن عثمان بن رشيد آل مرشد التميمي من اهالي مدينة المزاحمية جاء والده من حوطة بني تميم وليس معه الا زوجته واستقر بها ورزق ولدين وبنتا والولدان هما عبدالرحمن وعبدالعزيز وكلاهما يقولان الشعر وتزوج عبدالرحمن ورزق أولادا بنين وبنات وتوفي هو وزوجته وأبناؤه جميعهم سنة الرحمة أي سنة الحرب العالمية الثانية وشاعرنا ولد وعاش في مدينة المزاحمية وتوفي بها ولم نعرف تاريخ ميلاده أو تاريخ ميلاد والده أو تاريخ مجيئه من الحوطة ووفاته أما عبدالعزيز شقيق شاعرنا فهو جد كل من الشاعرين ناصر بن محمد السياري وعبدالله بن محمد السياري لأمهما,, وقد بحثت عن هذه القصيدة مدار الحديث في عدة مصادر فوجدتها في كتاب الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس اهازيج الحرب ص 211 من ستة أبيات مع ترجمة له مختصرة ص 210 ومن الروائي عبدالله بن سعد النويشر من أهالي ضرما من ثمانية أبيات ومن الروائي منصور بن فهد بن منيع من اهالي المزاحمية من ثمانية ابيات مع اختلاف في ترتيب ابيات القصيدة عما كانت عليه في كتاب ابن خميس واعتقد ان الترتيب الذي ورد في رواية ابن منيع هو الأصح نظرا لتوافق معاني ابيات القصيدة.
وابن منيع من الرواة الموثوقين الذي يحفظون وينقلون الروايات بكل دقة وكان الناس غالبا مايروونها بهذا الشكل:-
دار ياللي سعدها تو ماجاها
طير حوران شاقتني مضاريبه
وأبياتها التي كانوا يحفظونها لاتتجاوز ثمانية أبيات، وبعد جمعها وترتيبها اصبح عدد ابياتها عشرة ابيات، فالبيت الثاني من رواية ابن نويشر والخامس من كتاب ابن خميس وهي الآن مرتبة حسب رواية ابن منيع، على النحو التالي:-
دار ياللي سعدها تو ماجاها
عقب ماهي ذليلة جالها هيبه
جو هل الدين والتوحيد وحماها
واذهب الله هل الباطل واصاحيبه
قام عبدالعزيز وشاد مبناها
شيخنا اللي بحكم الشرع يمشي به
يوم حنت وونت سمع شكواها
وصلها قبل تاصلها مناديبه
عقب ماهي عجوز جدد صباها
زينها للعرب قامت تماري به
عشقة للسعود من الله انشاها
حرمت غيرهم تقول مالي به
جاء الحباري عقاب نثر دماها
يوم شرف على عالي مراقيبه
صيدته يوم صف الريش ماخطاها
في الثنادي وفي الهامة مخاليبه
ذبح عجلان فيها ماتعداها
ماحلا عند باب القصر تسحيبه
يوم شفته بعيني طاب ممساها
طير حوران شاقتني مضاريبه
وبعد جمعها وترتيبها تم الاتصال هاتفيا بالشيخ عبدالله محمد بن خميس لأخذ رأيه فقال: (إنها في منتهى الروعة والجمال) ولا اريد ان اتوسع في الشرح وتوضيح انسجام المعاني وتوافق الابيات مع بعضها البعض، بل اترك ذلك للقارئ الكريم، وقبل أن أختم هذه المقالة أود أن أشير إلى أنه يتحتم علينا كمواطنين أن نعود بالذاكرة الى الوراء لكي نتذكر كيف كانت عليه اوضاع هذه البلاد قبل مجيء الملك عبدالعزيز حيث كانت تعيش في فوضى عارمة من قتل وسلب ونهب وجهل وفقر ومرض وعدم استقرار في كافة أرجائها، وبعد فتح الرياض انطلقت قافلة الخير في كل الاتجاهات على المستويين الداخلي والخارجي ومن ذلك اليوم أصبحت بلادنا تنعم بنعمة الأمن والاستقرار في ظل قادتها وبفضل تطبيق الشريعة الإسلامية وستظل إن شاء الله، حفظ الله بلادنا وقادتها ومواطنيها من كل سوء، كما اود أن أشكر جريدة الجزيرة الغراء على قيامها بإفراد صفحات خاصة بمناسبة ذكرى مئوية تأسيس المملكة، هذه الذكرى التي لها مكانة في قلوب الجميع، لذا يجب ان نستمر معها وألا نتوقف عن تذكرها.
آمل أن أكون قد وفقت في ذلك، هذا والله من وراء القصد،،،
عبدالله بن حمد السبر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved