الوضع في روسيا لايسر صديقا,, ولايسر حتى عدو,,!! وان كنا نعرف لماذا لايسر أصدقاء روسيا لما وصلت إليه بعد ان انفلت الامن فيها، واصبح رؤساء عصابات المافيا الدولية يدورونها، فهربت مليارات الدولارات ودمرت الشركات بعد ان نهبت أموالها، وبيعت الرابحة منها إلى أباطرة السوق الذين نموا وانتشروا كالطحالب، وتركت الخاسرة منها تستنزف أموال الدولة.
أما موظفو الدولة فأصبح المحظوظ منهم من يحصل على راتبه الوظيفي بعد أشهر، ولذلك فقد اعتمد الموظف على الرشوة حتى يعيش، وتحول العسكر من جنرالات الى أصغر جندي إلى مرتزقة داخل الدولة، فما ان تندلع احداث، إلا وتبادر الحكومة الى اغراء وحدات الجيش والقوات الخاصة في وزارتي الامن والداخلية بتقديم هبات هي بمثابة رشاوى حتى يقبلوا الانخراط بالقتال في المناطق التي تشهد اضطرابات، وبما ان الكرملين يدفع نقداً فإن الجنود يقبلون المشاركة في القتال إلا انهم يطيلون امد المعارك، وهذا ما يحصل الآن في داغستان وفي المناطق الحدودية مع الشيشان، إذ وبأمر من الكرملين يحصل العسكري الروسي على ما يعادل المائة دولار أمريكي من الروبلات زيادة على مرتبه تدفع نقدا، لكل افراد الوحدات التي تحارب الثوار المسلمين في داغستان والشيشان، وبما ان الدفع يتم نقدا ولا يتعرض عسكريو الوحدات المشاركة في القتال إلى تأخير الرواتب إلى اشهر كما الوحدات الأخرى فإن الجنود يرون في اطالة أمد الحرب مع الثوار فرصة تتيح لهم انتظام استلام رواتبهم، وقد وجد قادة الجيش والوحدات الخاصة بوزارتي الداخلية والأمن الروسيتين، ان افضل وسيلة لبقاء وحداتهم والحفاظ على تشكيلاتهم العسكرية والمزايا التي يحصل عليها جنرالات تلك الوحدات وقوات الجيش الخاصة، هي ترك الاوضاع الامنية تتفجر، وغض النظر عن الثغرات الامنية، وهذا أسلوب تلجأ إليه العسكرتارية في الدول المتخلفة التي يسمونها النامية للعمل على وصول العسكر الى السلطة، وقد نجح هذا الاسلوب في العديد من الدول الافريقية والآسيوية والأمريكية الجنوبية، وفي روسيا التي تتجه بسرعة لتصبح احدى هذه الدول لا يهدف تطبيق هذا الاسلوب الوصول إلى السلطة بل لضمان استمرار المزايا لقادة الجيش وقوات الامن، وضمان استلام العسكر لمرتباتهم.
وهكذا فقد استغل طلاب الاستقلال وما أكثرهم في الاتحاد الروسي، الثغرات والتراخي الأمني المقصود في مناطق القوقاز والتتار والشركس، بل وحتى داخل المدن الروسية الكبرى لاثارة المشاكل التي تجعل الاستعانة بالجيش وقوات الامن ضرورة ملحة تفرض على الكرملين والحكومة تدبير مرتبات الجنود والابقاء على امتيازات قادتهم.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com