Thursday 23rd September, 1999 G No. 9856جريدة الجزيرة الخميس 13 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9856


لماذا يتهم الشباب؟!
فوزية ابو خالد

الشباب والشابات، هذا النهر البشري المائج بالارادة والتمرد, ليغسل عن جسد المجتمعات اعراض الشيخوخة، تجاعيد العمر، طعنات الاعداء والاصدقاء لماذا يجبر على السير في نفس الطريق الملطخة بالخطوات السابقة؟!
الشابات والشباب، هذا التنور المتأجج لتحويل اضداد العناصر: الهواء والرمل، النار والماء الى حالات جديدة,, لماذا يحرم من حق التجربة والفضول المعرفي!
الشباب: بنات واولادا، فتيان وصبايا, رجالا ونساءً هم رغوة الغد، طلعة الأوطان، تباشير الشجر.
* اشك ان هناك غير القليل جدا من البشر الاسوياء ممن سيختلف معي في رؤية الشباب، دور الشباب، مكانة الشباب في المجتمع بغير هذه الرؤية الشفيفة التي تعطي الشباب من الجنسين الحق في المشاركة والفعل الاجتماعي, الا ان الحديث المنطقي المطلق عن الشباب مع الاسف شيء، واسلوب التعامل اليومي معهم شيء آخر.
فمن هم هؤلاء الشباب الذين نراهم في المطلق او في الكتب والخطب وسيمين وجميلات احرارا، عقال آهلين وراشدات محط الآمال والانظار، بينما لا يجري التعامل معهم على ارض الواقع الا بالتشكيك والتهميش.
* اليس الشباب والشابات هم إخواننا وأبناؤنا الذين نريد ان يقتصر دورهم في مجالس الكبار على صب القهوة والشاي واستنساخ عادات هؤلاء الكبار.
* أليس الشباب هم اولئك الفتيات الناضجات اللواتي لا يسمح لهن بإبداء الرأي وتقرير المصير في ابسط امورهن الخاصة اذا كان غير ما يرى او يتوقع الكبار؟!
* أليس الشباب هم اولئك الطلاب والطالبات في المراحل العليا من التعليم النظامي العام الذين لا يحفل احد بمعرفة بماذا يفكرون او كيف ينظرون الى معلميهم ومناهجهم واساليب تعليمهم.
* اليس الشباب هم اولئك اللواتي واللائي نحذر اجتماعاتهم ونخشى شللهم ولا وقت لدينا لسماع احلامهم وان استمعنا اليها فإننا لا نرتاح إذا لم نسفهها.
* اليس الشباب والشابات هم اولئك الذين نسخر من ميولهم الفكرية والثقافية اذا لم تتطابق مع ميولنا، نتلصص على مكالماتهم الهاتفية ورسائلهم الالكترونية,.
* اليس الشباب هم اولئك الذين يدفعون دفعا من اول يوم في الجامعة او الوظيفة او البطالة الى مجاراة الواقع وكسب الرضا بغض النظر عن الاثمان الباهظة من الكرامة والعنفوان.
* أليس الشباب هم اولئك الذين لا يُقبل في الاستماع اليهم الا التخلي عن اي حس نقدي طازج في النظر الى ممالك الكبار وصروحهم, أليسوا هم الذين لا نتوقع منهم اي مواجهة ولو سلمية مع اولئك الطاعنين في العمر والمراكز.
* اليس الشباب هم اولئك الذين كان الكبار في شبابهم اجمل منهم واشد ادبا منهم واكثر ادبا منهم واقل فضولا معرفيا منهم، بينما هؤلاء الشباب الآن هم (الجيل) المفروكة عينه بملح وكأن جيل الكبار الآن لم يتعلموا من الأم تلك الاسطوانة التي طالما رددها على مسامعهم كبارهم عندما كانوا هم شبابا في عمر شباب اليوم.
وكأن كل جيل يغار من شباب الجيل اللاحق فإلى متى يستمر التعامل مع الشباب كمتهم في القفص الاجتماعي الى ان يثبت تدجينه؟!
في ظني والله اعلم ، وليس كل الظن إثم, انه ليس لنا الا ألا نتردد في مشاركة الشباب في شؤون وشجون المجتمع على الاقل في تلك الامور المتعلقة بفئة الشباب وبالمستقبل, وحتى بلا يكون الامر على عواهنه كما قد يحاذر الكبار فلابد من ايجاد أطر مؤسسية مقبولة في المدارس والجامعات وبقية قطاعات المجتمع الشبابية لاستيعاب طاقة الشباب وتجديد دورة الوطن الدموية بالدماء الشابة.
*تقول احصاءات وتحاليل الدراسات الاجتماعية في عدد من دول العالم اليوم ان شباب الثمانينات ومطلع التسعينات كانوا يعانون من الانكفاء على همومهم الشخصية ويبحثون عن خلاصهم الخاص، بينما شباب آخر التسعينات واول القرن الجديد هم شباب يريدون النجاح في ادوارهم الاجتماعية العلمية والعملية ولكنهم في نفس الوقت يريدون قنوات للمشاركة في الشأن الوطني والاجتماعي العام,, وعليه فإن المطلب العالمي اليوم في شؤون الشباب هو توفير الارضية الاجتماعية التي تعترف بواجبهم الاجتماعي في التحصيل والتجربة كما تحترم حقوقهم في المشاركة والفعل وابداء الرأي ولو كان مخالفا.
ولله الامر من قبل ومن بعد,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
ملحق الدوادمي
الاقتصـــادية
ملحق جازان
الرياضية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved