إن في تاريخ الأمم والشعوب أياماً خالدة محفورة في ذاكرة الزمن لأنها بمثابة منارات على درب مسيرتها الحضارية تشكل منعطفات حاسمة باتجاه مستقبل أكثر إشراقاً.
وفي مثل هذا اليوم من كل عام تجدد لنا هذه الذكرى كل مشاعر الاعتزاز والافتخار بذلك الإنجاز الهائل الذي تجاوز كل التوقعات والتصورات حتى بدا وكأنه معجزة من المعجزات.
إننا نستعيد بفخر ذكر البطل ونتذكر بالخير بطولة الإنجاز الحضاري الشامخ في كل يوم وكل ساعة نحتفي فيها بإنجاز جديد وعطاء سخي متواصل يكرس مزيداً من رسوخ البناء الحضاري الذي أسس قواعده السياسية والجغرافية والاجتماعية فارس حضارة الصحراء وصانع أول وحدة من نوعها في التارخ العربي الحديث الملك عبدالعزيز -رحمه الله-.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد شدت أنظار العالم بتجربتها التاريخية في الوحدة والبناء وبدورها العربي والإسلامي وبمكانتها في الاقتصاد العالمي فإنها قبل هذا وبعده تحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين في كل مكان فأرضها مبعث النور ومصدر الهدى ومنطلق الدعوة ومهوى الأفئده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, لقد مضت المملكة العربية السعودية في مسيرتها على نهج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، واستمدت أساسها الأول لبناء المجتمع من روح الاسلام ومبادئه وتعاليمه, وهي اليوم دولة حديثة قوية غنية ومتطورة استطاعت أن تتجاوز موقعها كدولة نامية في محاولة جادة للحاق بركاب الدول العصرية المتقدمة وأن تعيش ايقاع الحياة السريع وتتناغم مع روح العصر المنطلق للأمام, فالمملكة اليوم قوية بإيمانها العميق بالله وعقيدتها السمحة وقيادتها الحكيمة في ظل خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني- يحفظهما الله- وسواعد أبنائها الأشداء وإرادتها الصلبة ونعمة الأمن والاستقرار وهو ما جعلها تحتل منزلتها المرموقة بين منظومة الدول الشقيقة والصديقة لتحقق حضورها الإيجابي المتميز على مسرح الحياة العالمي.