صديقتي,, لا اعلم كيف أبدأ حين تخنقني الكلمات؟! اهرب الى قلمي وورقة بيضاء يدفعني غروري للكتابة فيها,, اكون عدوانية حين اقول اني اريد تشويهها لاني احسدها على هذا النقاء والصفاء الذي اصبحنا نفقده في دواخلنا.
فهل اجده داخلك,,؟
لقد وقع الحظ عليك حين تفجر بركان الذكريات لدي الذي كنت احدى حممه المتطائرة,.
البارحة عقدت جلسة مع ذكرياتي التي جرفتها رياح عاتية ورحلت بها بعيدا,, بعيداً عني,, لماذا ياصديقتي كل هذا؟!
لماذا استسلمنا لتلك الظروف؟! وكأننا نرحب بان نكون بعيدتين,, اسألك؟! اتذكرين تلك الايام الحلوة واحلامنا الاحلى,, طفولتنا,, منزل جدي العتيق,, الذي كان يضم ضحكاتنا,, وشقاوتنا,, تصرفاتنا التي كانت تثير غضب جدي,, كل شيء في ذلك المنزل ينادينا,, اتذكرين أسالك بالله,, اتذكرين؟!
آه,, ياتعب السنين ووجع الأيام,, يا ألم الذكرىوبصمات الحنين,.
صديقتي,, اكتب لك هذه الكلمات وانا لا اعلم ان كانت ستصلك ام لا؟! كل ما اعلمه هو ان تلك الذكريات تتربع على عرش افكاري يؤلمني الحنين لذلك الماضي الجميل الذي عشته معك,, ولكني اتلذذ بذلك الألم,, لاني اجد فيه ذكرياتي وطفولتي,.
اتدرين ياصديقتي,, كم من العمر مضى على تلك الايام؟,, لا احسبك تعلمين ذلك,, لان تلك الايام في ذاكرتنا كانهما بالامس,, ولكنه في الحقيقة امس بعيد,.
صديقتي وبرغم تلك المسافة التي تفصل بيننا الا ان كلماتك وضحكاتك,, حتى شقاوتك,, هنا,, بين اوراقي,,, قلمي يصرخ يناديك,, احتاجك لتزيني كلماتي,, وتعطري دفاتري وبإذن الله,, ايقن انك ستعودين,, ستعودين,, لأن قلبك الطيب سيحن لأيامنا,.
تذكري اني في انتظارك لان كل نبضة من نبضات قلبي تهمس لي,, ستعود,, ستعود.
ندى عبدالرحمن