Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


نور الحق
ستة أسباب شرعية لطلب الرزق
يكتبها بالإنابة: الشيخ / عبيد بن عساف الطوياوي*

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء وامام المرسلين، وبعد/ مما لاشك فيه ان الله - سبحانه وتعالى - هو الرزاق ، كما جاء في قوله - تعالى - (ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين) فهو سبحانه المتكفل بارزاق العباد وغيرهم، يقول - عز وجل - (ومامن دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها) الآية، وقد قدر سبحانه الارزاق، فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها الذي قدر الله لها.
وقد جعل سبحانه اسبابا شرعية لطلب الرزق ذكرها - عز وجل - في كتابه الكريم، وبينها النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته المطهرة ينبغي للمسلم ان يلتمس الرزق من خلالها، وقد دلت عليها النصوص الشرعية، ولو فطن لها كثير من الناس وخاصة من شكا الفاقة منهم، ومن عانى الحاجة منهم، ومن تراكمت في ذمته الديون وزادت مصروفاته عن ايراداته، لوجد فيها متنفسا عظيما وخيرا كثيرا، ولانحلت كثير من مشاكله المالية باذن الله تعالى.
ولذا ومن خلال صفحتنا الغراء اذكر نفسي واخواني ببعض الاسباب الشرعية لطلب الرزق والتي منها:
اولا: الاستغفار والتوبة: فانهما من الامور العظيمة النافعة، ولاسيما في مجال الرزق ووفرته، يقول الله - تعالى - عن نوح - عليه السلام - (فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا) وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب ويذكر ان رجلا جاء الى الحسن البصري - رحمه الله - يشكو من الجدب والقحط، بسبب قلة الامطار، فقال له: استغفر الله, ثم جاءه آخر، يشكو من الفقر والحاجة ، فقال له: استغفر الله, ثم جاء ثالث، يطلب منه الدعاء، حيث كان لا يولد له, فقال له: استغفر الله, فقيل له في ذلك، حيث امرهم بالاستغفار، وشكاواهم متنوعة فقال - رحمه الله -: ماقلت من عندي شيئا ان الله يقول في سورة نوح: (استغفروا ربكم انه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا).
فحري بالمسلم ان يكثر من الاستغفار، وان يلزم التوبة، فان ذلك من الاسباب الجالبة للرزق.
ثانيا: تقوى الله - عز وجل - فان تقوى الله - سبحانه - من اسباب جلب الرزق ووفرته، وهي امتثال امر الله ونهيه والوقاية من سخطه وعذابه يقول الله - عز وجل -: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) ويقول تعالى: (ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) فتقوى الله سبب في الرزق، ووسيلة لزيادته.
ثالثا: التوكل على الله: ومعناه تفويض الامر الى الله والاعتماد عليه وحده وعدم التعلق بغيره، مع بذل الاسباب والأخذ بها فذلك من الاسباب الشرعية لجلب الرزق ، يقول الله - عز وجل - (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) اي يكفيه، ويقضي دينه، ويسد جوعه، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خمصا وتروح بطانا .
رابعا: المتابعة بين الحج والعمرة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة، فانهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة .
خامسا: صلة الرحم: يقول - صلى الله عليه وسلم - من سره ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه ويقول - صلى الله عليه وسلم - تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم، فان صلة الرحم محبة في الاهل، مثراة في المال، منسأة في العمر فشأن صلة الرحم شأن عظيم.
سادسا: الانفاق في سبيل الله: فهو من الاسباب الجالبة للرزق يقول سبحانه: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: قال الله تعالى: يا ابن آدم أنفق أنفق عليك ويقول - صلى الله عليه وسلم - ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان ، فيقول احدهما: اللهم اعط منفقا خلفا، ويقول الاخر: اللهم اعط ممسكا تلفا ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصي اصحابه بالانفاق، ففي الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم قال: (يابلال، انفق ولا تخش من ذي العرش اقلالا) ويقول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة اقسم عليهن، واحدثكم حديثا فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة، ولاظلم عبد مظلمة صبر عليها الا زاده الله عزا، ولافتح عبد باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر .
هذه بعض الاسباب الشرعية لطلب الرزق، ينبغي للمسلم ان يعمل بها تعبدا لله - عز وجل - وليحذر المسلم من استعجال النتائج، فان الله - سبحانه - اذا وعد وفى: وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا .
اسأله سبحانه ان يكفينا بحلاله عن حرامه، وان يغنينا بفضله عمن سواه، انه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
* إمام وخطيب جامع موقق الثاني بمنطقة حائل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved