Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


رياض الفكر
المفهوم الخاطىء للزواج الثاني,,!!
سلمان بن محمد العُمري

لقد خلق الله سبحانه الناس وجعلهم شعوبا وقبائل، وجعل اللبنة الاساس للبنية الاجتماعية الأسرة التي تتألف من أب وأم وأطفال، هذه الأسرة التي تبدأ بزواج شرعه الإسلام وحث عليه، لكي يلبي حاجات اودعها الله تعالى في الإنسان، ففي الزواج يتمثل الاستقرار، وفيه يعيش الإنسان الحياة الطبيعية السليمة بعيدا عن الانحرافات والاضطرابات النفسية والاجتماعية، وفيه تحصل سعادة الإنسان بالذرية الصالحة إن شاء الله
وقد جعل الله سبحانه وتعالى في خلقه الرجل والمرأة تكاملا يتحقق به هذا الاستقرار، خاصة إذا ادرك كل منهما ما له من حقوق، وأدى ما عليه من واجبات.
فهناك اختلافات حقيقة فيزيولوجية، وجسدية، ونفسية بين الرجل والمرأة وهذا واقع لا يمكننا تجاوزه، وحقيقة اثبتها ويثبتها العلم، فالمرأة لها رسالة في الحياة مثلما للرجل رسالة، ولكنها تختلف من حيث الشكل، فهي تملك أدوارا لا يمكن للرجل القيام بها، فالحمل والولادة والرضاعة ونحوها دون الرجل، والرجل حباه الله بصفات وطاقات معينة جعلت منه ربا للأسرة، وعائلا لها، ومنحه الله القوة والقدرة على تحمل الصعاب، ومشقة العمل، لحماية زوجته وأطفاله ورعايتهم، وللرجل واجبات اخرى تتعدى إطار بيته كإسهامه في الحروب دفاعا عن بلاده وأمته بشكل يفوق إسهام المرأة جسديا على الأقل وفي كل المجتمعات دون استثناء.
ويخضع الزواج في المجتمعات الإنسانية للقوانين التي تنظمه والتي تختلف من أمة لاخرى، ومن بلد لآخر، ومن شعب لآخر، وعليه فلا غرابة إن سمعنا العجب العجاب خاصة مع القوانين الوضعية التي شرعها البشر وفقا لأهوائهم، وخالفوا بها الطبيعة الفطرية التي فطر الله الإنسان عليها فأصبحنا اليوم نسمع عن بعض المجتمعات التي سنت قوانين لزواج النساء من بعضهن، وزواج الذكور من بعضهم ضمن إطار يوافق عليه شرعهم، لا,, بل يمتدحه!!
لقد وضع الإسلام ديننا الحنيف قضية الزواج بموقعها الذي اراده الله تعالى وفق منهج رباني لا يمكن للبشر التلاعب به، فقد شرع الإسلام للرجل الزواج، وحدد الحلال المسموح به بشكل واضح دقيق لا لبس فيه، كما اباح للرجل الزواج بأكثر من واحدة بحيث لا يكون لديه بنفس الوقت اكثر من اربع، ولقد أباح الإسلام ذلك، لانه تشريع سماوي من الخالق العليم بأحوال خلقه وحاجاتهم، فالإسلام دين لكل زمان ومكان، يضع في اعتباره فيزيولوجية البشر، ويدخل في حسبانه واقع الحياة وما قد يطرأ عليها، ولذلك سمح بهذه التعددية، ولكن نظمها بحيث يجب على الرجل العدل، وأقر الإسلام بصعوبة العدل المطلق، وبهذه الحالة يكتفي بواحدة، فاذا ما التزم الإنسان بتلك الحدود، وأداها بما يرضي الحق سبحانه وتعالى جعل الله المودة والرحمة بينه وبين زوجه، وكتبت له السعادة في الدارين.
إلا بعض الناس كعادة بعض البشر في التحايل على السنن والقوانين حتى ولو كانت إلهية وعلى أتفه الأسباب التي لا بد لكل أسرة ان تمر بها بحيث جعل الزوجة تعيش برعب حقيقي، وألم دائم، وخوف من المستقبل، ليس بسبب معارضتها للزواج من ثانية، المؤمنات الصادقات يعرفن الشرع، ويعرفن الحلال والحرام، ولكن بسبب تهديد الزوج لها بتركها وإهمالها بهذا الزواج الثاني، وانه سيضايق ابناءها، ويهملهم أيضا، وربما يعرضهم للتشريد، حتى اصبحت الزوجة الأولى تخاف من حقيقة ان زوجها يريد ان يتزوج ثانية لنفوره منها، وكرهه لها، وأي امرأة لا تحزن وتتألم لذلك!!.
إن إساءة استخدام ما أباحه الشرع عمل غير مقبول ولا جائز، وهناك حالات عديدة من حالات الزواج بأكثر من واحدة تعيش بكل سعادة وهناء ولها اسبابها المقنعة، ولكن يجب الاعتراف بوجود حالات لا تخلو من الظلم والتعسف الذي لا يبيحه الإسلام بل يرفضه.
إن الحياة التي نحياها وما تتطلبه الأسرة من مطالب عديدة وكذلك تربية الأبناء التربية المثلى التي تؤهلهم لخوض غمار الحياة باقتدار، كل ذلك يجب ان يضعه الزوج بحسبانه، ويفكر فيه قبل ان يقدم على الزواج الثاني، وعليه ايضا ان يعرف ان زوجته ليست سلعة يرغب فيها اليوم، وتكره غدا حسب المزاج والأهواء، إن المشاكل البسيطة لا بد منها، وقد اثبتت دراسات عديدة ان الخلافات امر عادي، بل وتقوي من الحياة الزوجية!!
إن الإسلام قد شرع لنا كل خير، وعلينا اتباع مقاصد التشريع النبيلة وليس اتخاذ ذلك وسيلة لتحقيق غايات والتعرف بشكل بعيد عن روح الإسلام.
والإسلام دين لكل زمان ومكان، وإساءة استخدام أحكامه تضر بالإنسان كما تضر بنظرة الآخرين إلينا,, والله من وراء القصد.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved