Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


أهمية الأخلاق في الحياة
الشيخ: نواف بن عبدالعزيز بن رازان *

الأخلاق هي الدعامة الأولى لحفظ كيان المجتمع ولقد جاءت رسالات الأنبياء والرسل كلها تحث على الأخلاق الفاضلة، ومن أصول التربية الإسلامية تربية الأخلاق المستمدة من الدين القويم التي تنظم السلوك وتنمي في الشخصية ضميرا حيا يحاسب الفرد إن هو أخطأ، أو انحرف عن جادة الصواب.
ولقد وصف الله تعالى رسوله محمداً -صلى الله عليه وسلم- بقوله}وإنك لعلى خلق عظيم{ وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول دائما: (اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي) وقال -صلى الله عليه وسلم- :(إنما بعثت لأتتم مكارم الأخلاق) رواه البخاري، وقال -صلى الله عليه وسلم- :(أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) رواه البخاري في الصحيح وأبو الدواد في السنن، وعندما سأل الصحابة عائشة -رضي الله عنها- عن خلق الرسول -صلىالله عليه وسلم- قالت: (كان خلقه القرآن) رواه البخاري ومسلم.
والأخلاق الفاضلة تقوم على دعائم وأسس أهمها:
أولاً: سلامة العقيدة: فالسلوك في الغالب ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر، وما يعتقده من معتقد، وما يدين به من دين، ونحن ربنا الله وديننا الإسلام ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعقيدتنا الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ثانياً: الاستقامة على طريق الهدى قال تعالى: }إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاتخافوا ولاتحزنوا,,,{ وجاء رجل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يارسول الله قل لي قولا لاأسأل عنه أحدا غيرك فقال: (قل آمنت بالله ثم استقم) رواه مسلم في الصحيح.
ثالثاً: تزكية النفس، والبعد عن مواطن الريب، والسمو بها عن النقائص.
رابعاً: معارضة هوى النفس -وخاصة النفس الأمارة بالسوء- قال تعالى: }إن النفس لأمارة بالسوء{.
خامساً: ضبط النفس: ويتضمن ذلك الحلم والتحكم في الانفعال والغضب وكظم الغيظ قال تعالى:}والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين{ وقال -صلى الله عليه وسلم- -:(ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري ومسلم، فالتسامح هو أكبر مراتب القوة والانتقام هو أول مظاهر الضعف، والشجاعة الحقيقية هي شجاعة العقل.
سادساً: الصدق والأمانة والوفاء ومعاشرة الأخيار والتواضع وطيب الكلام واحترام الناس والإعراض عن الجاهلين.
سابعاً: عمل مايحبه الله ويرضاه فالله -سبحانه وتعالى- يحب التوابين، ويحب المحسنين، ويحب المتطهرين، ويحب المتقين، ويحب المتوكلين، ويحب الصابرين، وفي نفس الوقت فإن الله لايحب المفسدين، ولايحب الظالمين، ولايحب المسرفين، ولايحب الكافرين، ولايحب المستكبرين، ولايحب الخائنين، ولايحب المعتدين، ولايحب كل مختال فخور.
ثامناً: الابتسامة: فهي عبادة وصدقة.
تاسعاً: البدء بالسلام: فهو أجر وغنيمة وخاصة مع البشاشة لقوله -صلى الله عليه وسلم -:(لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) أخرجه الإمام أحمد.
عاشراً: الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع، وحسن الاستماع مع أدب الإنصات وعدم مقاطعة المتحدث.
حادي عشر: حسن الظن بالآخرين والاعتذار لهم، وقبول المعذرة،وإزالة العثرة.
*إمام وخطيب جامع شبيرمة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved