Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


معجزة الحفظة غير العرب
معالي الشيخ أحمد محمد صلاح جمجوم*

هذا البلد الحرام الذي نزل فيه القرآن الكريم، أول ما نزل على قلبه صلى الله عليه وسلم على جبل النور المبارك حيث كان يتحنث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل عليه جبريل عليه السلام وضمه الى صدره قائلا له: اقرأ قال: ما اقرأ؟ ثلاث مرات، ثم قال له: اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق .
ثم انصرف عنه وقد امتلأ قلبه خوفا وفزعا وهلعا، وذهب الى منزله حيث السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها قائلا: زملوني زملوني, حتى اذا ذهب عنه الهلع قص عليها القصة، فطمأنته وهدأت من روعه وأكدت له ان الله تعالى لا يضيعه، فإنه يصل الرحم، ويعين الضعيف ويكرم الضيف، ويعين على نوائب الدهر.
هذا القرآن الكريم الذي بدأ الوحي في الرحاب المقدسة عند بيت الله الحرام أول بيت وضع للناس مباركا فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا.
ان أحق مكان، وأفضل بقعة تقام فيه دراسة القرآن الكريم او مسابقاته او تحفيظه هو هذا المكان، وهو جدير ان تمتد بركته وهداه الى كل من يقوم بذلك، حيث تجتمع في هذا المكان المقدس كل أبواب الخير وكل أبواب الفضل والهداية والبركة.
وقد احسنت الدولة صنعا اذ اتخذت من مكة المكرمة مقرا للمسابقة الدولية، يجتمع إليها أفضل حفاظ المسلمين من جميع أقطار الدنيا ليسجلوا فيها قراءاتهم واصواتهم وليكسب أفضل المتسابقين جوائزهم وتكريمهم في هذا البلد الطاهر المقدس.
ولقد سعدنا في سنوات سابقة حضور هذا المهرجان القرآني وشهدنا معجزة هذا القرآن الكريم الذي ينطقه الحفاظ والقراء من أبناء المسلمين من غير العرب وتعجبنا كيف ان الله تعالى قد منّ عليهم بالحفظ الجيد والأداء المتميز، حيث لا ينطقون من العربية سوى القرآن الكريم وذلك تحقيقا لقوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر سبحانه تعالى علوا كبيرا.
هذا ولا بد ان نذكر في هذا المقام ان حفظة كتاب الله تعالى الذين يتدارسونه في الحرم المكي الشريف هم من أفضل الحفاظ في المملكة العربية السعودية وفي العالم الإسلامي، وذلك ببركة هذا المكان المقدس وببركة البيت الحرام، ويشمل الحفاظ كل جنسيات العالم الإسلامي من أهل البلاد ومن المقيمين في الحرم المكي الشريف من كل الجنسيات.
فهنيئا لهؤلاء الحفاظ، وهنيئا لكل المشاركين في المسابقات الدولية بمكة المكرمة، وهنيئا لكل المشاركين في هذه المسابقات.
سائلين العلي القدير الذي اتخذ من مكة المكرمة مهوى أفئدة المسلمين، ومثوى بيته المبارك الذي يتجه اليه المسلمون من أنحاء الأرض خمس مرات في اليوم ليقيموا الصلاة المكتوبة عليهم, لكل هذه الأسباب ولكل هذه المقومات اتضحت أهمية المسابقة الدولية سنويا في هذا المكان المبارك راجين من العلي القدير استمرار هذا الخير وهذه البركة.
وبالله التوفيق والسداد.
* رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved