يحق لنا ان نفخر ونعتز، ونباهي بدولتنا وبلادنا في ذكرى تأسيسها التاسعة والستين.
وحق لاخواننا وأشقائنا العرب والمسلمين ان يشاركونا فخرنا وفرحنا واعتزازنا، فالاحتفاء والتذكير برحلة الجهاد والتوحيد التي قادها الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- حتى تمكن من توطيد دعائم الدولة وتثبيت قواعدها على أسس راسخة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في وحدة وطنية اعتبرها المؤرخون -وهم على حق- نموذجا للتلاحم والتعاضد بين أبناء الأرض الواحدة.
حق لنا ولاخواننا واشقائنا واصدقائنا ان يعتزوا بالمملكة العربية السعودية التي اختصرت مسافات الزمن،وحققت ملحمة حضارية تنموية من خلال العمل الدؤوب الذي قام به الملك عبدالعزيز للنهوض بالبلاد في كافة المجالات والى مواصلة ابنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وصولا الى قائد مسيرة التنمية الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
لقد بدأ الملك المؤسس تأسيس وبناء الدولة السعودية الثالثة من الصفر تقريبا، إذ لم يكن هناك امكانات مادية تذكر مما يتطلبه بناء دولة عصرية، لكن كان هناك ايمانه بالله ورسوله وبالشريعة الاسلامية وما في التزامها من هدى ونور ورشاد الى الخير.
وكانت هناك ارادته الصلبة وعبقريته الفذة ورؤيته المستقبلية الصافية، وكان هناك الرجال الميامين الذين عاهدوا الملك القائد بطل انتصارات التوحيد.
واذا كانت البداية من الصفر فانها لم تكن من فراغ, فقد كان هناك رصيد عظيم من التاريخ الحي الزاخر بمجد الآباء الأماجد منذ ان أرسى الامام محمد بن سعود قواعد الدولة السعودية الأولى عام 1158ه مرورا بالدولة السعودية الثانية وانتهاء بالدولة السعودية الثالثة على يد حفيده صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز آل سعود الذي وضع الشريعة الاسلامية دستورا للدولة الوليدة, ثم وضع بعبقريته واجتهاده قوانينها وانظمتها الداخلية الادارية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وباقي النظم التي استمدت من الشريعة الاسلامية وكانت في وقتها أول النظم التي أرست دولة المؤسسات التي نمت وتسامقت حتى أضحت المملكة العربية السعودية الدولة الرائدة والمتفانية لخدمة القضايا العربية والاسلامية في شتى المحافل الدولية فضلا عن دورها الكبير في خدمة الاسلام والمسلمين.
دولة رائدة، متميزة، حققت الخير والأمن والرفاهية والاستقرار لشعبها، ورفدت اشقاءها بالعون والمساعدة، وتعاونت باخلاص مع اصدقائها ساعية للسلام مع الجميع، يحق للجميع الفخر بها والاعتزاز لما وصلت اليه.