Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


البعض يخشى زوجاً يلهف راتبها
الزوجة العاملة,, والبطة التي تبيض ذهباً

عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
قرأت من خلال هذه الصفحة الموقرة العديد من المقالات التي دارت حول راتب المعلمة، حيث كان آخر ما طالعته مقالا للاخ: محمد ابراهيم فايع في العدد رقم 9843 بعنوان راتب الزوجة,, وما رأيكم في المبررات حيث لا يختلف اثنان على ان كل انسان يكد ويعمل في هذه الحياة الواسعة مأجور على عمله، وهذا الاجر حق مكتسب لهذا الانسان على قدر عمله وجهده، وراتب المعلمة التي تصحو مبكرا وتذهب الى عملها لتربية وتنشئة الاجيال الصالحة حق مكتسب لها تصرفه في اي وجه ارادت دون ان يكون لاحد الحق في التدخل فيه من قريب او بعيد,, ويظل الزوج مسئولا عنها وعن بقية الاسرة بالانفاق والصرف حتى ولو كانت غنية وتملك بعض المال، فالرجال قوامون على النساء وهم قادة السفينة التي تبحر في عباب الحياة، وما الزوجة والاطفال الا جزء من هذه المسئولية الملقاة على عاتق الرجل والتي لا يستطيع ان يتنصل منها اللهم الا اذا كان ممن لا يقدرون هذه المسئولية ولا يستشعرون عظم دورهم في الحياة، فيتحول بذلك هذا الراتب النعمة الى نقمة تحل على المعلمة المسكينة فتجعلها تكره اليوم الذي تسلمت فيه هذا الراتب الذي يتصارع عليه الزوج والاب وام الفتاة اضافة الى شرهات الاقارب والمقربين، ويجعل البعض من الآباء يماطلون في تزويج بناتهم رغم اكتمال المواصفات المطلوبة في زوج المستقبل من حسن الخلق والدين وذلك لعدم التفريط في البطة التي تبيض ذهبا واعطائها لشخص قد يلهف الراتب منها بعد ان صرف عليها الاب الكثير من المال منذ الصغر,, فتكون النتيجة بنات عوانس فاتهن قطار الزواج واصبن بالاحباط والاكتئاب النفسي وحرمن من تكوين الاسرة والاطفال الذين تحلم بهم كل فتاة، واذا ما اشفق الوالد الجشع على فلذة كبده ووافق على تزويجها من احد المتقدمين من الشباب فعندها لا يتورع ابدا في كتابة اول شرط في عقد الزواج بعدم مس الزوج للراتب وذلك ليتسنى له شخصيا فقط الاستفادة من هذه الثروة الغالية، وقد وقعت نتيجة لهذه المسائل الكثير من المشاكل بين الزوجين ووصلت احيانا الى مرحلة الطلاق وتشريد الابناء وتفكك الاسر,, واذا كان الاب رجلا صالحا يخاف الله عز وجل وتهمه مصلحة الفتاة ومستقبلها فان ذلك لا يمنع من ان تقع فريسة لاطماع الزوج الذي ربما قد يحصل على راتب باضعاف راتبها مرتين ورغم هذا يجبرها على الصرف على الاسرة والمنزل والاطفال ودفع راتب الشغالة واجرة المنزل ومصروف الابناء وحتى تكاليف الوقود لسيارة الزوج الذي يوصلها ذهابا وايابا للعمل,, اضافة الى طلبات الزوج الكثيرة من النقود بعد ان يكثر ماله في البنوك ويعتمد على راتب المسكينة، واعرف البعض من الناس ترك الوظيفة المرهقة والبعيدة عن سكنه وجلس في المنزل معتمدا على الزوجة لمجرد انه يريد التفرغ للنوم الطويل والسهر مع الاصدقاء وممارسة الاعمال الحرة من مدخرات ام العيال وما يضره في ذلك طالما المرأة تعمل وتصرف مجبرة على المنزل وهو عاطل برغبته، وهذه الاشياء التي عرضتها آنفا لا تمنع في نهاية المطاف من وجود فئة من الازواج المتفهمين العاقلين الذين يراعون بعضهم البعض ويعون الواجبات التي على كل واحد منهم,, وما الراتب الا وسيلة نحقق بها رغباتنا ونؤمن بها معيشتنا وهي نقود تأتي وتذهب,, واذا كانت سبباً في هز كيان الزوجية فالافضل تركها، اما اذا رأت الزوجة انها مطالبة بالتدخل لحماية عش الزوجية ومساعدة الزوج الذي يمر بضائقة مالية فانها مجبرة بالتدخل لتسير الحياة للامام والا نعتت بالأنانية وحب الذات، فعش الزوجية شراكة بين الاثنين، وهذه الشراكة تحتم من الاثنين التعاون والتكاتف ليسير المركب الى شاطىء الامان.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved