Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


من تتعطل سيارته لا أحد يسعفه
انعدام الخدمات بهذا الطريق مشكلة قديمة

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالرغم من اختلافي مع الاخ المهندس عبدالعزيز المحمد السحيباني في بعض ما يكتبه واضطراري احيانا الى معارضته والرد عليه، الا انني مع ذلك اكبر في هذا الرجل اخلاصه ووطنيته فيما يكتبه من موضوعات اخرى تخدم المصلحة العامة وتتمحور حولها, اكثر الله من امثاله من الرجال المخلصين لان عز الوطن وازدهاره وظهوره على غيره من الاوطان مرهون بعد توفيق الله بجهود ابنائه المخلصين وتفانيهم في خدمته وهم بالتأكيد عملة نادرة.
هذه توطئة خاصة للتعقيب من جانبي على آخر مقالاته الكثيرة الموصولة بالمصلحة العامة التي نثني عليه من اجلها، هذه المقالة المنشورة له في هذه الصفحة من العدد الصادر بتاريخ 21 جمادى الاولى الفائت تحت عنوان خوطر مسافر الى مكة المكرمة ضمنها بعض ملاحظاته كمسافر على طريق القصيم -عفيف-ظلم، ومستوى الخدمات المتوفرة والخدمات المعدومة على هذا الطريق,, اعقب على هذه الملاحظات على امل ان يزيد مثل هذا التعقيب من اهتمام الجهات المسئولة عنها وعن غيرها من الملاحظات التي سأضيفها من مشاهداتي الخاصة كمسافر على هذا الطريق وكمعتمر، وتتمثل هذه الملاحظات وتلك في الآتي:
1- تأكيدا لما اشار اليه الاخ الكاتب فهذه الطريق ذات المسار الواحد الممتدة من الرس الى ظلم بطول 450 كم هي في عداد الطرق القديمة من حيث انها ضيقة وتحتاج الى توسعة اكتافها لتتسع لحركة المرور المتزايدة عليها في السنوات الاخيرة ولتمكين المسافرين الراغبين في تجاوز الحافلات المتقاطرة وراء بعضها في احيان كثيرة من التجاوز بيسر وسهولة, كذلك تحتاج هذه الطريق القديمة الى اعادة رصفها في عدة مواضع انتهت صلاحيتها بسبب الحفر والمطبات وعدم كفاية عمليات الترميم والترقيع التي اجريت عليها اكثر من مرة وساعدت على تشويهها ولم تصلح من حالها شيئا, واخص بالذكر الجزء الذي تصل اليه قبل الوصول الى ظلم قادما من القصيم بنحو 20 كم فهذه الوصلة سيئة جدا كانت كذلك ولا تزال اخذاً في الاعتبار انه يوجد هناك ما يدل على عملية تجديد واصلاح حولها ولكن العمل ان كان يسير فبسرعة السلحفاة المريضة.
2- كل المسافرين يشتكون من اهمال نظافة المساجد ودورات المياه التابعة لمحطات الوقود وتزداد شكوى المسافرين من قلة دورات المياه المخصصة لهذه المساجد وروائحها الكريهة ومناظرها المؤذية التي تسبب التقزز والغثيان لكل من يقترب منها وتجعلنا نحن المواطنين الحريصين على سمعة بلادنا نشعر بالخجل والحرج امام الآخرين, وقد سألت عن اسباب هذا الاهمال الزائد عن الحد فقيل لي ان اصحاب المحطات على هذا الطريق وغيره ما قاموا في الاساس ببناء هذه المساجد ودورات المياه الا مضطرين باعتبارها شرطا من شروط الترخيص فلما تحقق لهم ما ارادوا تركوها وشأنها مستغلين تسامح المواطنين وغفلة الرقابة خاصة وان القائمين على تشغيل هذه المحطات هم من العمالة الوافدة التي لا يهمها الا مصالحها الخاصة ومعظمهم لا يقيم وزنا للنظافة فيما يستعملونه بأنفسهم فكيف بما يضعونه لاستعمال الآخرين, لكن يظل هذا الامر مما لا يحسن السكوت عليه باعتباره يشوه واجهة يفترض ان تكون مشرفة لبلادنا, فهذه المحطات لم تعد الآن مجرد محطات للوقود ولكنها محطات توقف رئيسية للمسافرين توفر لهم كثيراً مما يحتاجونه من الخدمات الضرورية لكن هذه الخدمات قلّما توفر بالآلية الحضارية التي صارت مطلبا انسانيا عاديا وصارت الدول والشعوب تمدح او تذم وفقا لها.
3- بالنسبة لانعدام الخدمات بجميع اشكالها على الطريق من عفيف الى ظلم بطول 150كم فهي مشكلة قديمة تحملها المسافرون منذ انشاء هذا الطريق ولا تزال تفرض نفسها للان دون حل, ومما يزيد من معاناة المسافرين ان هذه الطريق خالية تماما من القرى السكنية او المزارع او اي شيء آخر يستأنس المسافرون بوجوده وفي اعتقادي ان المبادرة الاولى يجب ان تتم من قبل امن الطرق بانشاء مركز دائم لهم في منتصف المسافة مما يساعد على انشاء بعض الخدمات المطلوبة على غرار ما هو متوفر حول الطرق الاخرى, وعلى العموم لا ينبغي ان تظل هذه الطريق خارج نطاق امن الطرق وهي بأمس الحاجة اليهم لان المسافر الذي تتعطل سيارته في الوقت الحاضر لا يجد من يسعفه ولا احد من السائقين الآخرين على استعداد للتوقف لمساعدته بدعوى ان الطريق غير آمن وهو ادعاء ليس له ما يبرره الا بعض الحكايات والحوادث الوهمية التي يتناقلها الناس والتي كان لها بالتأكيد تأثيرها السلبي على قناعاتهم, وكما لا ينبغي ان تظل هذه المنطقة خارج نطاق امن الطرق فلا ينبغي ايضا ان تظل خارج خدمات الهاتف الجوال لذات الهدف وهو مساعدة المسافرين عند الحاجة.
4- اشار الاخ الكاتب الى فكرة جديرة بالاهتمام تتعلق باقتراحه استحداث طريق رديفة تربط بين الرس وعفيف وهذه الفكرة موجودة بالفعل ضمن اهتمامات المسئولين في وزارة المواصلات بل هي موجودة على خرائطهم منذ سنوات باعتبارها من المشروعات المستقبلية وظلت كذلك بالرغم من تنفيذ المشروعات المتزامنة معها، وتأتي اهمية هذه الطريق اذا نفدت من انها ستختصر المسافة بالنسبة للطريق الحالية المتجهة جنوبا الى البجادية ستختصرها بنحو 100كم واذا تم توصيلها مباشرة من عفيف بطريق الرياض الحجاز المزدوج فستختصر المسافة بالنسبة للطريق الحالية المتجهة الى ظلم الى 70 كم فقط, مما يعني توفير كل هذه المسافات الزائدة التي يتحملها المسافرون في الوقت الحاضر ويحقق للمواطنين وغيرهم من مستخدمي هذا الطريق خدمة هامة تضاف الى رصيد الخدمات الجليلة التي تتوالى عليهم من الحكومة الراشدة.
5- طريق السيل الكبير المحرم المتفرع من طريق الطائف هو طريق مزدوج وحالته العامة جيدة ولكن يلاحظ خلوه من الانارة التي تساعد مستخدميه ليلا من التعامل الجيد مع ما فيه من التعرجات والمنخفضات والمرتفعات بحكم مروره بين الجبال وتزداد الحاجة الى الانارة في اوقات المواسم حيث تزدحم الحركة وتشتد الحاجة الى السرعة وتجاوز السيارات البطيئة, اخذاً في الاعتبار ان هذه الوصلة هي الجزء الوحيد المعتم من طريق الطائف- السيل- مكة وهو من طرق الحج الرئيسة التي يمثل الاهتمام بها جزءا من اهتمام المسئولين حفظهم الله بهذه الفريضة ومشاعرها والسبل الموصلة اليها, ومن مستلزمات الاهتمام بهذه الطريق تجميلها وتشجيرها وانارتها ولو تجاوزنا الحق الخاص لهذه الطريق في الانارة فان لها حقا عاديا كغيرها من الطرق المزدوجة في كثير من مناطق المملكة ومنها الطرق المزدوجة بين محافظات القصيم المنارة بالكامل وان كانت هذه الانارة قد صارت في السنوات الاخيرة غير مكتملة فشوهت الطرق ولم تحقق الهدف المنشود من وجودها.
واخيرا فإن هناك ملاحظة لابد ان يكون قد شاهدها كل من زار المسجد الحرام او اعتمر وهي كثرة الاطفال وتواجدهم اللافت للنظر في اوقات الصلوات ويقال ان السبب ان الناس صاروا لا يتحرجون كما كانوا في السابق من جلب اطفالهم الى المسجد حرصا على طهارة المكان ونظافته وتجنبا للتشويش على المصلين كما هو حاصل الآن فما ان يقترب وقت الصلاة حتى تعج اروقة المسجد بصياح الاطفال وصراخهم بينما يمارس الاطفال الاكبر سنا هوايتهم في الجري هنا وهناك ومطاردة بعضهم بعضا وقد شاهدت من يلعبون بكراسي العجزة والمعوقين ومن يتراشقون بالمياه المبردة وبالاكواب بل وبالاحذية، ولا غرابة ان يحدث مثل هذا من اطفال لا يقدرون حرمة المسجد ولكن الغريب هو عدم وجود من يوجه هؤلاء الاطفال او ينكر عليهم فالمسجد ليس مكانا للعب والتسلية وليس للنوم او السكن كما هو حاصل من بعض الوافدين لهذا الغرض, ولكنه مكان امر الله بتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود, ارجو ان تجد هذه الملاحظات ما تستحقه من اهتمام الجهات المسئولة خدمة للصالح العام.
محمد الحزاب الغفيلي
الرس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved