Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


لماذا القطيعة والجفوة؟
المعلمون والمعلمات,, وداء العزوف عن القراءة

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تظل القراءة هاجساً جميلاً يلون افق الذاكرة، ونقشاً مضيئاً في بوابة الفكر، بل هي نزوح عذب وسفر ماتع وسياحة رحبة في فضاءات مشبعة بالهطول المثمر والحضور المدهش,, فليس ثمة اروع من مجالسة كتاب (هكذا اطلقها ابو الطيب قبل الف عام ,, ترى ماذا كان سيقول لو عرف حال الكتاب اليوم,, نعم الكتاب بات يعيش غربة كئيبة وهجراً قاتماً وانزواء موجعا,, زمن تئن المكتبات فيه وتغرق الكتب في بحيرة من الغبار,.
ولعل الشيء المؤلم حقاً ان يتخلى الناس عن الكتاب وينصرفوا عن القراءة حتى المشتغلون بالتدريس اصبحوا بعيدين عن فضاء الحرف واجواء الكلمة,,!!
وإذا كانت القراءة مطلباً ملحاً للجميع فإنها بحق المعلم والمعلمة اوجب كونهما يقومان بدور معرفي حيوي ذي ملامح تربوية اصيلة تتطلب وقوداً فكرياً جزلاًومخزوناً ثقافياً ثرياً,.
إنهما يسهمان في تشكيل شخصية وبناء فكر وتكوين سلوك وتنمية مبادىء وتقويم منهج.
نظل نبحث عن المعلم القارىء ونفتش عن المعملة المثقفة فلا نكاد نظفر الا بالعدد القليل المسكون بحب الكتاب والشغف بالقراءة,, ومعظم المعلمين والمعلمات مازال يدور في فلك الكتب المدرسية بأبعادها المحدودة ومعارفها البسيطة دون ان يتيح لفكره قنوات اخرى,,! وكيف يمكن ان نغرس في نفوس طلابنا وطالباتنا حب القراءة ونحن معشر المعلمين والمعلمات نقيم قطيعة دائمة وجفوة صارمة مع الكتاب؟ إنه الاجحاف بحق النفس وبحق المهنة، فمهما يكن من امر فإن اي قائم بالتدريس لابد له ان يقيم جسراً من التواصل مع الكتاب ويبحر فوق امواج الثقافة ويمارس القراءة باعتبارها زاداً ثقافياً وغذاء فكرياً ورافداً للتجربة، ولكي يكون المعلم والمعلمة قادرين على افادة الطلاب والطالبات ونقل خبرات جديدة اليهم عامرة بالمواقف المضيئة.
إنها حقاً (ازمة ثقافة) و (ازمة كتاب) و (ازمة فكر) وربما تساءلنا تساؤلاً جاداً: أيهما اكثر تواصلاً مع الكتاب المعلم ام المعلمة؟ واي الجنسين اكثر وفاءً للكتاب الرجل ام المرأة؟
صحيح ان مسؤوليات الطرفين مختلفة ومشاغلهما متباينة وميولهما متفاوتة لكنهما بالتأكيد يستطيعان ايجاد فرص للقراءة والاطلاع وبخاصة مع نزوع كثير من المعلمين للتجارة وانشغال جموع من المعلمات بأنماط الاناقة واساليب الريجيم وصور الموضة وإبحارهن في عالم الازياء!
ومما يعمّق المشكلة غياب دور المكتبات المدرسية وعجزها عن تأصيل مبدأ القراءة في نفوس طلابنا وطالباتنا فهي لاتزال تسير في ركاب العقد الفريد والقاموس المحيط دون ان تجاري ميول الطالب او تأتي بالجديد ليبقى تأثيرها محدوداً في اتجاهات الطالب وسلوكه,.
نعم ان كل معلم ومعلمة مطالب بأن يتخذ من القراءة مبدأ له ثم عنصراً ينميه في عقول طلابه ولاسيما مع الانفتاح المعرفي الذي يعيشه الطالب، ذي المشارب المتنوعة بدءاً من القنوات الفضائية وانتهاء بالانترنت,.
ام ان (المعلم القارىء) و(المعلمة المطلعة) معادلة صعبة في ظل متطلبات العمل المدرسي ومسؤوليات المنزل؟ ويظل السؤال قائماً: ما سبب عزوف المعلمين والمعلمات عن القراءة؟؟!وإلى اي حد نجح كل منهما في تكريس القراءة لدى طلابه كقيمة فكرية وملمح تربوي ومبدأ ثقافي؟
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved