Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


12 سينمائياً يختارون الأسوأ في تاريخ السينما العربية
محاكمة السينما المصرية ,, بحثاً عما أوصلها لأزمتها

** تبدو السينما المصرية كما العنقاء ، ما أن يظن خصومها,, ومحبوها انها تحتضر، حتى تفاجئهم بدم وجلد جديدين.
لكن ما شهدته السينما في ازمتها الاخيرة لم تشهده على مدى تاريخها، وهو ما دفعنا للبحث عن امراض هي الاسوأ في تاريخها ادت بشكل او بآخر لدخولها ازمتها الاخيرة، والتي تستعد للخروج منها الى فترة النقاهة، وذلك حتى لا يظل مرتكبو الامراض بعيدين عن المحاسبة,, ولو المعنوية,لهذا الغرض اخترنا اثني عشر سينمائيا مصريا من مختلف التوجهات والاجيال,, وسألناهم عن الاسوأ في تاريخ الجميلة شارك معنا في جرد الحساب التاريخي كل من المخرجين كمال الشيخ وعلي عبدالخالق وكاتب السيناريو عبدالحي اديب ووحيد حامد ، والنقاداحمد رأفت بهجت ومصطفى درويش الذي شغل ايضا منصب رئيس جهاز الرقابة، ومجموعة من متعددي النشاط كاتبي السيناريو والنقاد- ايضا- رءوف توفيق ، رفيق الصبان ، ماجدة خير الله ، والمخرج والسيناريست والمنتج رافت الميهي والمؤرخ والناقد يعقوب وهبي ، والاستاذ بالمعهد العالي بالسينما والباحث التاريخي والمخرجد, محمد كامل القليوبي وكانت النتيجة كالتالي:
* نعيمة حمدي : رقابة ما قبل الثورة,, الأسوأ رقابياً ,, !
* أسوأ الظواهر,, أفلام المقاولات وبعدها بدرجات الرقابة الخارجية
* أسوأ قرار,, الخصخصة,, والتأميم ,, وقانون العطيفي
الرقابي,, وقانون سعد الدين وهبة للنقابات
* رأفت الميهي,, أسوأ قرار لم يعلن عنه,, وهو عدم المبالاة بما يحدث للسينما
كأسوأ رقيب احتلتنعيمة حميد المقدمة بأربعة اصوات، نعيمة التي رأست الرقابة اوائل الثمانينات وصفتها ماجدة خير الله بأنها كانت تقوم بعملها وفقا لقواعد شخصية جدا,, ولم تلتفت لاية مقاييس فنية في احكامها، وتذكر خير الله برفض نعيمة لسيناريو فيلم ,, فقط لان اسمه نعيمة فاكهة محرمة .
ويتفق معها د, القليوبي الذي اضاف أن عهدها تسيده التفسير البوليسي للسيناريوهات، واصبحت اية كلمة مهما كانت عابرة,, تفسر على انها رمز، فقد رفضت سيناريو فيلمحسين اللي مات مرتين ,, بحجة أن اسم حسين له دلالة معينة.
وتأتي الرقابة قبل ثورة يوليو في المرتبة الثانية بثلاثة اصوات منهم الناقدرءوف توفيق الذي يقول: كانت السينما في الثلاثينات تعتمد على الافلام الاجنبية المختلفة وبعد الحرب انفردت بها الافلام الامريكية,.
وكانت فرصة ذهبية للسينما المصرية لسد جوع دور العرض خاصة بعد نجاح العزيمة لكن الرقابة وقفت بالمرصاد للسينمائيين لحماية العهد البائد والاحتلال.
ايضاحمدي سرور وصف بأنه اسوأ رقيب- صوتان- ويشيريعقوب وهبي الى انه وضع قيودا غريبة على افلام مهرجان الاسكندرية,, ثم منع نادي السينما وجمعية الفيلم من عرض الافلام التي تحصل عليها من السفارات الاجنبية والتي لا تعرضها دور السينما المحتلة بالافلام الامريكية,, بل انه كان يطلب ترخيصا لاي عرض,, حتى لو كان فيلما تسجيليا انتجته الدولة.
وكان للناقد احمد رأفت بهجت رأيه الخاص,, فأسوأ رقابة هي التي تستسلم لشروط السلطة السياسية، فالرقيب- عند بهجت- يعبر عن مدى اتساع افق هذه السلطة.
اما أسوأ ظاهرة,, فقد كانت افلام المقاولات وبأغلبية كاسحة 6 اصوات، والتي يوضح المخرجعلي عبدالخالق أن ضعف مستواها وضآلة تكلفتها قلل من اثمانها في السوق العربي,, وهو ما اثر علي مجمل اسعار الفيلم المصري، ورآهاوجيه حامد بمثابة بضاعة مغشوشة اضرت بسمعة المصنع الذي ينتجها فأوقفت حاله.
ويتهمها رءوف توفيق بأنها وصمة عار في تاريخ مصر السينمائي.
ماجدة خير الله رأت أن اسوأ ظاهرة هي هجرة السينمائيين للعمل باستوديوهات التليفزيونات مثل عمال التراحيل مقابل اجور ضخمة ونسوا دورهم السينمائي، في حين لفتمصطفى درويش إلى ظاهرة رقابة السوق الخارجي العربي على الافكار التي تتناولها السينما.
وعن الفترة الاسوأ في تاريخ السينما والنقد معا رشح سبعة من مشاركينا الفترة الحالية، وبرر رأفت الميهي اختياره,, بأن الانتاج دون المستوى,.
والنقاد أرهقوا بحثا عن الرزق، والجيل الجديد لم يتبلور بعد,, واغلبه استسلم للكتابات الصحفية بعيدا عن التحليل القائم على التخصص والدراسة، في حين رأي رءوف توفيق أن السينما خذلت النقاد الذين توقعوا تحفزها لمواجهة الغزو السينمائي الامريكي، ولم يتفهم النقاد دفاع السينمائيين عن انفسهم بقلة الامكانات,, فوقع الصدام بين الطرفين.
بينما اتفقمصطفى درويش واحمد رأفت بهجت على أن أسوأ فترة هي اواخر الستينات ويشير بهجت الى تبني النقاد- حينئذٍ - لمنظور تقني وايديولوجي معين رفضوا فيه كل ما هو قديم,, حتى لو كان جيدا، بينما رأي كل من كمال الشيخ ورفيق الصبان أن النصف الاول من الستينات كان اكثر سوءا، حيث اغلب النقاد مناليسار ويرفضون بعض الافلام عالية الجودة لمجرد انها تختلف عن افكارهم السياسية.
أحداث خارجية
وما هو اكثر الاحداث غير السينمائية التي اضرت بالسينما المصرية؟
اختلف المشاركون,, فأحمد رأفت بهجت حصرها في انفتاح السبعينات الذي رسخ المفاهيم الاستهلاكية في السوق السينمائي المصري، بينما اتفقعلي عبدالخالق ورأفت الميهي على تأثير حرب الخليج الثانية السلبي على السينما المصرية,,فقد قال علي : كانت السعودية والكويت والعراق وباقي دول الخليج من اكثر الاسواق استيعابا لانتاجنا وانخراطها في حرب بهذه القوة وتداعياتها اوقف السوق السينمائي هناك.
وحيد حامد وماجدة خير الله وصفا التطرف بانه الاكثر ضررا,, تقول ماجدة : انتشر التطرف بين انصاف المثقفين مما خلق نوعا من عدم احترام الفن في المجتمع,, وأوقف الارتقاء في ذوق المتلقي الذي كان قد بدأ في التكون بالستينات .
وكان التوتر في العلاقات العربية بعد كامب ديفيد هو الاكثر ضررا عند كل من عبد الحي اديب ورفيق الصبان الذي يوضح أن الدول العربية وحدها- تقريبا- تستوعب الفيلم المصري خارج حدوده والقطيعة مع مصر اثرت في هذه السوق,, كذلك المقاطعة لبعض الاسماء التي رحبت بكامب ديفيد مثل نجيب محفوظ ,في حين قالمصطفى درويش إن نكسة67 زلزلت جيلا كاملا من السينمائيين، ورأي د, القليوبي أن حال السينما المصرية يتذبذب دائما فنجد احداثا غير سيئة تؤثر عليها بالسلب,,مثل شهر كأس العالم,, وانتشار الدش والفضائيات.
وأشار عبدالحي اديب الى أن فشل الوحدة بين مصر وسوريا افقد الفيلم المصري سوقا مهمة في سوريا ولبنان, وحدث خلاف كبير بين مشاركي الجزيرة في رصد الاسوأ حول اكثر قرار سياسي أثر بالسلب على السينما، فبينما اتفق كل من رءوف توفيق، وماجدة خير الله ووحيد حامد على انه الخصخصة,, ووصفوها بالمهزلة ، لانها حسب تعبير وحيد تناقض ما تفعله الدول الرأسمالية نفسها والتي تدعم سينماها ,, وكأنها تدعم جيوشها,, بوصفها صناعة استراتيجية, نجد مصطفى درويش ود, القليوبي يؤكد أن القرار رقم 220 لسنة 1976 الذي وضعه وزير الثقافة في عهد السادات جمال العطيفي هو الاسوأ,, لانه كما قال القليوبي- قرار وضع شروطا رقابية غاية في الغرابة، ووصفهدرويش بالفضيحة,
رفيق الصبان وعبدالحي اديب رأيا أن القانون رقم 103 الذي وضعه سعد الدين وهبة لتنظيم النقابات الفنية هو الاسوأ، يتهمه اديب بإفراغ النقابات من كوادرها القوية لانه ساوى بين المنتج الفنان والمنتج الباحث عن الربح,,
فأفقد السينما المدافعين عنها.
واتفقاحمد رأفت بهجت وكمال الشيخ على أن اسوأ قرار هو التأميم وانشاء المؤسسة العامة للسينما، لأنه أدى لانعدام المنافسة التي هي أساس التجويد، وهدم كيانات سينمائية لو ترك لها حق الحياة لاصبحت مثل كيانات هوليوود الضخمة,,,,,!
وأخيرا شددرأفت الميهي على أن أسوأ قرارغير معلن عنه وهو عدم الاهتمام بما يحدث لصناعة السينما,.
مؤكدا أن التصريحات عن قرب حل ازمة السينما وهمية,.
وللاستهلاك المحلي.
كريم طارق

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved