Friday 24th September, 1999 G No. 9857جريدة الجزيرة الجمعة 14 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9857


إنجاز يشبه الإعجاز
الأمير فيصل بن محمد بن سعود *

تمر دورة الزمن لتعيد لنا ذكرى اليوم الوطني لبلادنا من كل عام, ومع حلول هذه الذكرى تتوارد الى خاطري صور عديدة أحبها ذكرى وصورة البطل العظيم عبدالعزيز الذي انطلق بقوة الايمان والقرآن من لب الصحراء يلوح في الافق ببصره المشرق وعزيمته الصادقة ليعلن للملأ بداية عهد ونهاية عهد بداية عهد يزخر بأسباب العلم والتطور والنور ونهاية الوان التخلف والجهل والفقر والظلام, رائع انت ايها الصقر عبدالعزيز عندما خطت قدماك الصحاري والسواحل والجبال لترسم بتلك الخطوة المجيدة مولد امة وسعادة شعب كيف لاوحياة الفقر والجهل والنهب والقتل كانت من سلوكيات الحياة اليومية,, وقسوة العيش هي سمة الحياة, ولكن سبحان من غيّر الاحوال فقيض لهذه البلاد الفارس العظيم فتغيرت علىيده حياة امة تبدل خوفها امنا وجهلها علماً وفقرها رخاء, ان الملك عبدالعزيز يرحمه الله لم يكن موحداً لبناء دولة فحسب بل هو صاحب منهج وعقيدة يرى أن الانسان اهم مقومات الحياة والوجود فكانت دعوته اصلاحية ومنهجه القضاء على الفساد والجهل فجاءت الغايات سامية المعاني تدفعها نبل المقاصد.
ان الملك عبدالعزيز ظاهرة نادرة حقق لوطنه وشعبه بناء دولة شامخة بأصالة مجدها قوية بإيمانها ويحق لنا تأمل سيرة وحياة هذا البطل العظيم لأن ذلك التأمل يدفع جيلنا الى الطموح والشجاعة في الحفاظ على حياض هذا الوطن المعطاء وينمي لدينا شعور الكبرياء والعزة لانتمائنا الى هذا الموطن العظيم الذي عبدالعزيز مؤسسه لاشك ان كتب التاريخ والرواة تزخر بالعديد من سير الابطال والعظماء على مر العصور والازمنة الا ان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سيظل يتصدر سير الابطال لأن ماحققه من توحيد واصلاح هو انجاز يشبه الاعجاز, فعبدالعزيز لم تكن معركته في بناء الدولة والتوحيد فقط بل مع الجهل والتخلف وكان له بفضل الله ما اراد.
فعن كل هذه الاجيال المتعاقبة التي عاشت على تراب هذه المملكة ادعو لعبدالعزيز بالرحمة والمغفره وان يجزيه الله عن الجميع خير الجزاء لعظيم صنيعه وجمال غرسه.
لقد كان فضل الملك عبدالعزيز وعطاؤه متواصلا فما ابناؤه الذين شبوا على ارساء الحب والسلام والخير وبناء الوطن الا نتيجة لمدرسة عبدالعزيز التي انجبت قادة تمكنوا من وضع المملكة على طريق الانطلاقة التي اذهلت دول العالم بسرعة تقدمها وحضارتها, فكان الملك سعود والملك فيصل والملك خالد يرحمهم الله يعملون لترجمة سياسة الملك عبدالعزيز , وتأكيد قيام الدولة العادله في مختلف موازين الحياة, ثم جاء الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله بأسلوب العصر والعلم, ليجعل من المملكة دوحة من الامن والسلام تتطلع اليها كافة شعوب العالم بكثير من الاعجاب والتقدير للثقل الذي تتمتع به والقوة التي كانت بفضل الله ثم السياسة الحكيمة مما جعلها من الدول التي تسهم في نشر السلام وردع الظلم والعدوان ولقد استطاعت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين تحقيق العديد من الانجازات والانتصارات الخارجية انتصارات سياسية وعسكرية واقتصادية فرضتها الظروف المحيطة مكنت المملكة بفضل الدراية الحكيمة للمليك من تجاوز ذلك بكل اقتدار.
كما تحقق بالداخل العديد من المشاريع التنموية التي تضاف الى معالم التطور والنهضة السابقة اضافة الىتجديد انظمة الشوري والحكم والمناطق التي تلبي تطور العصر وتحسين المستوى الاداري بالداخل كذلك فإن التوسعات التي تمت للحرمين الشريفين هي اكبر توسعة على مر العصور ,وكل ذلك من اجل استقطاب الزوار والحجاج من انحاء الارض, وما تحقق في عهده من نجدة للمنكوبين والمحرومين في اطراف الارض إلا انطلاقاً من حب الخير والسلام وتمشياً مع تعاليم الدين الحنيف الذي تأخذ منه المملكة ركيزة لكل توجيهاتها.
ختاماً، اسأل الله ان يحفظ لهذه البلاد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني.
*وكيل إمارة منطقة الباحة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
محاضرة
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
اليوم الوطني
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved