Thursday 30th September, 1999 G No. 9863جريدة الجزيرة الخميس 20 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9863


د, صلاح رضوان
الغضب سببه الجوع وتأثيره سلبي على معظم أجزاء الجسم

* حوار : سعيد آل عيد
الشيء غير المستغرب من الانسان ايا كان جنسه وعمره هو الشكوى من الغضب المعروف بمسمى (الزعل) وخير علاج هو ما ارشد اليه الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يكون الإنسان في حالة غضب وهي كثيرة منها الوضوء والجلوس عندما يكون الانسان واقفا وذلك تجنبا للآثار السلبية الناتجة من الغضب والتي قد يندم عليها الانسان وحول كيف يتحكم الغذاء الصحي في الغضب وتأثيره على اجزاء الجسم كان لنا هذا الحوار مع الدكتور صلاح رضوان اخصائي الامراض الباطنية.
العوامل المسببة للغضب
يقول الدكتور صلاح في مقدمة حديثه المعاناة من التوتر والغضب وكثرة الضغوط إحساس عامر في عصرنا الحديث بسبب عوامل كثيرة منها: سرعة ايقاع الحياة والازدحام واختلاف درجات الحرارة (درجات الجو من حرارة شديدة او برودة شديدة) وكذلك التقدم العلمي السريع الذي يحتاج الى موكبة سريعة ممن يريد ان يكون له مكانة متميزة في عصرنا الحديث.
الغضب والاتجاه الايجابي
ثم يواصل الحديث بقوله: يمكن تحويل الغضب الى طاقة ايجابية فالإنسان عندما يغضب يرتعش ويفرز كمية كبيرة من العرق وتزداد سرعة ضربات القلب ويشعر الانسان بالغليان من داخله فإذا نجح في تحويل هذه الطاقة الهائلة الى انجازات يكون قد نجح في تقليل الاضرار الصحية التي يمكن ان يسببها الغضب وابسط طريقة لتحقيق ذلك هو اتباع اسلوب حياة صحي والحرص على اعطاء الجسم الراحة الكافية عن طريق النوم وممارسة الرياضة المهدئة للأعصاب مثل المشي او السباحة ومصاحبة اناس يتميزون بهدو الاعصاب وقد اظهرت الدراسات العلمية ان الانسان الذي ينجح في التخلص من الغضب يكون لديه عادة اصدقاء مقربون يثق فيهم فيستطيع البوح والافضاء اليهم بمشاكله ويستشيرهم في اموره.
الغضب وتأثيره على اجهزة الجسم
تحت هذا المحور يقول الدكتور/ صلاح رضوان ,, الغضب يؤدي الى افراز عدد من الهرمونات مثل الادرنالين هذه الهرمون يسمى هرمون (شرطة النجدة) الذي يدفع الشخص للتصرف بقوة وعنف مما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم.
كما ان الغضب يدفع للدماغ كمية كبيرة من الهرمونات التي تضع الجسم في حالة استنفار عام والحواس في وضع من التيقظ والانتباه.
كما انه من المعروف ان الغضب والانفعالات تتولد في الجهاز الجوفي في المخ وهو المسؤول عن اطلاق ردود الفعل قبل تدخل القشرة المخية التي تكون بمنزلة الشرارة النفسية للغضب ولهذا نقول ان الغذاء الصحي يرتبط هنا في هذا الجانب في التحكم في الغضب الذي يؤدي لزيادة عدد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
كما ان مرض السكر عندما يغضب يؤدي ذلك الى افراز هرمون شرطة النجدة (الادرنالين) الناتج من الغدة فوق الكلوية الكظرية ومن ثم تزداد نسبة السكر في الدم بالغضب كمثيله هرمون (الكرتوزون) الذي يزيد نسبة السكر في الدم وتسوء حالة مرض السكر بالغضب مما يوضح اهمية الغذاء الصحي للتحكم في زيادة نسبة السكر في الدم.
وعن تأثير الغضب على الجهاز الهضمي يقول: عندما يغضب الشخص تندفع للدماغ كمية كبيرة من الهرمونات التي تضع الجسم في حالة استنفار مما يؤدي ذلك الى تمرد المعدة العصبية عن العمل وهضم الاكل ويؤدي ذلك الى عسر الهضم وكذلك يتسبب الغضب في عدم عمل القولون العصبي وهضم الاكل مما يتسبب ايضا في عسر الهضم والامساك.
التغذية والغضب
ويربط الدكتور صلاح رضوان العلاقة بين الغذاء والغضب بقوله: التغذية تلعب دورا كبيرا في التخلص من الغضب فالجسم يحتاج الى بعض العناصر الغذائية المحددة التي تساعده على مقاومة الغضب فالانسان عندما يستيقظ صباحا فإن الجسم في حالة كسل ويحتاج الى مقو لتنشيطه وفي اثناء النهار يكون مطلوبا منه ان يقاوم أي تعب او الاحساس بالارهاق ليؤدي وظائفه على اكمل وجه وفي المساء يحتاج الجسم الى الاحساس بالاسترخاء حتى يستطيع الاستغراق في النوم وذلك باتباع النظام الغذائي التالي:
* وجبة الافطار: يعتبرها خبراء التغذية اهم وجبة فيجب على الفرد تناول الكاربوهيدرات التي تعتبر وقود الجسم وافضل انواعها:
1- السكريات بطيئة الهضم مثل الحبوب والخبز والكورن فليكس.
2- الفيتامينات ولاسيما مجموعة (ب) التي تعيد توازن المزاج وتسمح بإدارة الغضب والتحكم فيه.
ايضا بإضافة البروتينات الحيوانية او النباتية الى وجبة الافطار وذلك لتفادي الاحساس بالجوع الذي يحدث عادة عند حوالي الساعة (11 صباحا) والذي يتسبب في زيادة الاحساس بالتوتر والغضب كما يمكن للإنسان تناول الزبادي او الجبنة البيضاء او البيض ثم يأتي دور الفيتامينات الممثلة في كوب عصير فاكهة طازجة مثل البرتقال لأن فيتامين (ج) يسمح للمخ والغدة الكظرية بتشكيل افضل توليفية للهرمونات القادرة على وقف الغضب والتعامل معه.
* وجبة الغداء : هي وجبة أساسية ايضا يجب عدم اسقاطها بحجة الرجيم ويجب ان تحتوي على خضراوات طازجة مثل الجزر والخيار والفجل والخس والتي تحتوي على الحديد والزنك والماغنسيوم الذي يعتبر بحق أفضل مضاد للغضب.
ويفضل ان يكون الطبق الرئيسي اللحم سواء كانت بيضاء او حمراء وينصح بتناول اللحم اربع مرات في الاسبوع الواحد ويمكن تناول السمك بشكل يومي حيث ان الزيوت الموجودة بها مهمة جدا للجهاز العصبي والذاكرة والتفكير.
* وجبة العشاء: وهي وجبة اساسية لانها تزود الجسم بحاجته من الاغذية طول فترة الليل، حيث يجب ان تحتوي هذه الوجبة على كافة العناصر الغذائية الضرورية لتسهيل عملية الاستغراق في النوم وذلك بأن تبدأ هذه الوجبة على الاطعمة المتوفرة فيها الفيتامينات والاملاح المعنية بنسبة كبيرة كشربة الخضراوات وكذلك الاغذية المحتوية على التريتوفان وهو حامض اميني يساعد على تصنيع هرمون السيروتونين الذي يختص بتنظيم عمليتي السهر والنوم وهذا متوفر في الطماطم والموز كما ان خبراء التغذية ينصحون بتناول البقول الغنية بالبروتينات والسكريات بطيئة الهضم مثل الارز والعدس والقمح إضافة الى الخضروات الطازجة ذات الاوراق الكبيرة لأنها غنية بفيتامين (ب) وهي مثل الخس والسبانخ والملفوف
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved