فر من المجذوم فرارك من الأسد : مبدأ يضع حدا تتجلى من خلاله معالم التوكل والتواكل, انه مبدأ قد تمت صياغته في زمن كانت البشرية فيه تغط بنوم عميق عميق عميق ,, قلت ما سبق ذكره لصديق كنت اخوض معه معمعة (النفي) فيما يتعلق بوجود مرض الايدز في مجتمعنا السعودي, ألححت عليه ان يرعوي عن تفاؤله البعيد عن الواقع وان يقر بانسانيته ويقلل من مثاليته القاتلة, حاولت عبثا اخذه تاريخيا الى احداث (تاريخية) من تاريخنا تحمل في طياتها عناصر المواجهة والاخذ بزمام المبادرة لمواجهة ما جدّ وجدّ من ظواهر وأمراض وعلل,, ومن غير جدوى عرضت عليه احصاءات استللتها من شبكة الانترنت توضح الاعداد الهائلة من المصابين بالأيدز في العالم ومن غير طائل,, أفهمته اننا جزء من هذا العالم فأنكر,, أخذت قلمه لأجد أنه قد صنع في الصين، وتناولت ساعته لأقرأ له انها قد صنعت في اليابان بل لأجد ان شماغه قد (نسج) في بريطانيا بل رجوته أن يتأكد - فيما بعد - بأي مكان من العالم قد تمت صناعة ملابسه الداخلية محاولة من قبلي لافهامه أننا - شئنا أم أبينا - جزءٌ لا يتجزأ من هذا الكون وان ما يجري على الآخر يسري على ضده,, رجوته ان يصارح ابناءه وبناته ويثقفهم عن هذا المرض الخبيث فهو مسؤول (مسؤول) عن رعيته ولم اجد منه سوى (انعدام المسؤولية!) سألته ان كان قد سافر للخارج حتىيرى (الواقع!) فأجاب بالنفي! حاولت الدخول في (نفق) أسراره - لمعرفة أسرار إصراره - فأغلقه دوني,, وسألته مرة اخرى عن حيثيات رفضه لوجود مصابين بالايدز في مجتمعنا فبادرني بترديد اسطوانة طالما مللت من سماعها ألا وهي طهارة مجتمعنا وعفافه، ناسياً او متناسياً تلك الاعداد الرهيبة من شبابنا الشادّين الرحال شرقا وغربا وشمالا وجنوبا بجوازات سفر وهم بأمس الحاجة الى (جوازات) جنسية (تثقفهم) وعلى غرار مبدأ معرفتك للشر حرية بألا تقع به ,, (اشمأز!) صديقي وانتفض متناسيا (انسانية) الانسان وضعفه امام مغريات الحياة الجلية بأن النار قد حفت بالشهوات,, ضقت ذرعا ولم افق الا على انغام آهاتي المتبعثرة (بالقول) الله لا يبلاك! وتركته فاغرا فاه وليس عقله.
د, فارس الغزي