Thursday 30th September, 1999 G No. 9863جريدة الجزيرة الخميس 20 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9863


تيمور الشرقية,, إلى أين؟
كتيبة من الغاضبين على الاستقلال تتهيأ للانقضاض على الإقليم

* جاكرتا- د,ب,أ:- رويترز
اوشكت القوات الاندونيسية على اكمال انسحابها من تيمور الشرقية ويعتقد العديد من متابعي الاحداث في ذلك الاقليم الذي سلخه الغرب من اندونيسيا انه بمجرد خروج اخر جندي اندونيسي من تيمور الشرقية تبدأ العمليات الانتقامية من قبل الميليشيات المؤيدة لاندونيسيا ضد القوات الدولية.
وقد ذكر تقرير اخباري نشر في جاكرتا يوم الثلاثاء ان كتيبة من افراد الميليشيات المدججين بالسلاح والمناهضين للاستقلال في تيمور الغربية تتأهب لشن حرب عصابات ضد قوة حفظ السلام التي تتزعمها استراليا.
وتردد ان الكتيبة التي يبلغ قوامها نحو 650 مقاتلا، تنتظر في بلدة اتمبوا الاندونيسية القريبة من الحدود, ويذكر ان ديلي عاصمة تيمور الشرقية تقع على مسافة حوالي 60 كيلو مترا شرقي الحدود.
ونقلت صحيفة جاكرتا بوست عن ضابط بالجيش الاندونيسي لم تكشف عن اسمه قوله انهم مسلحون باسلحة ثقيلة من بينها الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ ارض-جو وارض-ارض .
وحذر الميجور جنرال كيكي سياهناكري، اخر القادة العسكريين الاندونيسيين في تيمور الشرقية الذي عاد الى جاكرتا يوم الاثنين القوة متعددة الجنسيات من احتمال تعرضها لهجمات من قبل الميليشيات كما حذرها من انتهاك الحدود بين تيمور الشرقية والغربية.
ومن ناحية اخرى قالت الصحيفة نقلا عن الضابط ايضا ان بعض افراد الميليشيات قد اختلطوا بالناس في ديلي وانهم على استعداد للتوجه الى التلال لشن حرب عصابات منها اذا ما بدأت القوة متعددة الجنسيات في مطاردة الميليشيات الموالية لاندونيسيا التي تختبىء في المناطق النائية.
وقال الضابط ان لدى هؤلاء خبرة قتالية كافية، خاصة انهم كانوا في وقت من الاوقات تحت رعاية القوات الخاصة في الجيش .
ويذكر ان نحو 10,000 فرد ينتمون الى فصائل متفرقة من الميليشيات قد تجمعوا فيما يعرف بجبهة النضال الوطني في تيمور الغربية, وقيل ان عددهم يصل الى 50,000 فرد.
ويخشى ان تقوم الميليشيات بعرقلة عمل القوة الدولية في تيمور الشرقية انترفت التي تعمل حاليا على اعادة الامن الى المنطقة التي شهدت موجة من اعمال العنف في اعقاب اجراء الاستفتاء الذي جرى مؤخرا وصوت فيه غالبية سكان الاقليم لصالح الاستقلال عن اندونيسيا.
وعلى الرغم من نفي المسئولين الاندونيسيين مرارا تورط جاكرتا في حملة الرعب ضد مؤيدي الاستقلال الا ان هناك ادلة واضحة تشير الى ان اندونيسيا قامت بتنظيم تلك الحملة في اعقاب الاستفتاء الذي نظمته الامم المتحدة في الثلاثين من آب اغسطس الماضي.
ويسعى الزعماء السياسيون لتيمور الشرقية لتسهيل عملية انتقال السلطة فقد اجتمع زانانا جوسماو وخوسيه راموس هورتا زعيما الاستقلال في تيمور الشرقية الثلاثاء مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لبحث عملية انتقال الاقليم الى الاستقلال.
وفي اول زيارة للولايات المتحدة اجرى جوسماو الذي يتوقع كثير من المراقبين ان يصبح اول رئيس لتيمور الشرقية وراموس هورتا محادثات يوم الاثنين مع لويز فرتشيت نائبة الامين العام للامم المتحدة.
وكان جوسماو قد اجتمع مع وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت في نيويورك يوم الاحد وذهب الى واشنطن مع راموس هورتا الفائز بجائزة نوبل للسلام يوم الاربعاء ليناقش مع مسؤولي البنك الدولي جهود الاعمار في تيمور الشرقية.
وبعد ان قضى سبع سنوات في السجن في جاكرتا اطلق سراح جوسماو قبل بضعة اسابيع ثم لجأ الى السفارة البريطانية في جاكرتا, ووصل الى داروين باستراليا قبل عشرة ايام لكنه اختفى عن الانظار الى ان عقد مؤتمرا صحفيا يوم الثلاثاء الماضي.
وقالت الامم المتحدة في بيان ان جوسماو وراموس هورتا وفرتشيت ناقشوا وجود 200 الف من سكان تيمور الشرقية في تيمور الغربية التي تخضع لحكم اندونيسيا.
وقال فريد ايكهارت المتحدث باسم الامم المتحدة ان ممثلي هيئات معونات تابعة للمنظمة الدولية ذهبوا الى تيمور الغربية في مطلع الاسبوع لمناقشة سبل رعاية هؤلاء اللاجئين لكن محافظ الشطر الغربي من الجزيرة رفض مقابلتهم.
واضاف ايكهارت ان برنامج الغذاء العالمي يقوم بنقل شاحنات بطريق الجو الى تيمور الشرقية بعد ان دمرت الميليشيات معظم مركبات الامم المتحدة مما جعل توزيع الامدادات شبه متعذر خارج العاصمة ديلي.
وناقش جوسما وهورتا ايضا ادارة مؤقتة للامم المتحدة في المستقبل ستؤدي الى استقلال تيمور الشرقية تلك المستعمرة البرتغالية السابقة التي غزتها اندونيسيا في عام 1975 ثم ضمتها اليها في العام التالي.
وعملية الانتقال الى الاستقلال كانت احد الموضوعات الرئيسية التي ناقشها عنان وجامشيد ماركر ممثله الشخصي الى تيمور الشرقية عندما اجتمعا مع وزيري الخارجية الاندونيسي علي العطاس والبرتغالي خايمي جاما مساء يوم الاربعاء.
ورغم ان قوة متعددة الجنسيات تقودها استراليا من المتوقع ان تسيطر على جميع اجزاء تيمور الشرقية قريبا الا ان الامم المتحدة لن تتمكن من نشر جنودها لحفظ السلام الى ان يقر البرلمان الاندونيسي اواخر الشهر القادم نتيجة الاستفتاء الذي اجري في الثلاثين من اغسطس آب الذي صوتت فيه غالبية ساحقة من سكان تيمور الشرقية لصالح الاستفتاء.
ومن ناحية اخرى قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية البرتغالية ان وزيري الخارجية الاندونيسي والبرتغالي سيناقشان جدولا زمنيا وسجلات وبيانات مالية مطلوبة من اندونيسيا.
واضاف قائلا هناك الكثير من المعلومات التي نريدها من اندونيسيا, وعلينا ان نحد من أنشطة الميليشيات في تيمور الشرقية وان نضمن السماح للاجئين في تيمور الغربية بالعودة .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved