احتفل السودان في الثلاثين من آب اغسطس الماضي بتصدير اول شحنة من النفط وذلك في احتفال حضره الرئيس عمر البشير في مرفأ بشاير على البحر الاحمر.
ودفع ذلك الحدث بأحد الشعراء الى التغني بولادة البلاد من جديد، ووصف احد المذيعين ذلك اليوم بأنه يوم شروق شمسنا ونهاية الفقر في البلاد.
اما عبدالله دينج نهيال رئيس لجنة السلام المتفرعة من البرلمان الوطني فقد وصف الشحنة بأنها بداية الاستقرار والسلام في السودان.
وأثنى الرئيس السوداني على القوات المسلحة لحمايتها حقول النفط والعمال وخطوط الانابيب من تهديدات المتمردين بجنوب البلاد ومن الاحزاب المعارضة في المنفى المعروفة باسم التحالف الوطني الديمقراطي في الشرق.
ولا يرغب المتمردون في ان يتم استغلال النفط الذي يوجد معظمه في الجنوب إلا بعد ان يتم الاتفاق على كيفية اقتسام عوائده, اما التحالف الوطني الديمقراطي فانه يعارض التصدير ويقول ان الحكومة ستستخدم العائدات لارساء النظام.
وفي الخطاب الذي القاه اثناء الاحتفال بالتصدير هاجم البشير التحالف الوطني الديمقراطي لعدم انتمائهم الحقيقي للسودان, وطلب من اعضائه ان يتوبوا عن جرائمهم ويعودوا على البلاد للانضمام الى حكومته في تطوير البلاد.
وبعد ثلاثة اسابيع اي في التاسع عشر من ايلول - سبتمبر الحالي قام التحالف الوطني الديمقراطي بنسف جزء من خط انابيب على بعد 50 كيلومترا شرق بلدة عطبرة شمال السودان.
وحمل الطلاب الذين خرجوا الى الشوارع لادانة الحادثة لافتات تطالب الحكومة بوقف مفاوضات المصالحة الوطنية مع التحالف الوطني الديمقراطي.
وقالت الحكومة السودانية ان ذلك الهجوم استهدف آمال الشعب لتخطي الصعوبات الاقتصادية، وارادت ان تفهم الجميع ان النفط ليس ملكا للحكومة، بل للشعب.
الا ان مسئولين كبارا في الحكومة اكدوا ان الحادثة لن تؤثر على جهود المصالحة الوطنية.
وقال وزير الداخلية الجنرال عبدالرحيم محمد حسين لن نتخلى عن نهج المصالحة، بل سنستخدم اكبر قوة لمحاربة الارهاب .
وقال الطيب ابراهيم خير وزير التخطيط الاجتماعي لاذاعة ام درمان ان المصالحة هي مسألة مبدأ بالنسبة للحكومة.
والحكومة قادرة على الدفاع عن منشآت النفط الا ان تكلفة ذلك ستكون باهظة.
فقد اعلن وزير الداخلية عند زيارة موقع الهجوم انه سيقوم بنشر 3,000 من رجال الشرطة للانضمام الى غيرهم من قوات الامن لحماية خط الانابيب الذي يمتد 1,610 كيلومترا.
وذكر تقرير ان الهجوم اسفر عن خسارة اكثر من عشرة آلاف برميل من النفط الخام تبلغ قيمتها نحو مائة الف دولار امريكي, ولاجراء التصليحات اللازمة يجب احضار معدات من الدول النفطية مما يرفع تكاليف التصليح.
|