عزيزتي الجزيرة,.
يقولون -والعهدة على الراوي- إن طالبا سأله والده عن اسباب اخفاء المدرس -علبة السجائر- تحت الشراب؟ وايضاحاً للسؤال,, يقول طالب الصف الأول المتوسط انه شاهد معلمه,, يخفي سجائره تحت الشراب,, لكنه عندما يجلس أمام الطلاب, يمكن مشاهدتها واضحة,, لخفة الشراب الذي يلبسه المعلم وصفاء لونه ونظافته,, وقد وقف الأب حائرا أمام الاجابة,, ولكن لابد من اجابة مقنعة,, فاستل سيف حديثه وقال: با بني,, تعلم ان هناك أمراً سامياً كريماً صدر عن ولي الأمر في هذه البلاد يمنع التدخين في المؤسسات الحكومية,, ولأن المدرسة,, من أهم المؤسسات الحكومية التعليمية فهي الأولى بتطبيق القرار ولأن المدرس قدوة لأبنائه الطلاب,, فقد حرص ألا يشاهده احد من طلاب المدرسة وهو يحمل علبة السجائر في جيب ثوبه,, وقد يكون نسي ان يتركها في سيارته خارج المدرسة,, ولكنه لن يدخن داخل أروقة المدرسة أو حتى في فنائها لأنه معلم ومربي أجيال وملتزم بتطبيق القرار وحريص على ابنائه الطلاب في الاقتداء به,, ولعلمه التام ان التدخين مضر بالصحة ومن أجل ذلك حاول اخفاء السجائر تحت الجورب -الشفاف- ولن يكررها مرة أخرى,, يابني,, وكان الابن يستمع الى والده,, ثم قال ولكن يا والدي,, هناك علامات بارزة أوضح من ان يضع الدخان تحت جواربه,, فرائحة كريهة تفوح منه اثناء دخوله الفصل وشرحه الدرس ولون شفتيه وأسنانه مختلف وعلى ملابسه آثار حروق,, وكأنه يجلس نافخ كير,, فصمت الأب وقال لن تتكرر مرة أخرى يا بني وعليك الاهتمام بدروسك والاستماع الى شرح المدرس ومناقشته حول تحصيلك العلمي، وبهذا انهى الأب النقاش مع ابنه حول هذا المعلم الذي كاد يكون قدوة لهذا الطالب,, أو مكان اشمئزاز وكراهية لولا حكمة الاب ومعالجته للموقف الذي نتمنى ان ينال اهتمام المسؤولين عن التعليم في بلادنا وان يكون لمعالجة أوضاع المدخنين من المعلمين والطلاب النصيب الأوفر من التوجيه والارشاد بمضار التدخين الصحية التي لا تخفى على أحد وبالاساليب التي يراها التربويون حلا أمثل لهذه الظاهرة قبل ان تصبح مشكلة,, يتسع شقها فلا يتمكن الخياط من خياطتها، وتتكرر بذلك مناظر اخفاء السجائر خلف الجوارب ويمكن ان تظهر من خلال الجيوب الشفافة علنا أمام ابنائنا الطلاب وكلنا يعلم انعكاسات ذلك على الطالب في مراحل دراسته الأولى.
حفظ الله ابناءنا من كل مكروه آمين يارب العالمين.