* تحقيق: عبدالرحمن محمد الرشيد
تكاثرت وتنوعت اجهزة الاتصال السلكية، وغير السلكية ودخل مجتمعنا مؤخراً في موجة من الحيرة ايها يختار حسب سهولة ويسرة استخدامها وحسب درجة الفائدة المرجوة منها,, ولكن بعضاً من مقتني مثل هذه الاجهزة وجدوا فيها تلبية لرغبات شاذة غير لائقة غريبة على مجتمع محافظ,, مجتمع بحاجة لكل طاقة وقوة من شبابه للنهوض به والسير به الى مصاف المجتمعات المتحضرة الفاعلة العاملة المؤثرة لا المتأثرة سلباً والجارية وراء القشور والمظاهر الخادعة,, المقلدة المقتنية لكل جديد غير مفيد,, اللاهثة وراء كل مبتكر اشباعاً لنقص بالذات وقصور في الفهم وجهل بمجال واغراض الاستخدام الامثل لمثل هذه المخترعات، علاوة على ما يترتب على ذلك من خسائر في الجهد والمال والوقت والصحة والكرامة احياناً,, ناهيك عن الخلق والدين,, عن هذا وذاك فيما يتعلق بهذه الاجهزة نقرأ في هذا التحقيق آراء مفيدة.
الوقت كفيل بتشبع تلك العقول وإدراكها لخسارة المسلك
الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز العريبي قسم علم النفس جامعة الملك سعود قال: ما لاحظته هذه الايام من استعمال كبير واحياناً سوء استعمال من قبل شرائح مختلفة من المجتمع لجهاز راديو الاتصال المباشر المفتوح الكنود والآيكم والذي يستخدم من قبل قطاعات تحتاج للاتصال المباشر، فالحقيقة كثير منا لاحظ ذلك, البعض ينظر الى هذا الشيء بكثير من الاعجاب والارتياح والاستمتاع والبعض الآخر ينظر اليه بكثير من الاستهجان والارتياب والانكار وذلك كل حسب رؤيته الخاصة والتكنولوجيا الحديثة المتطورة تقدم لنا باستمرار منافذ جديدة على العالم ولكننا نتعامل معها حسب خلفيتنا الثقافية، بعضها تحسن التصرف معه وبعضها لا تفهم والبعض الآخر يسيء التعامل معه ولكنك دائماً سوف تجد من يسيء استعمال اي تكنولوجيا وضعت لتقديم تسهيلات معينة,, اتانا الجوال ومثله اشياء كثيرة وافادنا فائدة كبيرة ولكن هناك بعض العيوب له,, ودخلت علينا الانترنت وبالرغم من فوائدها العظيمة الا ان هناك من اساء استعمالها، ثم رأينا في هذه الايام انتشار راديو الاتصال المفتوح وتداوله بين الشباب على وجه خاص والملاحظ في استخدام هذا الجهاز انه لم يستخدم في مجاله الذي وضع من اجله، من البداية كان يجب ان يكون استخدامه في مجال الحاجة للاتصال المفتوح بأي شخص يتواجد في منطقة قريبة وليس بشخص بعينه وهذه الحاجة تتوفر في مواقف مثل حدوث طارىء اثناء السفر والحاجة للاتصال باي شخص قريب بغض النظر عن هويته او من اصحاب سيارات الاجرة في المدينة للاتصال بينهم وبين عمليات الشركة وهكذا,, ولكن واقعه هنا اختلف تماماً حيث اصبح وسيلة تواصل تفاعلي بين الاشخاص وانتشاره هنا يرجع لعدة خصائص يمتاز بها، منها ان التواصل فيه يتم مع عدة اطراف في وقت واحد وان الاتصال خلاله يتم باتجاهين يرسل ويستقبل والاتصال مفتوح لاي شخص والاتصال فيه مجاني وان هناك امكانية اخفاء الهوية وهو ما يعطي مساحة للحرية الشخصية ومن ثم التعبير الحر وهو هنا يشبه الانترنت من حيث التواصل فقط وليس في تقديم المعلومات ولكنه يختلف عنها ان التواصل فيه لفظي فقط وليس نصيا او شكليا ولا يحتاج الى ثقافة عالية للتعامل معه على خلاف الانترنت وهو اخيراً وسيلة خفيفة ومتنقلة وليست كجهاز الكمبيوتر، كل هذه المميزات اعطت هذا الجهاز افضلية كبيرة لاستخدامه وهذا متوقع ولكن الملاحظ هو اساءة استخدام مثل هذه الحرية مثلاً من خلال اطلاق الشتائم على المستوى الشخصي او العائلي او الاجتماعي او حتى على الجانب الوظيفي والذي يستمع الى الحوارات في هذا الجهاز سيلاحظ ضمناً ان المستخدمين كونوا لديهم بيئة وثقافة خاصة بمصطلحاتها ومفاهيمها واصبحت هناك قنوات ومكاتب للحوارات والشعر وتبادل الآراء حول قضية معينة وهكذا,, وهذا جميعه لا ضير فيه ولكن النقطتين السيئتين المصاحبتين لاستخدام هذه الوسيلة هما اولاً صرف الوقت الطويل على هذه الوسيلة بحيث تمتد حتى ساعات الصباح ولكي نفهم لماذا يحدث ذلك لابد لنا من قراءة خلفيتنا الثقافية والتي لا تعير تنظيم الوقت اهمية كبيرة، فمع اختفاء الهوايات الاخرى كالقراءة والرياضة المختلفة اكتسحت هواية الاستماع الى هذا الراديو الانشطة الاخرى وبسرعة فائقة، اضافة الى انها اتت في هذا الوقت ولكني اعتقد ان هذه الهواية سوف تنحسر بدرجة كبيرة خلال الاشهر القادمة وذلك لتشبع المستخدمين من سماع نفس الافكار والآراء المتكررة وستصبح وسيلة عادية لا يسعى الكثيرون اليها, ستكون حدود هذه الهواية ضيقة لو تم التشجيع بدرجة كافية لخلق دور المكتبات العامة في حياتنا اليومية, والممارسة الاخرى والتي اعتقد انها سيئة هي ما ذكرته سابقاً وهي سوء استخدام الحرية التي توفرها هذه الوسيلة من خلال المنازلات بين الاشخاص من شتم وتقريع وكذلك استخدام لغة غير لائقة اخلاقياً، ولان الكثير من الاشخاص لم يعتادوا على قول ما يريد بتحرر كامل ذهب الى النقيض حين اتته الفرصة,, هذه النفحة المتطرفة سوف تعود الى مستوى معقول جداً بعد وقت من الزمن وذلك بسبب ما يسمى الضمير الاجتماعي وهو ما يمثله الكثير من الاشخاص الذين يستهجنون هذه السلوكيات ويردون عليها باسلوب ناضج يشعر صاحبه بسطحيته وضآلته وبعدم قبوله، ولكن هذه الممارسات لن تنتهي تماماً طبعاً دائماً سيكون الخيار الفضائي موجوداً اذا بلغ السيل الزبى لمن يتجاور حدود الذوق العام او مسلمات المجتمع، قد تكون هذه الوسيلة اعطت مجالاً للخوض في احاديث غير مقبول الخوض فيها علناً، قد تكون تلك الاحاديث تشكل الاتجاهات لدى الناس الى درجة معينة ولكننا سنتعلم سريعاً بان تشكيل الاتجاهات ايضاً يتكون وبدرجة اقوى من خلال القنوات الرسمية وشبه الرسمية وبطرق منظمة ومخطط لها.
الحاجة ملحة لفتح مجالات تستثمر فراغ الشباب
وتحدث الشيخ احمد بن مبارك بن سعد آل مبارك القاضي برئاسة محكمة الدوادمي فقال: هذا الجهاز الذي ذكرت له منافع ومضار مثل كثير من المخترعات الجديدة على مجتمعنا، واستطيع ان اقول هو سلاح ذو حدين قد يستخدم فيما ينفع فيكون نافعاً وقد يستخدم فيما يضر فيكون العكس، وهذا عائد الى مستخدميه وقد استفاد البعض من هذا الجهاز مثل من يعشقون الرحلات البرية واهل البادية وهم يحتاجون اليه في تحديد مواقعهم للقادم اليهم وطلب النجدة في حال حصول ما يدعو اليها، ولكن في الجانب الآخر هناك من اساء استخدام هذا الجهاز حيث اصبح عند تلك الفئة وخاصة الشباب وسيلة لقتل الوقت بما لا فائدة فيه بل ربما فيما يعود اليهم بالضرر حيث جعله بعضهم فرصة لنقل الاكاذيب او الاستهزاء بالغير او لادارة الاحاديث الساقطة التي لا تليق بالمسلم ولذلك فنحن بحاجة الى ترشيد التعامل مع هذا الجهاز كي يعود بالنفع على مستخدميه ونصيحتي لاولئك الذين لم يحسنوا التعامل مع هذا الجهاز ان يتقوا الله تعالى وان لا يعرضوا انفسهم لسخط الله بالحديث فيما لا يرضيه وان يتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم ,, وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى عليه بها سخطه الى يوم يلقاه وقوله تعالى إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد, ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد سورة ق اية 17-18, قال ابن عباس في تفسيرها يكتب كل ما تكلم به من خير او شر حتى انه ليكتب قوله اكلت, شربت, ذهبت, جئت, رأيت وبهذا يعلم المسلم ان اقواله واعماله محصاة كلها دقيقها وجليلها وسيجدها يوم القيامة حين يقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا الاسراء اية 14,, فحري بهؤلاء ان يبذلوا اوقاتهم فيما يرضي الله تعالى وان يغتنموها قبل رحيلها فان الوقت نعمة اذا ولى لا يعود قال صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ والكلمة الاخيرة اوجهها للمسؤولين عن تربية الشباب طالباً منهم بذل المزيد من الجهد للبحث عن الوسائل النافعة التي يحتاجها الشباب والعمل على تنفيذها لكي يقضي الشباب اوقات فراغهم في امر يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم حيث ان الفراغ هو السببب الرئيسي في تهافت الشباب على هذا الجهاز وغيره لاستهلاك اوقاتهم.
وتحدث الاستاذ احمد بن محمد بن ابراهيم اليحيى معلم اللغة العربية مشيراً الى ان جهاز المكالمات الكنود من الاجهزة التي ظهرت وشاعت في مجتمعنا السعودي في الآونة الاخيرة -حسب علمي- وبشكل ملحوظ وملفت للنظر حتى ان بعض الاطفال والنساء اصبحوا ممن يمتلكون هذا الجهاز في بيوتهم، وهو في الحقيقة من وسائل الاتصال المفيدة وذلك لو احسن الجميع استخدامه، ومن وجهة نظري ان استخدامه الحقيقي والمفيد يكون في الرحلات البرية سواء كانت للقنص والصيد ام للاستمتاع والاستطلاع، وتظهر فائدته بشكل اكبر اذا كانت الرحلة فيها سيارات كثيرة، او كان هناك احتمالات للضياع او الخطر، فهو مفيد جدا لاولئك الذين يقصدون المناطق الخطيرة كالربع الخالي وجنوب المملكة- وانا اتحدث عنه هنا في محيط المملكة- فهؤلاء يفيدهم هذا الجهاز بدرجة كبيرة وهو من وسائل الامان- بعد ستر الله- عن الضياع والهلكة.
كما ان له استخدامات كثيرة مفيدة ولكن الذي اود ان اقوله ان الغالبية العظمى ممن يقتنونه الآن لم يحسنوا في الحقيقة استخدامه، بل اصبح من الاخطار التي تهدد مجتمعنا وحياتنا الاجتماعية، فزيادة على ما يحصل فيه من مهاترات ومشاكسات والفاظ خارجة عن تقاليدنا الاسلامية نجد له تأثيرا واضحا على الابناء واولياء الامور الذين يستخدمونه، فلو قلبنا النظر الى اولئك الذين يستخدمونه لوجدنا الغالبية العظمى منهم يسهرون الساعات الطوال امام هذا الجهاز ربما وصلت في البعض من الابناء واولياء الامور الى مابعد صلاة الفجر تاركاً اهله وبيته واولاده دون توجيه ولا تربية ولا خدمة، فلا يعلم اين سهر ابناؤه، ولا من اتصل بالهاتف على بناته، ولا من دخل بيته، ولا اين ذهبت زوجته، ولا من رافق ابناءه، مضيعا تلك الساعات فيما لا يرضي الله تعالى من فحش وجدال ومراء لا طائل من ورائه.
وهانحن الآن نرى تأثيره واضحاً على الجميع من طلاب وموظفين، فالموظف يتأخر عن عمله بسبب التأخر في النوم، والطالب ظهرت آثار الاهمال عليه، فلم يعد يهتم بالواجبات، ولا مذاكرة الدروس، واصبح التأخر الصباحي واضحاً على مستخدمي هذا الجهاز عيانا بيانا.
وانا في حديثي هذا لا اعمم القول في ان جميع من يمتلك هذا الجهاز هو ممن يساهرون الليالي، ولا ان كل من استخدمه قد بدت آثاره السلبية عليه، بل ان هناك فئة من الناس استخدمت هذا الجهاز بعين العقل، فهو كما نرى جهاز ذو حدين يستخدمه البعض في الامور المباحة مثل القاء الالغاز الشعرية، وابداء حلولها، وطرح القصائد الجميلة البعيدة عن الغزل الفاحش، بل ان البعض جعل من استخدامه لهذا الجهاز منتدى ادبياً، يستقبل ما يرده فيه من اسئلة واستفسارات في مجال تخصصه ثم يقدم مالديه من فوائد يستفيد منها السامعون.
كما يمكن ان يتم استخدامه لبعض الفوائد الشرعية، كأن يلقي من لديه استفسارات شرعية ويتكفل احد السامعين بالبحث في كتب الفتاوى عن اجابة هذا السؤال فيفيد السامعين بذلك، واذكر ان احد الاقارب في مدينة الرياض ذكر انه استفسر من احد المستخدمين لهذا الجهاز عن بني هلال فاجابه اجابة ادبية علمية ممتعة عن هذه الاسرة بما يقارب النصف ساعة، مما كان له اثر في زيادة معلومات السائل، فيا حبذا ان كان المرء لابد فاعلاً فليتم طرح الفوائد الشرعية والادبية من شعر ونثر وغيرهما، اسأل الله للجميع التوفيق والعلم النافع والعمل الصالح.
هناك أضرار نفسية وصحية
الاستاذ سلامة بن عبدالله النغيثر تحدث فقال: بمناسبة الحديث عن جهاز الاتصال المباشر الكنود والآيكم مع الاسف الشديد ومما يندى له الجبين انه قد أسيء استخدامه فاصبح يستخدم لاغراض تافهة حيث اصبح وسيلة للسباب والشتائم بين مستمعيه، ولهذا فيكون استخدامه بهذه الصورة البشعة والسيئة اداة هدم لا اداة بناء واصبح بهذه الكيفية مضراً بدلاً من ان يكون نافعاً وخرج عن الغاية المخصصة لاستخدامه,, كما ان هناك ملاحظة ملفتة للنظر وهي انتشار استخدامه بين افراد المجتمع كبيرهم وصغيرهم وبهذا فانه لا يخفى على الجميع الضرر الذي يترتب على وجوده بهذه الكيفية فقد اصبح يستخدمه صاحبه ويسهر معه ساعات الليل الطويل ومنهم من يجلس بجانبه حتى وقت متأخر من الليل او حتى ساعات الصباح الباكر وهذا مما لاشك فيه انه سوف ينعكس سلباً على مستخدميه خاصة اذا كان مستخدمه موظفا حكوميا اوطالباً حيث يضطر الى التأخر عن الدوام الرسمي وقد يصل الى ترك الدوام وهذا فيه عطل للاعمال وتكدسها ويكون مدعاة للتسيب وعدم الانضباط، وقد يفقد الموظف عمله والطالب دراسته بسبب تأخرهم عن الدوام او بسبب كثرة الغياب وهذا ناتج عن سوء استخدام هذا الجهاز، وكما يعلم الجميع ان هناك اضراراً صحية بسبب السهر والجلوس الطويل وكذلك يسبب الاضرار النفسية والقلق.
دعوة لتنظيم اقتناء هذه الأجهزة
وأوضح الاستاذ سليمان بن صالح العبداللطيف مدير عام تعليم البنات بمحافظة الدوادمي ان اجهزة الاتصال التي يطلق عليها اختصارا اسم ووكي توكي او الراديو اجهزة قديمة وليست جديدة لا على العالم ولا على مجتمعنا الهدف منها هو بلا شك تسهيل الاتصال وحل مشاكل العمل سواء الحكومي كالاجهزة الامنية او الاهلي وهو ما يخص الشركات والمؤسسات او في الرحلات البرية التي يخشى فيها من الضياع وقد لعبت هذه الاجهزة دورا مهما وحضاريا في ذلك المجال.
ولكن تبادر لنا في الآونة الاخيرة وفي اقل من سنة كثرة انتشار هذه الاجهزة بشكل ملفت للنظر ومزعج بحيث اصبحت تستعمل لاغراض ثانوية وغير اساسية حتى انه في بعض الاحيان تستعمل للاستهجان والتهكم والتلفظ بالفاظ لا تمت بصلة للاعراف والقيم,, وقد لفت انتباهي انتشارها مع غالبية كثيرة من شريحة المجتمع في مختلف انحاء المملكة وليس في مكان بعينه.
لأهمية هذه الاجهزة وارتفاع قيمتها المادية والمعنوية جدا لو وضع لها ضوابط لاقتنائها من الجهات المسؤولة تحدد الاغراض التي يجب ان تستعمل لها وكذلك تحدد الجهات والاشخاص الذين يجب لهم اقتناؤها,, كذلك ومن ضمن هذه الضوابط تحديد الاسم الحركي المراد استخدامه على هذا الجهاز ويلزم الشخص باستعماله وكذلك المؤسسة او الشركة.
كذلك اي جهاز لا يحمل تصريح اقتناء يصادر من صاحبه ويلزم اصحاب المحلات بعدم بيع اي جهاز الا بتصريح كما هو الحال الان في الاسلحة وخاصة الهوائية, ان من سلبيات هذه الاجهزة هو السهر الطويل وراءها واستماع بعضهم الى احاديث بعض ومنها الغث ومنها السمين ولكن على حساب قدرة وطاقة الفرد,, فكثير من الموظفين في الصباح يتأخرون بفعل هذه الظاهرة وكثير منهم ينامون في مكاتبهم مما اثر تأثيراً ولو غير مباشر على قدرة الموظف على العطاء.
اننا ندعو الى تنظيم وتقنين اقتناء واستعمال هذه الاجهزة، وحكومتنا الرشيدة اعزها الله بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين ادامه الله وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني تحرص دائما على كل مامن شأنه راحة وسلامة المواطن، ومما لاشك فيه ان مسؤولي الاجهزة الامنية ممثلة بوزارة الداخلية وامارات المناطق والمحافظات هم الحريصون على مثل ذلك وادعو الى عمل منظم لهذه الاجهزة التي هي بلا شك مفيدة اذا استغلت الاستغلال السليم والامثل.
إدمانه يزيد من احتمال الإصابة بالجلطات وأمراض القلب
وتحدث الدكتور مجدي محمود عبدالحميد اخصائي الباطنية بمستشفى محافظة الدوادمي عن اثر السهر والجلوس امام جهاز راديو الاتصال المفتوح الكنود واثر ذلك على الشباب فقال: ذهبت لزيارة احد الاصدقاء في منزله فدعاني لنستكمل سهرتنا في استراحته مع بعض الاصدقاء الذين ينتظروننا هناك وما ان وصلنا حتى وجدنا الاصدقاء ينتظروننا ومعهم جهاز راديو الاتصال المفتوح الكنود والآيكم وهم يضيعون به اوقاتهم فسألتهم ماهي الحكمة من استخدام هذا الجهاز فقالوا مجرد طريقة للتسلية وضياع الوقت فسألتهم كم من الوقت تقضونه في هذه التسلية قالوا احياناً نجلس الى ما بعد صلاة الفجر، فقلت لهم كل هذا الوقت وانتم جالسون اي اكثر من 10 ساعات قال نعم الا فترة قصيرة، اما لقضاء الحاجة او لاحضار طعام العشاء، فقلت لهم الا تعلمون ان هذه العملية لها بعض الاضرار قالوا في حدود علمنا ان الاشعاعات الصادرة من الجهاز لا تضر الجسم فقلت لهم ان هذا الجهاز ليس له اشعاعات صادرة وانا لا اقصد هذا الشيء ولكني اقصد شيئين مهمين جداً: الاول وهو الجلوس لساعات طويلة بدون حركة والشيء الثاني هو السهر لفترات طويلة,, قالوا ماهو ضرر الجلوس لفترة طويلة فقلت اضرار الجلوس لفترة طويلة متعددة منها على الاقل عدم استفادة الانسان من وقته في شيء مفيد كالرياضة، وثانيها ان الانسان اذا ما حرك عضلاته وخاصة عضلات اطرافه لفترة طويلة يؤدي ذلك الى ضعف الدورة الدموية في هذه الاماكن مما يتسبب في امراض الشرايين والاوردة ويساعد على تجلط الدم نتيجة عدم سريانه بصورة طبيعية في هذه الاماكن، ولابد ان تعلموا ان مرض القلب والشرايين كان نادراً قديماً وكانت لا تظهر اعراضه الا في كبار السن والآن اصبح موجوداً بكثرة لكثير من الناس اعمارهم اقل كثيراً مما مضى وذلك بسبب قلة الحركة والجلوس لفترات طويلة مما جعل الاصابات بجلطات المخ والقلب اكثر في الاجيال الحديثة عنها في الاجيال القديمة ولابد ان تعلموا ايضاً ان الحركة والمشي بصفة خاصة تحمي الانسان بإذن الله وبنسبة كبيرة من هذه المشاكل الصحية حيث ان الرياضة والمشي بالذات يذيب الدهون فتنخفض الكثافة الى دهون عالية الكثافة فيسهل سريانها في الدم ليستفيد منها الانسان وتمنع ترسبها على جدار الاوعية الدموية مما يؤدي الى تصلب الشرايين,, اما الشيء الاخر وهو السهر لفترات طويلة فله ايضاً من الاضرار ولنذكر بعضاً منها فقد جعل الله سبحانه وتعالى في جسم الانسان ما يسمى بالساعة البيولوجية وهي مسؤولة عن نشاط الغدد في جسم الانسان وجعلها الله بقدرته تتحكم في نسبة افراز بعض الهرمونات لتزيد نسبتها في الفترة الصباحية حتى تجعل الانسان في انشط اوقاته ليستطيع القيام باعماله وتضعف افراز هذه الغدد ليلاً حتى يخلد الانسان للراحة بعد عناء العمل واي تغير في ساعات النوم او استبدال ساعات النوم في الليل بساعات في النهار يؤدي الى خلل مباشر في هذه الساعة البيولوجية مما يؤثر على العمليات الحيوية في جسم الانسان ويؤدي الى اضطراب في عمل الاجهزة واهمها المخ فيشعر الانسان بعدم التركيز وعدم القدرة على التفكير السليم وفقدان الشهية لاضطراب مواعيد الاكل مما يؤدي الى نقص المناعة في جسم الانسان واصابته بالعديد من الامراض فلقد هيأ الله تعالى النهار لكي يسعى فيه الانسان ويعمل ويكد وهيأ الليل ليسكنوا فيه للراحة والنوم واي تغير في هذا النظام يؤدي الى خلل في اجهزة الجسم.
|