Sunday 10th October, 1999 G No. 9873جريدة الجزيرة الأحد 1 ,رجب 1420 العدد 9873


أمان الخائفين
د, هناء المطلق
تعال نربي القطو الكبير -2-

نكمل علاج القلق الاجتماعي الذي بدأناه في الاسابيع الماضية (اتابع المثل).
والآن وبعد ان سمحت للقلق والرهبة ان يرتفعا بك وانت تتخيل نفسك تصافح الناس بحرج كما أحسسته يوم الخميس الماضي الامر الذي جعلك تغادر المكان بسرعة خوفا من ان يلاحظ ارتباكك احد,, هذا ما حدث في الواقع الفعلي.
والفكرة التي يقوم عليها العلاج بسيطة: ان نعيد اخراج المسرحية نضع للمسرحية القديمة نهاية جديدة مشرقة فأنا لا أريد للقلق ان يهزمك, لذا سنخطط على ان تهزمه.
ستقول: وماذا استفيد من اعادة اخراج مسرحية حدث قديم؟ لقد عشتها وانتهت وصارت ماضيا؟ (*)
سوف تستفيد كثيرا بإذن الله, فالماضي أبو الحاضر والمستقبل, اي هو الذي يصمم لنا مدى نجاحنا او فشلنا في المواقف القادمة, لذا فالعلاج النفسي عن طريق التخيل يعمد إلى الماضي ويغيره.
ولكن لماذا يفيد التخيل؟ ماذا يفيدني ان أتخيل ما حدث؟
الخيال هو اعظم قوة مقتحمة في هذا الوجود, يكفي انها تصل إلى ملفات الماضي وتنكش الذاكرة ولا يقف دونها حائل, لذا فنحن في العلاج النفسي نُسخر هذه الخاصية لخدمة البشر.
وأنا في خلال هذا العلاج احاول ان أسخر خيالك لرسم خرائط سلوكك في الخميس القادم حين تذهب الى حفلة قادمة وستجد نفسك مستقبلا تتبع الخرائط الجديدة (التي شبكناها في الماضي عن طريق الخيال) وكأنها تحركك بريموت كنترول, لذا علينا ان نرسم معا نتوءات النهاية البديلة بعناية شديدة نظراً لخطورتها, وسنكمل علاج الاسبوع الماضي منطلقين من قمة الدراما:
خامسا:
ارفع القلق والحرج إلى اقصى قمته, وذلك بأن تتخيل نفسك تنظر الى الناس وهم يتفحصونك بنظراتهم, تأمل ما يحدث لجسدك من اعراض القلق (البعض يرتجف فعلا اثناء جلسة الاسترخاء ويتعرق او يبكي) وذلك يعني نجاح العلاج فلا تهرب من المشاعر ولا من اعراض القلق.
سادسا:
بينما انت لاتزال محرجا وانت ترى الاعين تتفحصك ركز تفكير (بالك) على منتصف صدرك يسار القلب حيث توجد المشاعر التي عصفت بك ووضعت النهاية السابقة للمسرحية (جعلتك تغادر المكان بسرعة).
سابعا : عملا بمقولة اعرف عدوك عليك ان تتعرف على هذه المشاعر عن كثب (وانت طبعا لاتزال بين الناس في خيالك), ضع كف يدك اليمنى على منتصف صدرك وكأنك تضع يدك لكي (تتحسس) مشاعرك, وهذا سوف يمنح خيالك قوة ويمنح يدك سيطره.
والآن اريد ان اتحدث إليك عما هو تحت يدك (عدوك) فهناك سر عجيب حول عدوك (الخوف مثلا) اريدك ان تعرفه وتتعرف على نقطة ضعفه لانك سوف تستخدمها ضده لكي تهزمه.
هل تعرف ما الذي يجعل العواطف تهزمنا وتسيطر علينا وترغمنا على ان نطيعها فنخاف او نغضب او نغار؟ هل تعرف لماذا؟
لأنها غير مرئية لا ندري أين هي؟ ولا اين تأتي؟ ولا نراها بالعين المجردة.
فتصير والحالة هذه مثل السكني (بسم الله الرحمن الرحيم) يتحكم فينا دون ان نراه اي ان قوتها تكمن في كونها محجوبة عن الرؤية البشرية, فلماذا لا تقول لها: اطلع وبان عليك الامان لماذا لا تجردها من نقطة قوتها؟ فتقص شعرها مثل شمشون الجبار, تجعلها مرئية فتتغلب عليها.
كيف ؟! الأمر سهل, فأنت الآن في عالم الخيال حيث كل شيء ممكن وسهل ورخيص.
* هذه الاسئلة الاساسية حول فكرة العلاج عن طريق التخيل والتي قصدني فيها الكثيرون جعلني مضطرة ان اجيبها قبل ان استمر فعذراً ممن لديهم فكرة أوضح.
ص ب (68007)
الرياض (11527)
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved