Sunday 10th October, 1999 G No. 9873جريدة الجزيرة الأحد 1 ,رجب 1420 العدد 9873


أضواء
مرجعية عربية لمفاوضات الحل النهائي

على ضوء ما تم تنفيذه بين الفلسطينيين والاسرائيليين والذي تم حسب الرغبة الاسرائيلية أياً كان مصدرها، سواء اسحاق رابين أو بنيامين نتنياهو ، أو ايهودا باراك، فجميعهم أعطوا بالقطارة مقابل انتقاص العديد من الحقوق الفلسطينية، وفرضوا أشياء عديدة على الفلسطينيين تتعارض حتى مع الحقوق الاساسية للانسان والتي لا يمكن المساس بها عند ابرام أي اتفاقية, ولكن مع هذا وافق الفلسطينيون المغلوبون على أمرهم
على ضوء ما تم تنفيذه وما ابرم حتى الآن من اتفاقيات بين الفلسطينيين والاسرائيليين فإنه يفترض ان تكون مفاوضات الوضع النهائي تحت المظلة العربية لاسباب عدة منها:
1 - توفير مرجعية قوية داعمة للمفاوض الفلسطيني.
2 - كون مفاوضات الوضع النهائي تشمل مواضيع لها علاقة بالعرب والمسلمين جميعا فانه يجب ان يكون للدول العربية والاسلامية رأي في تلك المواضيع، وبالذات قضايا القدس، واللاجئين والمياه والقضايا السياسية الاخرى التي اجبر الفلسطينيون على تقديم تنازلات كبيرة لانهم تركوا غير مسنودين في المفاوضات السابقة، وانفردوا هم في مفاوضات اخرى، ومع ان الفلسطينيين استقوا كثيرا بعد زيادة التنسيق مع مصر، الا ان تكوين مظلة عربية واسلامية لدعم المفاوض الفلسطيني سياسيا وقانونيا، بل وحتى ممارسة ضغوط دولية على حلفاء اسرائيل ، يعد واجباً على العرب والمسلمين جميعا ، وعلى الفلسطينيين ان يطالبوا به ويسعوا اليه لا ان ينفردوا بالتفاوض مما يكرر تجربة التفاوض السابقة التي خرجوا منها بتنازلات عديدة، الكثير منها نال من السيادة الفلسطينية، بل وحتى من انسانية المواطن الفلسطيني.
ولكي ندلل على ذلك نشير الى ما جاء في اتفاق الممر الآمن، اذ تنص احدى فقرات الاتفاق، على ان كل من يرغب من الفلسطينيين في استعمال الممر الآمن، وكان قد سبق ان اعتقل من قبل قوات الامن الاسرائيلي لاي سبب، فيجب عليه استعمال حافلة خاصة بالمشبوهين الامنيين تنطلق يومين في الاسبوع وبمواكبة امنية اسرائيلية مشددة.
حافلة للمشبوهين كيف قبل المفاوض الفلسطيني ان يقر التمييز هذا في وقت يتبجح فيه الاسرائيليون وحلفاؤهم دعاة حقوق الانسان، بتنقية قوانينهم من اي مواد تميز بين البشر,,!!
وحتى لا يفرض على المسلمين ان تكون زياراتهم للقدس محددة بأيام كما هو حاصل في الخليل، ويحرم اللاجئون من حتى زيارات ارضهم ومدنهم، وان تفرط بمياه فلسطين، يجب الاسراع بتشكيل مرجعية عربية واسلامية لدعم مفاوضات الحل النهائي,, فالحل النهائي ليس تسليما واستسلاما للاسرائيليين وحلفائهم,, بل هو حل اعادة الحقوق.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved