Thursday 14th October, 1999 G No. 9877جريدة الجزيرة الخميس 5 ,رجب 1420 العدد 9877


حولها البصابصة إخوان إلى معلم إبداعي
راشانا قرية لبنانية أصبحت معرضاً للنحت العالمي في الهواء الطلق
ألفرد بصبوص: نستضيف نحاتين عرباً وعالميين على مدى خمسة عشر يوماً بدعم من الأصدقاء
زارها ثلاثة ملايين سائح خلال السنوات الماضية ومازالت تستقبل الكثير

كتب- محمد المنيف
راشانا,, قرية تقع بين جمالين,, جمال الجبل اللبناني, وجمال بحره المتوسط تهب عليها النسمات براً وبحراً فزاد جمالها جمالاً.
هذه القرية لم نكن يوماً نتوقع ان تكون ملتقى للمبدعين العالميين في النحت وان تخرج من حدود علاقتها بمثيلاتها من القرى المحيطة بها الى علاقات عالمية انسانية وجدانية جمالية,, تحولت فيها الى متحف في الهواء الطلق ابدعت قطعه النحتية انامل من كل قطر ومدينة في العالم , فماهي قصة هذه القرية ومن هم اولئك المبدعون الذين امتلكوا العبقرية الفذة ليجعلوا من قريتهم ملتقى للاعين ومزاراً للابداع؟
يتحدث عن هذا المتحف الرائع من اعماق قرية راشانا صاحب الفكرة ومؤججها في عقول البقية الفنان الفرد بصبوص .
اذ يقول: كنا اخوة ثلاثة ننحت في الباحة في قريتنا نتحدى الصخر والمطر والتراب بعناد وصبر وايمان بأن راشانا الضيعة الصامتة بطيبة خاطر ستغدو عالمية في يوم ما حتى اذ انتشرت اعمالنا في كل المطارح في لبنان والدول المجاورة والبعيدة كانت حلماً لشقيقنا وكبيرنا ميشال, يحلم بايجاد مطارح للفنون العالمية في راشانا ومع الحلم الكبير رحل ميشال وبقيت مع شقيقي يوسف وراشانا القرية الحلم والمنحوتات المنتظرة على الطرقات وفي باحة البيت بطيبة خاطر.
يستمر الفنان الفرد بصبوص -قائلاً- وطارحاً السؤال والاجابة,
ولم الانتظار؟ قلت ذات يوم في سنة 1994 والافكار كثيرة تولدت في الامسيات العتاق؟ حتى فجر احد الايام ولم لاننحت كما كنا اخوة نتشارك الموقع والمطرح الواحد؟ اذ ذاك لمعت في رأسي فكرة ان ادعو نحاتين عرباً واجانب الى راشانا ليبدعوا في باحاتها بعضا من المنحوتات تضم الى اعمالنا- بل لم لانشكل متحفاً عالمياً للنحت - مادام يفتقر لبنان الى مثله؟
اما السؤال الاهم فهو في كيفية دعم هذه الفكرة مادياً- وهو عصب اي مشروع - يقول الفنان الفرد بصبوص:
حملت الفكرة الى الاصدقاء الذين رحبوا بها وبفضل دعمهم المادي نشأ محترف راشانا الدولي للنحت ليستمر على مانشأ عليه بروح الفن,لقد حول الاخوة الثلاثة ميشال ويوسف والفرد بصبوص قريتهم في اقل من ربع قرن الى بلدة تعج بالمنحوتات والابداع فجذبوا اليها كل متذوق يأتي الى لبنان من نقاد وسياح وهواة وفنانين من مختلف اقطار العالم لقد انضمت راشانا الى بعلبك والروشة ومغارة جعيتا ونبع الباروك,, معلماً سياحياً حديثاً ورائعاً لايمكن ان تكون زيارتك للبنان مكتملة دون ان تمر بها جميعها.
حظيت هذه القرية باقبال عظيم بلغ خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية مايزيد على ثلاثة الملايين زائر,, لقد تحقق ماكان يحلم به الشقيق الراحل ميشال قبل رحيله عام 1981- بان تكون القرية راشانا ملتقى للابداع نحتاً وشعراً وادباً, لقد اخذ الفنان الفرد بصبوص على عاتقه تفعيل الفكرة وتنشيطها حتى وصل الامر الى مرحلة الاستضافة فقام باستضافة نحاتين من دول عربية واجنبية فترة خمسة عشر يوماً يبدعون خلالها مباشرة بالحجر اشكالاً وكتابات,, افكاراً وايحاءات.
هذه التجربة في تحويل قرية راشانا اللبنانية لم تكن وليدة صدفة بقدر ماجاءت امتداداً لمرحلة ومسيرة كبيرة لهؤلاء الفنانين الثلاثة اذ وصلت اعمالهم النحتية الى مختلف اقطار العالم وكان من تجاربهم عرض اعمالهم في الهواء الطلق في شوارع باريس وفي شوارع لبنان سوق الطويلة جذبت انظار النقاد والصحافة الفرنسية.
كما قام المبدعون البصابصة - بعرض اعمالهم في اليابان في المتحف الملكي - طوكيو, كما رافقهم معرض دار 12 ولاية امريكية الى آخر مشوارهم الابداعي الرائع.
تلك هي راشانا وكماهي قصتها بإيجاز اذ اننا لو تحدثنا عن ذلك العمر الطويل من الانجاز لاحتجنا لصفحات وصفحات وكنا نتمنى ذلك دعماً وتقديراً للابداع العربي اينما كان واعجاباً بهذه الروح الابداعية الرائعة والمؤثرة التي ستبقى معلماً فنياً تشكيلياً يعتز به كل عربي.


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved