تتبنى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مجال التخصص الدقيق في العرض الثقافي الذي تتضافر جهود كثير من الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لإثرائه وتتنافس تنافساً شريفاً في دفع مسيرة الثقافة الى الامام مما يوسع من رقعة الطرح الثقافي لاشباع نهم المتخصصين والهواة عبر اسس مدروسة وواضحة المعالم.
ولكن اللافت للانظار ان الخط العربي الذي كتبت به لغتنا منذ ان ظهرت على الوجود كظاهرة معبرة في المحيط العربي عن كيان هذه الامة لايحظى بالاهتمام الذي تلقاه الفنون الاخرى التي تذخر بها الصحف والمجلات على مدار الساعة وتبرزها الساحة الثقافية العربية، فالغناء مثلاً يحتل الدرجة الاولى من ذلك الاهتمام ثم التمثيل والفن التشكيلي في حين يكاد الخط العربي ينحصر في دائرة اهتمامات ترتبط بالمناسبات كالمعارض والمهرجانات والندوات التخصصية المحدودة, وكان هذا الخط يقع خارج اطار التفاعل الحضاري في حين انه يشكل الاداة الرئيسية لمجالات التفاعل الحضاري كافة.
ان الهيئة بمبادرتها هذه اقامة معرض الخط العربي خلال الفترة من 3-17 رجب 1420ه تقدم دعوة لكل المهتمين بالمجالات الثقافية الى الاهتمام بالخط العربي بوصفه احد عناصر الحضارة وقد دخلت هذه التجربة - وليست الاولى في تجاربها الثقافية التي انطلقت منذ انشائها وحتى الان- انطلاقاً من حرص رئيسها الاعلى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز على ان تكون الهيئة مركزاً حضارياً يعبر عن اهدافها التي انشئت من اجلها, وفي نفس الوقت توجه عتباً لطيفاً الى الصفحات الثقافية لعدم ا هتمامها بهذا الجانب.
لا احد ينكر ان هذا الجانب يحتاج الى متابعة جادة وجهود مستمرة ومعاناة صحفية معهودة الا انه يظل احد الواجبات الإسلامية والعربية التي لن تتضح صورها الحضارية الا بتحمل الصعاب من اجل البحث عن مكنوناته وابداعاتها, وفي المملكة العربية السعودية لن يتيسر للمهتمين والمتخصصين فرصة الاستفادة والاستزادة الا عن طريق الدخول في هذه الميادين التي تحتضن المملكة العربية السعودية النادر والنفيس والكثير من اوجه الابداع الراقي الذي يفتقد الى تضافر هذه الجهود لخوض هذا الميدان بعزيمة وقوة فنحن بحاجة دائمة الى الاستمرار والمتابعة وتقديم الصفحات المضيئة من حضارتنا الوطنية دعماً لايمان العالم بتفوقنا واصالة تراثنا وتواصلنا الحضاري الذي انطلق من هذه الارض ارض الحضارات السابقة وارض انطلاقة الدعوة الاسلامية وارض حضارة القرن القادم بمشيئة الله.