Thursday 14th October, 1999 G No. 9877جريدة الجزيرة الخميس 5 ,رجب 1420 العدد 9877


نقطة تحول

كل منا واجه نقطة تحول في حياته بشكل أو بآخر,,نقطة التحول هذه التي غالبا ما تحدث لنا بشكل فجائي تغير احوالنا، وتبدّل نظام حياتنا احيانا للاسوأ وأحيانا للافضل، احيانا تقصمنا من المنتصف فلا نعود نقوى على شيء، حتى على التفكير المنظم! وأحيانا رغم ان نقطة التحول تلك، تؤلمنا في البداية وتقسو علينا الا انها تكون لنا بمثابة وقفة تأمل مع النفس وبداية انطلاقة جديدة في عالم لم يتغير ولكن الذي تغير هو مفهوم هذا العالم بالنسبة لنا وحقيقة موقعنا الاعرابي منه.
ولكي نبعد عن مواطن التشاؤم والاحباط، فإننا لن نتحدث عن نقاط التحول المؤلمة القاسية، بل عن نقاط التحول الجميلة في حياتنا وان كان كثير من نقاط التحول الجميلة تلك مصدرها مواقف مؤلمة احيانا ومحرجة في أحيان اخرى.
ويكفي انها نقطة تحول لكي تستحق ان نفكر فيها وان نتوقف عندها وان نغوص في اعماقها لنعي معانيها وندرك ابعادها وتأثيراتها الجميلة علينا، تلك التأثيرات التي تلازمنا اينما كنا.
فهل تذكر انت الآن آخر نقطة تحول في حياتك كيف كانت؟ كيف بدأت؟ ما هي مناسبتها؟ من هو صاحب الفضل في حدوثها بعد الله؟ كيف تعاملت معها؟ وما هي نظرتك لها؟ بل هل ما زلت تعيش آثار نقطة التحول المقصودة؟
ان نقطة التحول تلك قد يكون سببها اشياء كثيرة وربما غير متوقعة تماما ولكنها كفيلة بأن تحدث بداخلك نقلة نوعية لم تعهدها من قبل! كفيلة بأن تجعلك إنسانا آخر، كفيلة بان تشعرك بأنك لست انت الذي تعودت عليه.
لنبدأ بهذه النقطة كيف تبدأ وتحت اي الظروف؟ فقد تتعود على انسان وتشعر انه كل شيء، انسان تجد فيه نفسك، انسان لا تستطيع ان تستغني عنه، ثم يغادرك فجأة بعد ان اصبحت حياتك مرتبطة به، يرحل عنك لمكان آخر، هنا تشعر بفراغ لم تتعود عليه في حياتك، فراغ هذا الرحيل المفاجىء الذي لم تستعد له.
هذا الانسان الذي اشعرك بقيمتك وأهميتك، هذا الانسان الذي جعلك تنظر للحياة بمنظار مشرق ولكل ما فيها بأمل، جعلك دائم التفكير به، جعلك تحب اشياء كنت تكرهها اصلا او لا تتقبلها، جعلك تعيد النظر في امور كنت انت غير مقتنع بها منذ البداية ولكن بسبب اسلوبه المتميز الرائع معك وبسبب دخوله لقلبك جعلك تقتنع بأمور لم تتصور يوما انك سوف تقتنع بها او حتى مجرد ان تفكر بها!
احداث كثيرة في حياتنا ربما تحدث فجأة وقد تحدث لنا حتى ونحن على سفر ولكن تقلبنا رأسا على عقب وتجعل لحياتنا معنى آخر!
مثل هذه النقاط الحلوة في حياتنا تجعلنا نتساءل بكثرة: لماذا هذا الانسان بالذات نشعر تجاهه بهذا الشعور الغريب الذي لم نعهده؟ ولماذا هذه الحادثة التي حدثت لنا بالذات هي التي جعلتنا نعيد التفكير في مجرى حياتنا واسلوب تعاملنا ونظرتنا للحياة؟
لماذا هذا النشاط والحيوية الزائدة التي تلاحظها على انفسنا؟
لماذا هذا الارتباك الملحوظ الذي بدأنا نشعر به في معظم تصرفاتنا؟ لماذا هذا الشرود والتوتر والقلق الذي يساورنا من وقت لآخر لمجرد ان يمر اسم هذا الانسان او تلك الحادثة امام مخيلتنا؟
هل هناك خطأ ما يستحق ان نعاقب انفسنا عليه بسبب هذه المشاعر والتساؤلات الشخصية المشروعة؟
أحيانا يتوق الانسان منا لنقطة تحول حلوة في حياته تحيله شخصا آخر وتبعده عما هو فيه من هموم ومشكلات وتجدد شريان الحب لديه.
احيانا نبحث عن هذه النقاط الجميلة ومستعدون ان ندفع فيها الكثير من اجل ان نحصل عليها ولكننا مع الاسف لا نجدها، تكون بعيدة عنا والسبب ان مثل تلك النقاط الحلوة كثيرا ما تحدث بالصدفة ومن غير موعد! اتدرون لماذا؟ لانه بالاضافة الى كون مثل هذه الامور توفيقا من الله سبحانه وتعالى الا ان مثل هؤلاء الاشخاص الذين يقتحمون حياتنا بقوة ويسكنون قلوبنا برضا منا ليسوا بالاشخاص العاديين وبالتالي فاننا نحن ايضا لسنا بالاشخاص العاديين بالنسبة لهم.
ولكن تظل فرصة حدوث مثل هذه الفرص والنقاط الحلوة متوافرة ويظل الحصول عليها ممكنا اذا غيرنا نظرتنا ومفهومنا للحياة والاشخاص المحيطين بنا.
ان مجرد تصحيح الخطأ الذي قد تتسبب فيه تجاه الآخرين والمبادرة للاعتذار والاعتراف بالجميل لصاحب الفضل هو نقطة تحول، ليس في حياتك انت فحسب، ولكن حتى بالنسبة للطرف الآخر الذي سوف يشعر بانه انسان وجد من يقدره ويعترف بقيمته.
احيانا كثيرة نبحث عن نقطة التحول في حياتنا من هنا وهناك وربما لا نجدها بالكيفية التي نريد فنتضايق ونصاب بالإحباط ولكننا حينما نفكر ان بامكاننا ان نوجد نقطة تحول وربما اكثر في الآخرين فسوف نسعد كثيرا لكوننا اسعدنا الآخرين وهذا هو المفهوم الجديد الذي ينبغي ان يكون هو البديل في بعض الاحيان.
وفي احيان أخرى ربما واجهنا نقاط تحول كثيرة في حياتنا ولكننا لم نحس بها ولم نلمسها لانها ربما مرت مرور الكرام او ان احدا لم يشاركنا اياها، وبالتالي اصبحت مثل تلك النقاط في غياهب النسيان وفي اعماق الذاكرة.
وان شئت ان توحد نقاط التحول في حياتك فعليك ان تغمض عينيك الآن ولا تفكر الا في تلك اللحظات الحلوة التي مرت عليك، عليك ان تفكر في حب الآخرين لك ودعوتهم لك في ظهر الغيب، عليك ان تفرح بتعلق الآخرين بك وخوفهم عليك رغم ان هناك اشخاصا كثيرين غيرك يمرون عليهم.
اعد التفكير في مفهومك لنقطة التحول وسوف تشعر انك تعيشها بشكل او بآخر من خلال تصرفاتك وانتظارك للغد اسعدك الله وجعل ايامك كلها نقاط تحول حلوة.
همسة:
حينما اكون معك,.
فلا تسألني عن سر سعادتي,.
وانت من ادخلها لقلبي.
انت من اشعرني بها.
***
لا تسألني عن سر ابتسامتي,.
وانت من رسمها على شفتي,.
انت من جعلها علامة بارزة.
***
لا تتعجب من شدة لهفتي,.
لانني اريد ان اصدق ما يحدث لي.
ان أتأكد مما يجري حولي.
***
لا تعاتبني على كثرة اسئلتي,.
لانني اريد ان اعرف عنك الكثير,.
اريد ان اكون اكثر قربا منك,.
***
حينما تكون معي,.
لا تستغرب مني تصرفاتي,.
لا تستكثر عليّ مطالبي,.
فقط اعذرني.
***
لانني اخاف ان ينتهي الوقت,.
قبل ان اقول كل ما في نفسي!
قبل ان اعرف كل شيء!!
***
اخاف ان تضيع لحظات اللقاء.
قبل ان استمتع بسعادتي!!
بنقطة التحول الجميلة في حياتي!!
قبل ان اصدق نفسي,.
أنني بالفعل معك!!

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved