Thursday 14th October, 1999 G No. 9877جريدة الجزيرة الخميس 5 ,رجب 1420 العدد 9877


ضحى الغد
من يدعي للمكان بتغيير اسمه؟

يتقدم بعض الناس بدعواه طالبا تغيير اسمه من باب نظامي يأذن لمن حمل اسما غير لائق ان يتقدم بمبرراته لتغيير اسمه، وهو حق شرعي له في اصل الشريعة بسند وخبر، فقد غيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسماء بعض الصحابة، وأسماء بعض الامكنة، فسمى زيدالخيل زيد الخير، وسمى يثرب طيبة!
والرجل الذي سماه والده كلب او حنش او ضب من حقه ان يدعي لنفسه بتغيير اسمه اذا رغب وقدم مبرراً مقنعا للجهة المسؤولة!
والانسان لديه القدرة على ان يدعي لنفسه بحاجته ولهذا تم تغيير اسماء اشخاص كثيرين حملوا اسماء غير لائقة واستبدلوها بأسماء لائقة اجتماعيا يفخرون بها ولا يستنكرها احد ضاحكا او شامتا اذا سمعها!
ولكن المكان لا يقدر ان يتقدم بدعواه طالبا تغيير اسمه غير اللائق باسم مقبول غير مرفوض ولا مستنكر! واذا كان لا يقدر فمن اذن يدعي له، ومن يحمل همه، ويسعى بحاجته ويعقب خلف معاملته في الجهة ذات العلاقة؟ وسمعت قبل ايام نبأ ساراً، يفيد بتغيير اسم بلدة بمحافظة الاسياح في منطقة القصيم من ابا الدود الى ابا الورود ! وهي بادرة حسنة لمكان سُمي باسم لا يليق به فقيض الله له من يزيله عنه، ويختار له اسما جميلاً تحسده امكنة كثيرة مازالت تتمنى ان يهيىء لها الله سبحانه من يبدل عسرها يسرا، ويغير اسمها السيىء الى اسم حسن انها تنتظر منا ان نتخذ نحوها مبادرة حسنة وتنفيذا عاجلاً لا نتأخر فيه!
ونشير في هذا الفصل الى مشروع تسمية شوارع مدينة بريدة، الذي نام في محفوظات البلدية، فلم يوقظه احد! وظل في سبات عميق، وبقيت شوارع بريدة وأحياؤها عرضة للالقاب، وقد قيل في مأثور الكلام: لقبوا اولادكم قبل ان يُلقبوا ! فانك اذا لم تختر لولدك لقبا حسنا، تركته عرضة للقب غير لائق! ولهذا تجد في مدينة بريدة شارع جبر الخواطر وشارع الشاحنات وشارع الطلعة ان تسمية الشوارع والاحياء بأسماء مناسبة وترقيمها ووضع اللوحات المعرِّفة بذلك مسألة هامة وضرورية، وتخدم خدمة نافعة، وتقدم للاجيال اسماء ذات دلالات تاريخية تربط المكان بالانسان، والتاريخ بالمستقبل، وتؤسس لنهضة كبرى تستمد حاضرها من ماض عميق حمل اروع الاسماء وأعظم الشخصيات التي اسست قواعد البناء ومهدت مسالك الطريق، وحق لنا اليوم ان نفخر بها، ونرفع اسماءها في سماء الاحياء والشوارع التي تركناها عاطلة من حلية الاسم الجميل، وهو حق للمكان من حين البناء فيه، ومفخرة للاجيال حال النطق به!
شوارع تطرد النعاس
ليست اللغة العامية التي هجاها حافظ ابراهيم ووصفها بأنها ضمت تسعين رقعة! هي وحدها من يستحق هذه الصفة البئيسة بل ان كثيرا من الشوارع هي اليوم كذلك بسبب عوامل الحفر والردم! وليست امواج بحر جدة و الدمام هي وحدها التي تعلو وتنخفض بك موجاتها، بل ايضا شارع الاربعين والشاحنات وطريق الطرفية كلها تؤدي نفس وظائف تلك الامواج، وليس عنترة بن شداد الاسود هو وحده الذي مات وفي ظهره مئة ضربة ما بين طعنة رمح وفتكة سيف! بل ايضا شارع التعليم والخبيب والصناعة ظهورها السوداء اشبه ما تكون بظهر فارس عبس عند موته! ولن نقول فلا نامت اعين عبس، لأنه لا وجود لهذه القبيلة في الوقت المعاصر على خارطة القبائل العربية، بل نقول: فلا نامت اعين السائقين على هذه الطرق المتبعجة! وهي فعلاً لا تنام ولا حتى تنعس! وهذه من حسنات هذه الشوارع! ويتساءل العابر على طريق عابر، اذا كان لابد من الحفر، أفلا يتم الردم بمواصفات جيدة ورقابة صارمة حتى لا يتحول الى اكمة عالية، او هُوة سافلة، ألا يُوجد معيار وسط وميزان عدل لمثل هذا!
هذه الشوارع بحاجة الى طبيب تجميل على درجة من الفهم والوعي بعد ان عملت مشارط الجراحين عملها في ظهور هذه الطرق المصابة!
هذه هي الشوارع التي تطرد النعاس، وفي مقابل هذه الصورة، صورة اخرى زاهية مشرقة، نذكرها لرئاسة بلدية مدينة بريدة بمهندسيها الوطنيين وإدارييها المخلصين، لما تميزوا به من بذل الجهد والقيام بالواجب على اصعدة عموم خدمات البلدية وخاصة خدمات الطرق المتمثلة في شق طرق جديدة ومعابر هامة، ومنافذ ضرورية على مختلف جهات بريدة وأطرافها، وهو دور فعال يؤكد على حماس وحيوية ومتابعة قسم الطرق في البلدية، ولعل هذه الجهود القائمة لفتح شوارع تطرد الاختناقات هي التي صرفت الاهتمام - مؤقتا - عن الشوارع القديمة والدليل على ذلك ان اعادة السفلتة للطرق المحتاجة للتجديد، نراها في بعض المواقع تعمل لإعادة السفلتة، ونتوقع ان تنشط بدرجة اعلى بعد ان تخف معركة التأسيس للشوارع الحديثة، ولكن الهاجس ان تعود عمليات فتح البطن لتلك الشوارع التي اعيدت سفلتها، وهو ان حدث فسيؤكد على غياب التنسيق والتخطيط المستقبلي الذي يعتبر اليوم مطلبا ضروريا في زمن ترتفع فيه تكلفة الحفر والردم لهذه الشوارع!
عبدالكريم بن صالح الطويان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved