أثبتت حقيقة علمية أطلعت عليها مؤخرا ان عمر الانسان يكون على عدة مراحل يقضيها في هذه الحياة، وان عليه ان يعرف كيف يمكن ان يستغلها ويستفيد من كل مرحلة حسب مدتها، وقليل من يعي هذه الحقيقة وذلك إما لانشغاله أو لتجاهله لها متعذرا بالبحث عن الامتاع والتسلية التي يقضي الانسان عمره فيها، إن التطرق لمثل هذه المواضيع الانسانية ذو شجون ومتشعب، وما دعاني للحديث عنه هو الوضع المؤسف للكثير من طلبة المرحلة الجامعية، فمع ان الطالب وصل الى مرحلة علمية أعطته مفاتيح المعرفة والاطلاع إلا أنه يرفض وباصرار هذا التعاون المتواضع من قبل أساتذته فيما يقدمون له من حصيلة الخبرة والعلوم في دهاليز الكتب، ولو سألته عن حصيلته من النتاج الفكري لكي يكون زادا له,, طبعا بعيدا عن حمل شهادة بلا معنى سعى اليها ليبروزها ومن ثم يعلقها ولا يهمنا أين,, فكيف تكون الاجابة إذا؟.
ومن المواقف المبكية والمضحكة في الوقت نفسه ما سمعته من نماذج من هؤلاء الطلاب حيث قال أحدهم: لا فرق بيننا وبين المراحل التعليمية السابقة إلا في المسمى، وآخر اضاف على تعليق زميله: لولا البحث عن الوظيفة,, لأمكن الاستغناء عنها!! ويقصد بلاشك الدراسة الجامعية، وقد لا يصدق البعض ان تعبر هذه الكلمات عن بنات أفكار شخص اجتاز مراحل التعليم العام، الى غير ذلك من الشطحات الفكرية التي توضح مدى استفحال الأمر بين تلك الفئة، هذا هو واقعنا الحزين يشكي على الزمن الذي تبحر فيه سفينة العولمة في مياه هائجة لا تسير باتجاه واضح، صحيح أننا لا نهمش ما اكتسبه طوال تلك السنين الدراسية ولكن السؤال ما نسبة تحصيله من ذاك الكم الهائل من المعلومات؟.
والأكثر مرارة وايلاما,, ألا يعلم ذلك المتقاعس أننا مقبلون على زمن الانفتاح الثقافي وتدفق المعلومات! ولن يستطيع التصدي لها بهذا الدرع الوهمي المصنوع من أردأ أنواع الأسلحة الدفاعية ذات العمر المحدود، فهل يمكن ان يدخل هؤلاء في إطار مفهوم كلمتي التعليم والتعلم فعندما نضع كلمة التعليم في جملة مفيدة تصبح: انهم تلقوا التعليم، ولكن هل تمت عملية التعليم من قبلهم كما يجب ان يكون تحصيلهم العلمي والتربوي؟.
نترك الإجابة لك لأنها من خصوصياتك أخي الطالب، على الأقل ان تجد اجابة ترضي تطلعاتك.