Thursday 14th October, 1999 G No. 9877جريدة الجزيرة الخميس 5 ,رجب 1420 العدد 9877


فائض الأدوية كيف نستفيد منه؟
الصيدليات تقدم للمريض ما يفوق حاجته

استطلاع : خالد الخليفة
من المعروف أن الأدوية لا تصرف إلا حسب الحاجة ولكن الملاحظ أن هناك كميات كبيرة منها يتم الاستغناء عنها، وفي الغالب تكون محطتها الأخيرة حاويات القمامة وفي ذلك إسراف وهدر اقتصادي لا مبرر له خاصة وأن معظمها صالح للاستخدام ومع اننا نلتمس العذر لمن يلجأ لهذا السلوك نتيجة غياب القناة التي يمكن من خلالها الحد من هذه الظاهرة إلا أننا في الوقت نفسه نتطلع الى أسلوب أكثر تحضراً للاستفادة من هذه الأدوية,, ولذلك طرحت الجزيرة فكرة ايجاد جمعيات أو مراكز لهذا الغرض تطوعية أو رسمية تتولى هذه المهمة بعد التأكد من صلاحية هذه الأدوية من جميع الجوانب خصوصا أن هذا الأسلوب مطبق في بعض الدول المتقدمة ونحن أولى بذلك لأن ديننا الحنيف ينهى عن الإسراف ويدعو إلى أعمال الخير,وفيما يلي نسوق بعض الآراء حول هذه الفكرة:
تأييد مشروط
* في البداية قال مدير مركز صحي حي الشمال بمحافظة الرس عبدالله بن ضيف الله العواجي:
- إنني أؤيد هذه الفكرة وأتوقع أن يكون لها فوائد طيبة فالملاحظ أن هناك كميات كبيرة من الأدوية يتم التخلص منها بالرغم من صلاحيتها فبعض الأسر يوجد لديها فائض من الأدوية ولكنها لا تجد من يستفيد منها ولذلك يتم رميها مع المخلفات ولا شك أن اللجنة التي تناط بها هذه المسؤولية يجب ان تكون من المختصين وبصفة تطوعية حيث يتم التأكد من سلامة الأدوية ومدى تحقق الشروط الصحية في أسلوب حفظها نظراً للحساسية الشديدة التي يتطلبها ذلك وعلى كل حال فإن المراكز الصحية يمكن أن تستضيف هذه اللجان لأن العاملين فيها يسعون لخدمة الوطن والمواطن ومتى طلب منا ذلك فإنه لن يكون هناك أي تردد وبطبيعة الحال فإن لجانا بهذه المسؤوليات لا يمكن أن تبدأ عملها إلا بعد مراحل دقيقة من التنظيم وتحديد المسؤوليات وضمان ارتفاع مستوى الأداء ولا شك أن المراكز تقوم بدور التوعية في مجال الحفاظ على الأدوية وسبل حفظها وطريقة استعمالها ويمكن أن تستثمر هذه الأنشطة في حث المواطنين والمقيمين على المساهمة في هذه الفكرة متى نفذت!
صعوبات وتحفظ
* ومن جانبه يقول عبدالله عوض الحربي (صيدلي مشارك في مركز حي الصحة بمحافظة الرس):
- الفكرة جيدة وذات أهداف سامية وديننا الإسلامي يحثنا على الترشيد وعدم الاسراف ومن وجهة نظري أرى أن هناك صعوبة في طريق تحقيقها بسبب عدم ضمان التعقيم والظروف الجوية المؤثرة على الدواء قبل الرطوبة والحرارة والضوء.
وهناك أدوية بالإمكان الاستفادة منها بعد ضمان سلامتها من فئة الأقراص أو بعض أدوات الملزمة الطبية أو الأجهزة المختلفة,, غير أن هناك أدوية لا تستخدم إلا لمرة واحدة مثل الشراب والقطرة وبعض أنواع المستحلبات.
وأحب أن أشير إلى أن بعض الصيدليات الخاصة تنظر إلى الدواء نظرة تجارية ولذلك فإن الصيدلي فيها يصرف كميات أكبر مما يحتاجه المريض، فلو احتاج إلى عشرة أقراص نجده يبيعه عشرات الأقراص بحجة أنها في قنينة مغلقة أو كرتون أو نحو ذلك وأتمنى أن يتبع في الصيداليات الخاصة ما هو حاصل في القطاع الصحي الحكومي حيث يصرف الدواء حسب الحاجة وبوصفة طبية.
إنني - باختصار - مع الفكرة لكنني اتحفظ في امكانية نجاحها رغم اعرافي بأن هناك إهدارا للأدوية يحتاج إلى توعية!
يوم الدواء
* ويقول معلم العلوم بمدرسة أبي بكر الصديق بمحافظة الرس/ حسن بن عبدالله الشبعان:
- مما يدركه الجميع أن الأدوية تكلف الملايين من الريالات ومعروف أن ما يتم صرفه من هذه الأدوية لا يتم استعماله بشكل كامل لأي سبب من الأسباب: والسؤال الذي يفرض نفسه الآن أين تذهب هذه الأدوية التي لا يتم استخدامها؟!
والإجابة واضحة فهي إما أن ترمى أو تبقى في المنزل حتى تنتهي صلاحيتها ومن ثم لا يستفاد منها في حين قد يكون هناك من هو بحاجة ماسة إليها وهذا من الإسراف والتبذير المنهي عنها ولا شك أن وجود جمعية تطوعية أو لجان خاصة بذلك صورة من صور البر والتعاون والتكافل بين المسلمين وبحكم عملي في المجال التربوي والتعليمي فإنني أرى تنظيم برامج توعوية في المدارس (بنين وبنات) تركز على أهمية الاستخدام الأمثل للدواء ووفق ارشادات الطبيب وليكن ذلك من خلال مسمى (يوم الدواء) بمشاركة مختلف وسائل الإعلام وبأساليب متنوعة مثل المنشورات والملصقات التي تعدها الجهات المختصة كذلك قيام أطباء الوحدات الصحية المدرسية بهذه التوعية أثناء زياراتهم للمدارس وعندما نرى هذه الفكرة قد تحققت فإنني واثق من تعاون الجميع مع الجمعيات أو اللجان التي سيتم اعتمادها لذلك.
مشروع خيري
* وأخيراً قال المواطن خالد صالح الحناكي:
- أعتقد أن مجتمعنا بحاجة إلى مثل هذه المشروعات الخيرة ذات الطابع الإنساني والواقع يؤكد نجاح كافة الجهود التي تسعى في هذا المجال ومن الطبيعي أن يكون ما نراه من إسراف في شراء الأدوية وتعامل غير سليم مع ما تبقى منها أمراً مؤسفاً يتطلب التعامل معه بصورة حضارية أكثر وعياً وليت الأمر اقتصر على الأدوية التي يكون مصدرها الشراء من الصيداليات الخاصة وإنما امتد الأمر إلى ما يصرف من خلال صيدليات القطاع العام حيث إن بعض المرضى يستلم الدواء ويتخلى عنه في منتصف الطريق وربما رماه عند باب المستشفى أو المركز وقد رأيت شيئاً من ذلك مرات عديدة وفيما لو نفذت هذه الفكرة فإنني اعتقد أنها ستؤدي دوراً حضارياً بشرط توفر الاشتراطات الصحية اللازمة لذلك.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved