Thursday 14th October, 1999 G No. 9877جريدة الجزيرة الخميس 5 ,رجب 1420 العدد 9877


نساء شهيرات من نجد

سعدت بالاطلاع أخيرا على كتاب نساء شهيرات من نجد والذي تفضلت مؤلفته الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي باهدائه اليّ عن طريق الكاتب الصديق هزاع بن عيد الشمري والكتاب من اصدار دارة الملك عبدالعزيز بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة وهو يقع في 287صفحة مقاس 18x25سم ويترجم لاثنتين وخمسين امرأة ممن حفلت بشهرتهن واسهاماتهن الفترة الواقعة من بداية الدعوة الاصلاحية للشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب وتأسيس الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن الثاني عشر الهجري الى وفاة المغفور له الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية عام 1373ه.
وقد كنت حريصا على الاطلاع على هذا الكتاب لثلاثة أسباب، أولها: أني سبق ان بحثت في هذا الموضوع في اثنين من اصداراتي هما بطولة نساء العرب ومسيرة المرأة العربية وعانيت من ندرة المراجع لفترة القرون المتأخرة ونقص الروايات وشح الرواة بما عندهم أو شح بعضهم على الأقل فكان متوقعا من مثل هذا الكتاب ان يثري الموضوع ويغطي مايعانيه من نقص ويتجاوز مرحلة التردد والحرج في البحث في هذا الجانب.
وثانيها: أني اطلعت اطلاعا عابرا على مسودات الكتاب صدفة اثناء احدى مراحل اعداده فقرأت ترجمة احدى شخصياته فلفتت نظري الطريقة الأكاديمية للباحثة في التأليف كما لفتت نظري أسماء من يترجم لهن الكتاب والفترة التاريخية الهامة التي يغطيها الكتاب من خلال اطلاعي على فهرسته.
وثالثها: ان مؤلفة الكتاب امرأة واستاذة متخصصة في التاريخ وصاحبة قلم مرموق تعتبر من أعلام الساحة الثقافية في بلادنا بحيث يتوقع منها ان تأتي بما لم يأت به من سبقها.
وعندما قرأت الكتاب من الغلاف الى الغلاف بتمعن فانه لم يخيب أملي بل وجدت فيه - لا أقول ضالتي ومنتهى طموحي كباحث وإنما وجدت- ما يعين المهتمين بهذا الجانب ويذلل أمامهم تلك الصعوبات التي لا يعرفها إلا هم.
فالكتاب هو الأول من نوعه من حيث انه يطرح قضية التأليف عن المرأة السعودية واسهاماتها في مختلف مجالات الحياة طرحا موضوعيا يفتح الطريق للآخرين والأخريات كي يسهموا كل بما لديه وما يستطيع لسد النقص في جانب يبدو كما لو ان الكتاب والباحثين أرادوا اغفاله عن عمد مع ان الأمر بالنسبة لبعضهم ليس كذلك.
أما المؤلفة نفسها فتقول عن أهمية كتابها في آخر تقديمها له ص12-13 ان هذا الكتاب الذي أمضت الباحثة في اعداده أكثر من سنتين هو لبنة أولية في مشروع علمي يخص تاريخ المرأة في منطقة نجد في العصر الحديث، وكما سيجد القارىء فان الباحثة لم تستقص كل الأسماء المعروفة استقصاء شاملا فهناك مجموعة أخرى اغفلتهن في هذا الكتاب لعدم اكتمال المعلومات التي تساعد في الكتابة عنهن وتعتقد الباحثة ان لهذا الكتاب أهمية خاصة تنبثق من الحقائق التالية:
1- أنه يوضح جوانب من اسهامات المرأة في منطقة نجد في فترة الدراسة.
2- أنه يظهر تأثيرها في محيطها الأسري ان كانت أما أو أختا أو زوجة.
3- أنه يهدف الى اعطاء المرأة حقها من التدوين التاريخي الذي اغفل في المصادر المحلية.
4- انه يؤكد على الأهمية الخاصة لبعض المصادر المغفلة التي لم يُستفد منها في كتابة التاريخ المحلي من مثل الوقفيات والوصايا والصكوك الشرعية.
5- أنه يبرز بشكل عام ما يحتاج اليه تاريخنا المحلي من التدقيق في المعلومات وتمحيصها.
وبعد فإن الباحثة لا تدعي أنها استطاعت أن توفر كل المعلومات التي تخص النساء اللائي ترجمت لهن كما انها لا تدعي ان كل ترجيحاتها صائبة وصحيحة وما تدعيه أنها حاولت وبذلت جهدا كبيرا في سبيل تقديم الشخصيات المترجم لهن في صورة تقترب من الحقيقة فان اصابت فلها أجران وان أخطأت فلها أجر وهي تأمل من كل من سيطالع هذا الكتاب ان يزودها بما يملكه من معلومات يمكن ان يستفاد منها عند اعادة طبعه مرة أخرى .
ونظرا لما قد يتبادر الى أذهان البعض من وجهات نظر متباينة فمما لاشك فيه ان الباحثة واجهت روايات مختلفة في تراجمها وأنها رجحت ما وجدت له الدليل الأقوى من ذلك على سبيل المثال ما يتعلق بالجوهرة بنت الامام تركي بن عبدالله آل سعود حيث تقول بعض الروايات انها لم تتزوج من الأمير عبدالله ابن رشيد لكن هذا النفي ليس له شواهد ولم يرد في أي مرجع من المراجع ما يثبته أما الروايات التي تثبت الزواج فان لها شواهد شعرية في مراجع أخرى لا يمكن للباحثة ان تتجاوزها إلا بدليل قاطع ولذلك تأتي ترجيحاتها موثقة وليس كيفما اتفق.
وتتضمن تراجم شخصيات الكتاب معلومات دقيقة فيها الكثير مما يضيف جديدا خصوصا ما يتعلق بابناء وبنات المترجم لهن وصلاتهن من حيث النسب من جهتي الآباء والأمهات وتحديد تاريخ الميلاد والوفاة وغير ذلك مما بذلت فيه الباحثة جهدا مضاعفا.
واختلاف الروايات لا يمكن ان يوفر حجة لأحد كي ينقد كتابا مثل هذا الكتاب أو يتخذه بعض السطحيين وسيلة للتحدث عن أنفسهم والتظاهر بأنهم المرجع الأول والأخير وان ما لديهم من معلومات تفتقر الى التحقيق هي القول الفصل.
وهناك من يتمنى -وأنا منهم- لو ان الكتاب لم يقف عند الاثنتين والخمسين شخصية نسائية فترجم للمزيد من النساء اللائي ربما يكون لبعضهن أدوار واسهامات اعظم من ادوار واسهامات بعض من ضمهن الكتاب لكن الباحثة تقدم عذرا ولعله بعض عذرها وليس كله كما اقدر فهي تقول أنها اغفلت مجموعة من النساء لعدم اكتمال المعلومات عنهن وهذا يعني انه من الوارد ان الكتاب سوف يضاف اليه مجموعة أخرى عند اعادة طبعه,لم أطلع على كل ما نشر عن هذا الكتاب القيم في الصحف المحلية من ثناء على جهد الباحثة الموقرة أو نقد لها حتى أقول رأيا محددا فيه أو في بعضه لكنني اطلعت على تعقيب الباحثة المنشور في العدد 9853 بتاريخ 10/6/1420ه في زاويتها بوارح في جريدة الجزيرة والذي اشارت فيه الى ما وجه الى كتابها من نقد وتوضيح واقتراحات فاعتبرت ان ذلك كله يصب في صالح ما قامت به من عمل.
سعد بن خلف العفنان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved