* اسلام أباد - الوكالات
أتهم الجنرال برويز مشرف قائد الجيش الباكستاني في خطاب متلفز الى الأمة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في البلاد بتدمير مؤسسات الدولة وباقتياد الاقتصاد نحو الانهيار مشيرا الى ان الجميع يدرك حالة الاضطراب التي شهدتها البلاد في الأونة الآخيرة.
ودعا الجنرال مشرف في خطابه الذي وجهه الى الشعب في ساعة مبكرة من صباح أمس الى التحلي بالهدوء فيما وعد بأن يعلن قريبا جدا عن خططه بشأن مستقبل باكستان دون ان يتطرق الى التفاصيل بينما لم يبد أي علامة على التخلي عن السلطة في أي وقت قريب.
وأكد مشرف في خطابه رغبته في ابلاغ الشعب بأن القوات المسلحة تحركت كملاذ اخير للحيلولة دون حدوث مزيد من القلاقل.
واشار مسؤول في القيادة الشمالية الهندية في كشمير الى ان نبأ وقوع الانقلاب ادى الى اعلان جيش الهند - التي تشكل الطرف الآخر في المنافسة النووية حالة التأهب القصوى على طول الحدود بين البلدين.
وفي نيودلهي عقد اتال بيهاري فاجباي رئيس الوزراء الهندي اجتماع أزمة مع كبار مستشاريه في مجال الأمن والسياسة الخارجية.
وفي اشارة للهند حذر مشرف القوى الخارجية من محاولة استغلال الوضع الحالي في باكستان مؤكدا الحفاظ على سلامة وسيادة بلاده حتى آخر نقطة دماء.
وتجدر الاشارة الى ان التطورات التي شهدتها باكستان أمس الأول جاءت في اعقاب تقارير تحدثت في الأسابيع الأخيرة عن حدوث شقاق متزايد بين المؤسسة العسكرية والحكومة المدنية في باكستان التي يصل عدد سكانها الى 140 مليون نسمة.
يذكر ان الجيش حكم باكستان على مدى 25 عاما من تاريخها الذي يمتد 52 عاما وشهدت البلاد انقلابات عسكرية عديدة الا ان الحكومات المنتخبة ديمقراطيا تولت السلطة منذ عام 1985م.
هذا وفي تقرير سياسي مطول من اسلام أباد ذكرت شبكة تلفزيون بي بي سي البريطانية أمس ان الخطوة التالية للجنرال برويز مشرف رئيس اركان الجيش الباكستان الذي اطاح أمس بحكومة نواز شريف لاتزال غير معروفة حتى الآن.
واشارت الشبكة الى ان الجنرال مشرف قد يلجأ الى احد خيارين أولهما تعيين حكومة مدنية مؤقتة تتولى ادارة البلاد لمدة تسعين يوما وثانيهما توليه السلطة بنفسه موضحة ان الدستور الباكستاني ينص على تعيين حكومة مؤقتة تتولى ادارة البلاد لمدة ثلاثة اشهر وان الجنرال مشرف قد يفضل تولي ادارة البلاد بنفسه خلال تلك الفترة.
وقال تقرير للشبكة نقلا عن الصحف الباكستانية الصادرة أمس انه كان هناك اتفاق بين قادة الجيش علىالقيام بانقلاب عسكري اذا أقدم نواز شريف على عزل الجنرال مشرف من منصبه ولذلك جاء رد فعل الجيش سريعا فور صدور بيان رئيس الوزراء نواز شريف مساء أمس الأول بعزل الجنرال مشرف.
وذكر التقرير ان الجنرال مشرف سوف يتعرض لضغوط دولية من اجل اعادة الحكم المدني في باكستان خاصة ان اسلام أباد تتفاوض منذ ستة شهور مع صندوق النقد الدولي للحصول على 280 مليون دولار نقدا فضلا عن ان الدول الغربية تفضل النظم الديمقراطية ليس فقط في باكستان وانما ايضا في الدول الأخرى.
واشار التقرير الى ان الجنرال مشرف عزا قيامه بالانقلاب الى انه كان بمثابة الملجأ الأخير لإنقاذ البلاد من الفوضى السياسية والفساد الذي استشرى في البلاد.
واضاف التقرير ان الشعب الباكستاني قد شعر بالدهشة ازاء اعراب الهند عن قلقها من الاحداث الأخيرة في اسلام أباد حيث كان الاعتقاد السائد لدى الشعب الباكستاني ان الهند ستشعر بالارتياح ازاء عزل حكومة نواز شريف.
وقد اعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني انه لن يحدث تغيير في قيادات الجيش الباكستاني عقب الانقلاب الذي وقع أمس ضد حكومة نواز شريف.
وقال الناطق ان بيانا سيصدر بشأن السياسة في باكستان قريبا لتحديد خطة الجيش بشأن الوضع في البلاد.
واشارت الشبكة الى ان الجيش استولى على العديد من المنشآت الحيوية المهمة في عدة مدن باكستانية من بينها العاصمة اسلام اباد وكراتشي ووضعت شريف وعددا من أفراد حكومته رهن الاقامة الجبرية.