Thursday 14th October, 1999 G No. 9877جريدة الجزيرة الخميس 5 ,رجب 1420 العدد 9877


الجزيرة ترصد أدق ردود الأفعال الإقليمية والدولية للانقلاب في باكستان
إجماع دولي على الشعور بالقلق العميق على مستقبل باكستان السياسي والأمني
الحافلات بين دلهي ولاهور لم تتوقف رغم إعلان الهند التأهب العسكري في الحدود
واشنطن اطمأنت إلى سيطرة الجيش الباكستاني على الترسانة النووية

منذ استيلاء الجيش على السلطة في باكستان اول امس وجد اقصاء واعتقال رئيس الوزراء نواز شريف والعديد من اركان سلطته المدنيين والعسكريين فان ردود الفعل الداخلية الإقليمية والدولية لم تنقطع وقد اتسمت كلها تقريباً بالقلق على مستقبل الاستقرار السياسي والامني في هذه الدولة الاسلامية الكبيرة والتي ترقد كما قال الخبراء على ترسانة من الأسلحة النووية جعلت جارتها الهند التي خاضت حرباً محدودة في كشمير قبل ثلاثة اشهر، تعلن حالة التأهب القصوى في جميع قواتها المسلحة وعلى الحدود مع باكستان,, وفيما يلي رصد وافٍ لأهم التطورات داخل باكستان وردود افعالها الخارجية:
الجيش الباكستاني
يؤكد أنه تسلم السلطة بدون عنف
في اسلام اباد اكد الجيش الباكستاني أمس الاربعاء ان الانقلاب العسكري الذي اطاح رئيس الوزراء نواز شريف وحكومته جرى بسرعة قصوى وبدون مصادمات.
ونقلت وكالة الانباء الباكستانيةاي بي بي عن متحدث باسم الجيش قوله ان مجمل القوات المسلحة ظلت موالية لقائدها الجنرال برويز مشرف.
وقد غادر الجنرال مشرف كراتشي صباح امس متوجها الى اسلام اباد على متن طائرة عسكرية.
واضاف المتحدث ان اي حادث لم يقع في اي منطقة لان تحرك الجيش كانسريعا جدا من اجل تحاشي وقوع حوادثمؤسفة .
واكد باكستانيون في مدن عدة ان الوضع يشهد هدوءا ويسيطر الجيش على المنشآت الاستراتيجية.
وفي لاهور، مسقط رأس نواز شريف، منعت السلطات المحلية التجمعات والتظاهرات والمسيرات وحمل السلاح وحذرت من ان المخالفين سيعاقبون بشدة .
الجيش الباكستاني
يسيطر على الترسانة النووية
وفي واشنطن أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الامريكية كينث بيكون الليلة الماضية في اجابة على سؤال حول سلامة الترسانة النووية الباكستانية عقب اعلان الجيش استيلاءه على السلطة أن الجيش الباكستاني يسيطر بالعفل على المنشآت النووية هناك معبرا عن اعتقاده ان الترسانة النووية الباكستانية لا يجب ان تشهد اي تغيير.
وعزا بيكون التطورات العسكرية التي شهدتها باكستان الى محاولة رئيس الوزراء عزل قائد الجيش واستبداله بمدير المخابرات.
وقال بيكون ان ما حدث في باكستان يكشف عن الحاجة لمعاهدات مثل معاهدة الحظر الشامل على التجارب النووية التي تجعل من تطوير الاسلحة النووية امرا اكثر صعوبة.
استمرار حافلات الركاب بين دلهي ولاهور
في نيودلهي قال مسئولون أن خدمة نقل الركاب بالحافلات بين مدينة لاهور الباكستانية والهند كانت لاتزال تعمل بشكل طبيعي امسالاربعاء رغم الانقلاب العسكري في باكستان.
فقد غادرت إحدى الحافلات التابعة لشركة النقل الباكستانية الحكومية دلهي متجهة إلى لاهور في موعدها في السادسة صباحا بالتوقيت المحلي وعلى متنها 38 راكبا واثنان من طاقم الحافلة, كما دخلت حافلة تابعة لشركة دلهي للنقل أيضا إلى الهند من لاهور عند معبر أتاري- واجه في ولاية البنجاب الهندية الساعة السابعة صباحا.
ومن المقرر ان تكون الحافلتان قد وصلتا إلى مقصدهما تمام الساعة السادسة مساء امس بالتوقيت المحلي بعد رحلة تستغرق 12 ساعة.
وقال أحد المسئولين في محطة الحافلات بدلهي لوكالة الانباء الالمانية د ب أ إننا لا نتوقع حدوث أي مشكلات .
الخدمة تم تدشينها في فبراير الماضي
وكانت خدمات النقل بالحافلات بين البلدين قد دشنت في شباط فبراير الماضي حينما اتجه رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي في أولى تلك الرحلات إلى باكستان في محاولة لتطبيع العلاقات بين البلدين الخصمين.
ومن ناحية أخرى تم إلغاء كافة الرحلات الجوية المتجهة إلى كراتشي من الهند في أعقاب عملية الاستيلاء العسكري على السلطة في باكستان.
المعارضة الأفغانية تعتبر أن أي انقلاب في باكستان في المصلحة
وفي كابول اعتبرت الجبهة الموحدة للمعارضة الافغانية بلسان احد مسؤوليها العسكريين الجنرال سيد حسين الانواري امس ان اي انقلاب في باكستان قد يصب في مصلحة الافغان.
وقال ان حكومة نواز شريف دعمت نظام حركة طالبان الحاكمة في كابول منذ ايلول/ سبتمبر 1996، معتبرا ان مثل هذا الانقلاب العسكري قد لا يصب في مصلحة الباكستانيين والديموقراطية ولكن قد يصب في مصلحة الافغان .
يشار الى أن الدعم الذي يقال ان باكستان تقدمه لحركة طالبان اتاح لها السيطرة على معظم الاراضي الافغانية بعد خمس سنوات من الحرب الاهلية الضارية.
وقد نفت اسلام اباد باستمرار هذه الاتهامات رغم ان حكومة شريف اقرت بان طلبة دين باكستانيين قاتلوا الى جانب الطالبان ضد الجبهة الموحدة للمعارضة والقوات الموالية للقائد احمد شاه مسعود.
ولم يتسن الاتصال باي متحدث باسم الطالبان للتعليق على الوضع مساء الثلاثاء كما تعذر الاتصال بقاعدة الميليشيا في مدينة قندهار جنوب .
وكان الهدوء مخيما على كابول التي سرت فيها شائعات عن اقفال الحدود مع باكستان.
وقف الرحلات الجوية
الهندية إلى كراتشي
ونقلت وكالة أنباء يونيتد نيوز الهندية عن مصادر بهيئة المطارات الهندية في بومباي قولها لقد أوقفنا كافة الرحلات الجوية إلى مطار كراتشي حتى إشعار آخر .
وكانت وكالة أنباء برس ترست الهندية قد ذكرت أن رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية إير فرانس متجهة من مدينة مدراس إلى كراتشي قد تحولت باتجاه دلهي ليلة أمسالثلاثاء .
أحد زعماء الكونغرس يطالب بابقاء العقوبات العسكرية على باكستان
وفي واشنطن اعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الامريكي بنيامين غليمان امس انه يتوجب على الولايات المتحدة الامتناع عن استئناف تقديم مساعداتها العسكرية لباكستان بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في اسلام اباد.
وقال غيلمان وهو جمهوري ان التطورات اليوم تظهر بوضوح ان باكستان ليست في وضع يسمح لها استئناف علاقاتها كاملة على الصعيد العسكري مع الولايات المتحدة .
وكانت واشنطن قد فرضت العام الماضي عقوبات، خصوصا في مجال تسليم المعدات العسكرية، ضد الهند وباكستان بعد قيامهما بتجارب نووية.
واضاف غليماناخشى ان تزيد الاعمال العسكرية الباكستانية بعد عمليات تسلل مقاتلين مدعومين من باكستان مؤخرا الى الهند من التوتر في جنوب اسيا، في اشارة الى كشمير.
كندا: الكمنولث سيدرس
امكانية اقصاء باكستان
وفي اوتاوا اعلن وزير الخارجية الكندي ليود اكسورثي أول امس ان منظمة الكمنولث ستدرس امكانية اقصاء باكستان من صفوفها بعد اطاحة الجيش الباكستاني بحكومة رئيس الوزراء نواز شريف.
وقال اكسورثي للصحافيين ان الامين العام لمنظمة الكمنولث تحدث عن هذه الفكرة، مضيفا ان كندا على استعداد كي تدرس مع الدول الاخرى الاعضاء في الكمنولث اي عمل ممكن من اجل عودة الديموقراطية الى باكستان.
واوضح ان اوتاوا تؤيد فرض عقوبات اقتصادية وقال لا اعتقد انه يجب اقراض الاموال لاناس يقومون بانقلابات عسكرية او يفرضون ديكتاتوريات عسكرية .
الصين واليابان والمانيا قلقة من الوضع
وفي نيقوسيا اعربت كل من الهند والصين واليابان والمانيا عن قلقها البالغ ازاء الوضع في باكستان اثر الانقلاب العسكري الذي اطاح امس الاول بالحكومة الباكستانية برئاسة نواز شريف.
فقد اعلن قائد الجيش الهندي الجنرال ف,ب, مالك امس الاربعاء انه ينبغي على الهند ان تكون في غاية التيقظ بعد الانقلاب العسكري في باكستان، وقال لوكالة فرانس برس انعدم الاستقرار السياسي في الجوار لا يخدم اجواء الأمن الاقليمي وعلينا ان نراقب الوضع في باكستان عن كثب كما علينا ان نكون في غاية التيقظ .
وكانت الهند اعربت عن قلقها البالغ مساء اول امس قبيل الاعلان عن عزل شريف واعلنت ان جميع قواتها المسلحة في حالة استنفار قصوى .
لكن قائد الجيش الهندي رفض الادلاء باي تعليق عن اي تهديد محتمل من جانب باكستان مكتفيا بالقوليجب ان ننتظر لنرى .
وفي بكين اعربت الصين عن قلقها الكبير امس ازاء الوضع في باكستان وقالت وزارة الخارجية في بيان مقتضب انباكستان جار جيد للصين, ونحن قلقون جدا لمستجدات الوضع نجمع حاليا معلومات اضافية .
وتعتبر الصين حليفة لباكستان ويقيم البلدان علاقات صعبة مع الهند.
وكان شريف حاول في اواخر حزيران/ يونيو الماضي في بكين الحصول على دعم القادة الصينيين في النزاع المسلح الذي وقع انذاك مع الهند في كشمير, لكن بكين اكتفت بدعوة الطرفين الى ضبط النفس رافضة الطلب الباكستاني لتسوية النزاع بوساطة دولية.
وتتهم الولايات المتحدة الصين بانها زودت اسلام اباد بالقسم الاكبر من اسلحتها المتطورة خصوصا تلك التي سمحت لباكستان بالقيام باول تجربة نووية في ايار/ مايو 1998 ردا على تجربة مماثلة اجرتها الهند قبل ايام من ذلك.
وقد استاءت بكين من تبرير الهند لتلك التجربة بضرورة حماية نفسها من التهديد الصيني ، علما بان الهند والصين تواجهتا لفترة قصيرة في العام 1962 في نزاع حدودي.
وفي اليابان
وبدورها عبرت اليابان عن قلقها الكبير بلسان وزير خارجيتها يوهي كونو الذي قال اناليابان قلقة جدا وتأمل بقوة ان تحل الازمة ديمرقراطيا ودستوريا .
وتجدر الاشارة الى ان اليابان كانت المزود الرئيسي بالمساعدات لباكستان قبل تجميد برنامج مساعداتها اثر سلسلة التجارب النووية التي قامت بها اسلام اباد في 1998، ولم تبق سوى المساعدة الانسانية.
واوضح الامين العام للحكومة ميكيو اوكي ان الحكومةلاتملك معلومات اكيدة عن مصير رئيس الوزراء نواز شريف.
وفي برلين عاصمة المانيا
اما في برلين فقد اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية اندرياس ميكايليس ان الحكومة الالمانية تتابع الوضع في باكستان بقلق كبير ، مضيفا في بيان ان الحكومة الالمانية تناشد المسؤولين احترام الدستور وعدم اللجوء الى العنف ضد هيئات دستورية قائمة .
واضاف ان السفارة الالمانية في السلام اباد طلبت من الرعايا الالمان توخي اكبر قدر من الحيطة والحذر وتجنب الخروج من منازلهم قدر المستطاع وتحاشي التنقلات غير الضرورية والبقاء على اتصال مستمر مع السفارة حتى تتوضح صورة الوضع .
ومن جهة اخرى، دعت برلين جميع الاشخاص الذين ينوون السفر الى باكستان العدول عن ذلكنظرا الى الوضع المضطرب .
روبن كوك يعرب عن قلقه حيال الوضع في باكستان
وفي لندن أعرب روبن كوك وزير الخارجية البريطاني عن قلقه العميق حيال تطورات الوضع في باكستان.
وقال كوك في تصريح له بهذا الصدد امس أن على الجيش الباكستاني ان يدرك جيدا ان بريطانيا ستندد بشدة باي عمل غير دستوري.
وذكر راديو لندن ان هذه اللهجة المشددة من قبل كوك تدل على الجدية التي تنظر بها بريطانيا والعالم للأحداث التي تشهدها باكستان.
اليابان تأمل في
حسم الانقلاب الباكستاني سلمياً
وفي طوكيو اعربت اليابان وهي اكبر دولة مانحة لباكستان عن املها في حسم الانقلاب العسكري الذي اطاح برئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف سلميا.
واصدرت وزارة الخارجية اليابانية بيانا قالت فيه نراقب الموقف عن كثب ونأمل ان تمتنع الحكومة والجيش على السواء عن اللجوء الى العنف وحل الموقف من خلال الحوار .
ولم يشر البيان الى تفكير طوكيو في فرض اي عقوبات على اسلام اباد في اعقاب انقلاب امس.
كندا تعرب عن قلقها
من تطورات الأوضاع
وفي اوتاوا اعربت كندا في اول رد فعل يصدر عنها ازاء تطورات الاوضاع في باكستان عن قلقها تجاه ما يحصل في هذا البلد.
وقال ليود اكسورثي وزير الخارجية الكندي ان منظمة الكمنولث ستدرس امكانية اقصاء باكستان من صفوفها بعد اطاحة الجيش الباكستاني بحكومة رئيس الوزراء نواز شريف.
واضاف اكسورثي ان الامين العام لمنظمة الكمنولث تحدث عن هذه الفكرة وان كندا على استعداد كي تدرس مع الدول الاخرى الاعضاء في الكمنولث اي عمل ممكن من اجل عودة الديموقراطية الى باكستان.
واوضح ان اوتاوا تؤيد فرض عقوبات اقتصادية وقال,, لا اعتقد انه يجب اقراض الاموال لاناس يقومون بانقلابات عسكرية او يفرضون ديكتاتوريات عسكرية.
وذكر راديو كندا الدولي أن أوتاوا قررت تعليق الزيارات التي كان يزمع بعض المسئولين في الحكومة الكندية القيام بها الى باكستان بصورة مؤقتة.
بنجلاديش تعرب عن قلقها
بشأن الانقلاب في باكستان
وفي دكا، أعربت بنجلاديش الاربعاء عن قلقها إزاء الانقلاب العسكري في باكستان.
وقال أبو الحسين تشودوري وزير الدولة للشئون الخارجية في وزارة الخارجية البنجالية أن دكا ترغب في عودة الديمقراطية والاستقرار إلى باكستان في أسرع وقت ممكن.
وأضاف تشودوري نحن نراقب التطورات في باكستان عن كثب .
ويذكر أن بنجلاديش كانت تعرف بباكستان الشرقية قبل انفصالها عن إسلام أباد عام 1971 بعد حرب أهلية دموية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved