Thursday 14th October, 1999 G No. 9877جريدة الجزيرة الخميس 5 ,رجب 1420 العدد 9877


الحكمة في شعر مساعد بن جارالله الغزي( 2/3 )

تكاد تكون الحكمة من أبرز الأغراض التي طرقها في شعره - رحمه الله - وله في ذلك حكم سائرة وأمثال خالدة تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، وتقع في نفوس محبيه موقع الاعجاب والتأثير، ومما لا شك فيه أن للحكم والأمثال تأثيرا قويا في النفوس، تهذيبا للأخلاق وتقويما للسلوك واستفادة من تجارب الآخرين، لقد ابدع الشاعر مساعد بن جارالله الغزي - رحمه الله - في هذا المجال بكل ما أوتي من فصيح البيان وبراعة التعبير وصدق العاطفة وقوة العبارة.
ومن حكمه رحمه الله:
قال الشاعر مساعد بن جارالله الغزي رحمه الله يخاطب ابنه حمد ويحثه على مكارم الأخلاق من الكرم والمروءة والشهامة والأخلاق الفاضلة,, نقطف منها:
يا حمد خل الباب مفتوح خله
حتى المسير لا عنا ما يهابه
أخاف يترك طقة الباب ذله
ويخسر مجيه وأنت تخسر جنابه
جدي وجدك ما شرو باب لله
وديوانهم ما يوم كد صك بابه
إلى أن قال:
الي لفاك الضيف باشر وقله
يا مرحبا في ضيفنا مرحبا به
وقلط الميسور والوجد كله
مما تجد وحسب لضيفك حسابه
الضيف لو أنه قعد لا تمله
ما شاف منك اليا انتحابه حكابه
خلك على طول الدهر مدهل له
تراه رزقه حين يلفى لفابه
إلى أن قال:
قال السديري قول يا زين دله
يا زين قول الحق للي مشابه
يقول "قصرن ما يضلك بظله
خله عساه مبناه يصبح خرابه"
تراك لو تسكن على صلو مله
اخير من ذل وساع اقبابه
بنا الإهانه لو يكن بني خله
كبه وقل له يا حمد لا هلا به
ومن أفضل وأندر ما قاله "رحمه الله"من حكمه البليغة وكنوزه الشعبية هذه الحكم القادمة التي زادت من وقار هذا التراث المليح حتى أصبح غاية لمحبيه لا يمكن الاستغناء عنها,, فقال رحمه الله:
ما كل من وصى على الطيبه طاب
ولا كل من تبدي له السر مأمون
ولا كل من يرمي الهدف يا ترى صاب
يصيب جاهل والصياريف يخطون
إياك والزودة وطعن بالانساب
الزود نقص وراعي الطعن مطعون
الناس من آدم مكون من اتراب
وترى الفخر بالفعل والجرم ماعون
ومن دور الطوله بهرج القفا خاب
يالاقي فالناس هم فيك يلقون
وبالك تجي باعراض الأجواد سباب
مالك ومال الناس صاحي ومجنون
ما حصل الطوله للأجواد مغتاب
ومن صان عرضه عاش مكرم ومصيون
وان شفت زله حط من دونها حجاب
ترى الرجال لزلة السهو يرفون
وان جاك زله من صديقك والاقراب
ادمج خطاهم دامها سر مدفون
كد قيل دار بدار واصحاب بصحاب
والقوت له ناس تعرض ويبيعون
واقول عيش بعز في غابة الداب
اخير من ميوات وانهار بغبون
إلى أن قال:
لا ياك للفتنة تجي عود شباب
من يقبس الفتنة كما ابليس ملعون
ما اخبر بها الله في كتابه وما جاب
نبيه المختار وانتم تعرفون
ولا تقول إني ابا زيد وذياب
أو حاتم الطائي بك الناس يزرون
إلى أن قال:
والكبر عادة يذهب العالم اذهاب
والشاهد لما قلت كد صاب قارون
يا فاخر بالنفس غر بالاعجاب
الفخر بالطاعة وما كان مسنون
والمكر والتضليل صاحي وإلا كذاب
عيب على اللي بالخصال يتحلون
إلى أن قال:
الحر الأشقر ما يوصف على اغراب
الاسم طير وفارق الفعل مضمون
الحكمة في شعر مساعد الغزي - رحمه الله - تصور الموت وما وراءه من نعيم مقيم أو عذاب أليم، الموت يقطع حبال الألفة بين الخلان والأصحاب، وحياتنا وإن طالت فما هي إلا موت بطيء العمر ينقص والليالي بزود.
حول ذلك المعنى قال شاعرنا رحمه الله:
والموت حق وبعده احساب أو عقاب
والخلق من جنس العمل فيه يجزون
يوم الحساب ونشر للناس ما غاب
ويبين للأعيان ما كان مكنون
يوم عظيم الهول للفصل وحساب
نهار يظهر فيه غابن ومغبون
فيه التفرق والتجمع للأحزاب
كل لما يعمل من أعمال مرهون
وأكثر حكمه - رحمه الله - تحفل بالإيمان بالله وحث على أركان الإسلام والعمل بها، مما يدل على أنه - رحمه الله - متشبع بالدين الإسلامي ومجالس لمجالس الصالحين,.
قال رحمه الله:
الدين خمس أركان والنقص ينعاب
الله بنى دينه على خمسة أركون
وتنزيه الله عن شريك ونواب
وتكون للمختار طايع وممنون
وترى الصلاة أمانة لرب الأرباب
حافظ عليها مثل ناس يصلون
واد الزكاة اليا كمل مالك انصاب
ولا يغرك ناس للرب يعصون
وصم ارمضان صيام باتقان وآداب
والحج مفروض على اللي يطيقون
ولأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها، ولأن الحكمة وليدة التجربة المفيدة، والبصيرة المستنيرة، لا زال شاعرنا رحمه الله يتحفنا بما لديه من الكنوز والألمعيات الشعبية قائلا:
جز الجفن عن نومه ولا أدري وش أسباب السهر
نشدته ولكنه رفض لا يبادر بالجواب
بعدما قصيت واستقصيت عن درب الخبر
عطاني صواب القول واللي عليم بالصواب
إلى أن قال:
تدور رفيق صافي الشر من بين البشر
واشوفه صعيب اليو تلقا نزيهين الجناب
ألا قلت هذا صاحبي وستقر به النظر
لقيته على الغره حثيث ويسعى للخراب
تقدم له المعروف لكن يقابلك بنكر
عسى الله يجازيهم عن أفعالهم عجل الذهاب
عسى رجل ما يجزي هل الخير باحسان وشكر
تقفاه غارات الليالي بغارة وانقلاب
لعله بعيشه ضنك وإن مات مسكانه سقر
جزاله عن إنكار الحقايق وتكريم وعقاب
إلى أن قال:
أنا ودي أن اللاش ماله مع العالم مقر
لعله يغيب وتكسب الناس خيران كان غاب
كثير الدسايس والتحايل بقول مختصر
والا صار لك لازم يولي ويعطيك العقاب
يواريك بالصحبة ويبني لها حصن وقصر
وبعد حاجتك للقصر تلقاه مبني من تراب
يقول الصداقه راسخة ساسها سميت وحجر
ومتى ما بدى لازمك ولى عن الواجب وهاب
خسارة خسارة يوم نغتر في عود عجر
ولكن من اللي يعلم اللي كتب وسط الكتاب
إلى أن قال:
لقيت التجارب يكشفن كل حلو وكل مر
ولكن يضيع العمر وانت ابتجارب ونت اب
أرى الناس واجد بالرخا كثر عودان الشجر
ولكن قليل اللي ضحى الضيق يا قف للركاب
ألا ما أكثر الاصحاب يوم الرخا وقت اليسر
وعند الشدايد جمعهم يصبح سوات سراب
أنا ودي برجل فهيم وقوله معتبر
ابشرح له الموضوع واعطيه علم بكل باب
مشبب السابر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved