الذي يراجع اسماء رؤساء التحرير والقيادات الصحفية السعودية التي تتبوأ الآن أعلى المراكز في الصحف المحلية والدولية لابد وان يسترعي انتباهه بأن أغلبهم خرجوا من رحم الجزيرة .
فالجزيرة كالأم العربية الأصيلة ولادة، لا يخرج من رحمها إلا الأصائل، وهكذا فقد أمدت الجزيرة الصحيفة صحف الشرق الأوسط والمجلة والاقتصادية وسيدتي والرجل واليمامة والمسائية واليوم والدعوة والمجلة العربية برؤساء تحرير تركوا ومازالوا بصماتهم على الإعلام السعودي في الداخل وفي الخارج وكانوا بحق منارات إعلامية يشار إليها بالبنان وسفراء فوق العادة للكلمة والفكر السعودي في الخارج.
فمن عثمان العمير إلى عبدالرحمن الراشد إلى محمد التونسي مرورا بمطر الأحمدي وعبدالعزيز الخميس طيور تغرد خارج خارطة الوطن الا انها تحمل فكر الوطن وابنائه لتعيده الى داخل الوطن.
وكالضرع الذي يشبع كل من احتضن صدر الام، نوعت الجزيرة غذاءها للصحف في الداخل والخارج، وكما اشبعت الصحف العربية الدولية، اشبعت صحفنا المحلية فاليمامة حظيت لاعوام برئاسته تحرير عبدالعزيز المنصور الذي عاد لبيته في الجزيرة ويتحمل مسؤولية رئاستها والمسائية قاد سفينتها بنجاج أهلته ليتبوأ منصب رئاسة تحرير جريدة عزيزة على كل مواطن، ذلك هو محمد الوعيل وتلك هي اليوم.
ولم يقتصر ضرع الجزيرة في تغذية الصحف اليومية، فأشبع الصحف والمجلات الاسبوعية والمتخصصة، فالمجلة العربية الثقافية الرائدة في مجال الصحافة الادبية كسبت حمد القاضي ابن الجزيرة، مثلما كسبت الدعوة المجلة الاسبوعية الدعوية الراقية عبدالعزيز العيسى الذي انطلق من المسائية ليقود واحدة من افضل المجلات الاسلامية الدعوية في العالم الاسلامي.
هذه الكوكبة الاعلامية التي قادت العمل الصحفي طوال عقدين من الزمن كان يعمل بجوارها ويتسامون في مستواهم الصحفي صمدوا وترنحوا محافظين على بقائهم في بيتهم الجزيرة مشدين من ازر كل من عمل لاجل الجزيرة.
هذه الكوكبة الاعلامية التي تحملت مسئولية المساحة الاكثر امتداداً في الاعلام السعودي جميعها خرجت من رداء اعلامي كبير، ذلك هو خالد بن حمد المالك فهو من جمع كل هذه الاسماء,, تبناها ورعاها ، واطلقها عقولا رفدت الاعلام والفكر السعودي والعربي ولذا فهو بحق رئيس رؤساء التحرير وهذه حقيقة تاريخية ومهنية لا اعتقد ان تغضب احداً، فنحن ابناء الجزيرة نظل دائما اوفياء لبيتنا الجزيرة ولروادها الاوائل ولكل من عمل لرفع شأن هذه المؤسسة بدءا من شيخنا عبدالله بن خميس مرورا بفيصل الشهيل وعبدالعزيز السويلم وعبدالرحمن المعمر ومحمد بن عباس وصالح السالم وشريك المالك في النجاح صالح العجروش ومحمد أبا حسين وعبدالعزيز المنصور، ولكل الصامدين الذين ظلوا ملتصقين بالجزيرة على وفائهم وعهدهم لبيتهم الصحفي.
واذ اسمح لنفسي ان ارحب باسم كل هؤلاء بعودة احد بناة الجزيرة واكثرهم صنعا لنجاحها,, ابا بشار رئيس رؤساء التحرير ,, في بيته الذي سيكون اكثر احتفائية به وبتلامذته.
فالقدر منحني شرف اول من تلقى نبأ عودة استاذنا خالد المالك للبيت الذي زرع فيه الوفاء والاخلاص والذي نأمل ان يعيد خضاره للتوهج من جديد.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com