Friday 5th November, 1999 G No. 9899جريدة الجزيرة الجمعة 27 ,رجب 1420 العدد 9899


قصة مثل
من حصَّل شيء يستاهله
ناصر المسيميري

عزيزي القارئ قصة هذا المثل طريفة وغريبة وأكثر الناس يضربون المثل ولا يعرفون القصة اقول (الجربان) من شمر كثيرون وأغلبهم شيوخ وأغلب هؤلاء الشيوخ نزحوا إلى العراق وكانت لهم صولات وجولات وهناك اتصفوا بالشجاعة والكرم وجميع صفات الرجولة حتى صاروا مضرب المثل منهم مطلق الجرباء - صفوق الجرباء, مسلط الجرباء - بنيه الجرباء,, الخ وأشجعهم وأكرمهم عبدالكريم الجرباء أبو خوذة عندما تقول له ما أحسن هذا الفرس او الجمل أو السيف يقول لك خوذه أي (خذه) وعبدالكريم االجرباء هو صاحب هذا المثل (من حصل شيء يستاهل) والقصة كما يلي:
كانت الحيافة معرفة عند البادية ومن يجيدها يضرب به المثل، وهو ان يأتي الحائف ليلا أو نهارا ويأخذ ما يستطيع اخذه من الابل اما من (المراح) من امام البيوت او من المرتع فإن قبض على الحائف ليلا أسر حتى يأتي من يفك اسره بعدد من الابل او الاغنام او المال وان قبض على الحائف نهارا فهو تحت رحمة صاحب الابل فقد يتركه يذهب في سبيله بعد اخذ الابل منه طبعا.
تبدأ قصة المثل عندما كان (أبو خوذه) يسمر في مجلس سمره بين الدلال والحليب والنار المشبوبة والقصص الشيقة وإذا بالرعاة يحضرون رجلا قد أوثقوا رباطه يجرونه حتى وضعوه بين يدي عبدالكريم الجرباء فقال ما هذا قالوا حائفا وجدناه بين الابل، سأله الجرباء ما الذي دعاك إلى الحيافة وأنت تعلم الخطر؟ قال الحائف: والله ما دعاني إلا الحاجة والعوز فأنا فقير وعندي عدد من الاولاد ولي والد كبير بالسن لا يستطيع المشي وأقوم على النفقة عليهم يا عبدالكريم عندها رق الجرباء وعطف على هذا الحائف وأحضر له عشاء ثم نام.
وعندما قاموا وصلوا الفجر كالعادة حضر كبار النزل لتناول قهوة الفجر مع الجرباء قال الجرباء للحائف اريد منك ان تريني كيف الحيافة الرعاة الآن نائمون في وسط الابل والشمس لم تطلع بعد فإن سلمت فيها وان أمسكوا بك الرعاة قطعت رأسك والجرباء بعمله هذا يريد ان يعطي الحائف عددا من الابل لانه عطف عليه ولكن يريد ان يكون العطاء عن طريق المداعبة والمزاح.
ذهب الحائف بعيدا عن الابل ومعه عصاه ثم انبطح على بطنه وتسلل إلى الابل زحفا وحبواً، والجرباء وكبار النزل ينظرون إليه، فلما وصل الابل وإذا بناقة هي اجمل واغلى الابل في وجهه فلما اطلق عقالها واستقاها وهو يزحف ويحبو وإذا بابنتها البكرة تبعها وإذا بولدها يتبعها وبدون رُغاء او صوت لأن الابل توالف كما يقال استاق الناقة اغلى ما في الابل، الجمل والبكرة حتى ابتعد عن النزل ثم اخذ يضربها بالعصا اشد الضرب ومن ثم ركب الجمل واستاق الأم وبكرتها والجرباء يضحك ويكاد يموت من الضحك لانه قاصد هذا الشيء اخذ الحضور يصيحون يا عبدالكريم الحائف اخذ الابل قال (من حصل شيء يستاهل) فصارت مثلا وفعلا الجرباء هو الذي حصل السمعة الطيبة والشهرة الواسعة ولم ينقص ما له وإلى قصة مثل اخرى ان شاء الله.
رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved