Thursday 11th November, 1999 G No. 9905جريدة الجزيرة الخميس 3 ,شعبان 1420 العدد 9905


في كتابه,, في الإبداع الفني ,, للكاتب إسماعيل الطه
التعبير الفني هو نتاج تمازج من العمل والإرادة والخبرة

يقول المختصون في علوم التربية والابداع: إن العملية الابداعية كانت وما تزال ايجاداً لشيء جديد، أو حلاً لمشكلة صعب حلها، أو ابتكاراً لطريقة جديدة لم تكن معروفة من قبل.
أما جيلفورد فيرى في تعريفه للابداع بأنه يتجلى من خلال السلوك الابداعي الذي يشمل الاختراع والتصميم والاستنباط والتخطيط وانه نتاج قدرات تحليلية وتوليدية تتسم بالطلاقة والمرونة.
في هذا الاطار يجيء كتاب (في الابداع الفني) للكاتب والمصور الضوئي الفنان إسماعيل الطه الصادر عن دارالمعارف بحمص, وقد قدم له الشاعر والباحث أحمد الدويس وهو عضو اتحاد الكتاب العرب بسوريا بعد ان قام بمراجعته وتدقيقه فكريا ومنهجيا كما يقول في معرض تقديمه للكتاب، ومما جاء في التقديم:
ان الدراسة التي بين ايدينا دراسة جادة ممنهجة، اراد من خلالها الاستاذ اسماعيل الطه جمع الآراء التي قيلت في ماهية الفن وتفسيره وطبيعته ووظيفته لتكون بديلا عن قراءة العشرات من المراجع التي خاضت في تلك المسائل,, ص10.
وقد قسم الكاتب بحثه هذا إلى اربعة فصول حملت العناوين: (الفنان ومسؤولية الفن تفسير الابداع الفني - معنى الفن وصلته بالحياة - صلة الفن بالوعي الانساني).
وحين نلج الى داخل الكتاب نحاول قراءة تلك الفصول، نبدأ بفصله الاول والمعنون (الفنان ومسؤولية الفن) في هذا الفصل يرى الكاتب ان الفن هو انعكاس لضرورات نفسية تضغط على الانسان الذي لابد له ان يسعى لخلق توازن وتوافق مع الواقع من خلال تفريغ الدوافع المختلفة بصورة تصعيد فني يتيح له التفاعل مع الوجود وأغناء الحياة, ص15.
ويبرز من خلال ذلك العلاقة بين عمر الفن الذي يوشك ان يكون عمر الانسان.
ويرى ان التعبير الفني هو نتاج نماذج من العمل والارادة والخبرة والتفكير والالهام، والفنان الحقيقي الذي يدرك فحوى هذا التمازج, ص16.
ثم يستعرض تحت عنوان (مسؤولية الفن) ان هذه المسؤولية قد تنازعتها نظريتان هما نظرية الفن للفن والفن للمجتمع، ويخلص الى المسؤولية الأهم، وهي المسؤولية الاخلاقية بعد ان يناقش آراء دراسي الفن، حيث هناك من يؤيد او من يعارض، ولكل رأي مبرراته.
وعن الفصل الثاني وهو بعنوان (تفسير الابداع الفني) نرى ان هنالك عنوانين يتحدث عنهما الكاتب اولهما الابداع بين العبقرية والمرض,, والثاني مناهج تفسير الابداع.
أما عن العنوان الاول فيقدم من خلاله بعض الاحصائيات التي تؤكد العلاقة الخفية بين الاختلال الفعلي والعبقرية، ويعرض ايضا للرأي الآخر، والذي يؤكد ان الامراض العقلية ربما تنجم عند الانسان لفرط عبقريته، وهناك دراسات حول تلك المسألة انقسمت الى تيار يدرس العبقري في صفاته وتيار يدرس العبقري في نشاطه الابداعي, ص29.
أما عن العنوان الثاني (مناهج تفسير الابداع) وفيه يقدم المنهجين:
1- منهج التحليل النفسي والذي تناول فيه:
- منهج فرويد.
- منهج يونغ.
2- منهجا ريدلي وبينيه,, ويستعرض من خلالها طريقة البحث والدراسة عند كل منهج على حدة.
وحين نأتي إلى الفصل الثالث نقرأ العنوان التالي (معنى الفن وصلته بالحياة).
اما عن معنى الفن فيعتبره صعب التعريف لانه شكل كبير من اشكال الوعي الاجتماعي المعقد بالنظر إلى ارتباط الفن بالمهارات والعادات والخبرات المتراكمة, ص45.
ثم يقول ان الدراسات قد حددت ثلاثة معان للفن,, هي الفن بمبنى المهارة، والفن بمعنى المتعة الجمالية والفن بمعنى الابداع,, ثم يدرس كل معنى على حدة مستشهدا بأسماء الكتاب والفلاسفة الذين بحثوا في تلك المعاني, وفي حديثه عن صلة الفن بالحياة الاجتماعية يقدم لتلك النظريتين:
1- نظرية الفن للفن.
2- نظرية الفن في خدمة المجتمع، وما تخلل ذلك من قضايا ودراسات وآراء لانصار كل نظرية.
وفي فصله الرابع والاخير نرى العنوان التالي (صلة الفن بالوعي الانساني) - الصناعة - الموهبة - العلم - الاخلاق - السياسة - وفيه يدرس تلك الصلة التي تربط الفني بالصناعة وبالموهبة والفن والعلم والفن والاخلاق والسياسة.
وقد كنت اتمنى ان اوضح كل فقرة على حدة لما جاء فيها من آراء مهمة، إلا ان ما يمنعني عن ذلك ان القارئ بحاجة دائما إلى ان يرجع الى مثل هذا الكتاب بنفسه لما فيه من آراء وطروحات بعيدة عن الاساليب الجافة في تقديم الدراسات وتتمتع بخصوبة الافكار وسلاسة الآراء ومنطقها.
ولا يسعني إلا ان اقف على ما خلص إليه الكاتب من ان الفنان ابن مجتمعه ولا يستطيع، مهما حاول إلا أن يصدر عن اهداف هذا المجتمع، ذلك لانه لا ينتج فنه من اجله، وإنما من اجل الآخرين لذلك ينبغي عليه ان يصل إلى تآلف بين حريته الشخصية وحاجة مجتمعه، وهذا لا يتم الا عن طريق الوعي والتثقيف الجماهيري .
أحمد صبحي
دمشق

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
فنون تشكيلية
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved