الشفافية ليست وهماً نقوله للآخرين كي يصدقوا بأننا نتعامل بأريحية، ووضوح مع مجمل ما يواجهنا ونعطي هامش حرية واسع لكل من أراد نقدنا او انتقادنا ثم نقلب الطاولة بوجه كل من يحاول فعل ذلك!!، فنحن نرتمي أحياناً في أحضان كلمات نطلقها ولا نلتفت لما يترتب عليها وما سنفعل لو كنا نحن هدفاً سهلاً لها!؟، وهي بهذا ليست أمراً محبباً دائماً ولا أبالغ لو قلت بأنها غير ممكنة إذا تجاوزت حدوداً معينة، فالشفافية تصطدم اول ما تصطدم مع الخصوصية وحرمة الحياة الخاصة والحريات الشخصية للأفراد، ما يعني أن هناك أماكن محذور على الشفافية الدخول اليها!! كي لا تتورط او تورط او تبنى على المجهول وتفتح باباً واسعاً للتفسيرات الخاطئة والبعيدة!!، أو ربما تشعل ناراً يصعب إخمادها أو القبول بغيرها!، فهناك أمور جميل لها البقاء طي الكتمان والسرية المشددة حتى لا تغير انطباعاً مثالياً حملناه مدة طويلة لشخص أو مكان ما!! وتصوروا مجتمعاً فوضوياً يستبيح فتح الغرف المغلقة ويتناول ما يجري بها مفصلاً!! ويستنتج بالتخمين ما كان وما سيكون,, لتراوح عقولنا مكانها بين القيل والقال والوهم والحقيقة!!.
أقيموا حاجزاً حديدياً يفصل بينكم والشفافية الحمراء المهلكة وصيحوا بالندم: وداعاً؟!!.