Friday 12th November, 1999 G No. 9906جريدة الجزيرة الجمعة 4 ,شعبان 1420 العدد 9906


لكل منا نظرة للحياة

حينما تواجه الانسان أمور معينة قد يقف منها موقف الفرح او الحزن أو التقبل الاعتيادي (كمسلّمات)، ولكن إذا ادركنا ان دولاب الحياة يسير وفق نظام معين اوجده الخالق سبحانه وتعالى وهذا النظام لا يوجد نظام بديل عنه بحيث نستغنى عنه، وان حاولنا فإننا سنعاود الكرّة لنظام الله عز وجل لأنه النظام الفطري وهو النظام الموزع على مناحي الحياة المختلفة سواء الدينية والنفسية والاجتماعية والمناحي الاخرى كافة، نحن إذا ادركنا هذا فيصبح لدينا قاعدة لاستقبال امور حياتنا المختلفة والمتلونة فلن نتكدر من موضوع الكدر نفسه وسنستقبله كما نستقبل الفرح والصفو والمفاجآت كافة وغير المفاجآت من انه امر متوقع,.
ان المتأمل لموضوع الكدر ذاته يجد انه احد المحركات التي تعمل بطاقة لا تنفد وهي العلاقات الاجتماعية إذ إنه ليحدث التفاعل الاجتماعي فلابد من تأثير وتأثر فكل منا يرى المقابل له يعيش حياة صفو والمقابل يرى ذلك بأنه حق من حقوقه وبالتالي فإن هذه النظرة تولد لكلا الطرفين الاندفاع لتحقيق ما لدى غيره وبذلك يحدث التفاعل الاجتماعي الذي يعتبر احد مقومات الحياة التي نعيش فيها.
فإن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس هو التركيز على الجوانب السلبية للحياة بل ويصل الامر ببعضهم الى تضخيم تلك الامور السلبية وبالتالي ينعكس ذلك على تفكيرهم فيصبح الانسان متشائما متكدرا فيهدر الكثير من طاقاته التفكيرية وهي الاهم والتي لو استغلت في جانب تحويل ذلك الكدر العارض إلى صفاء او التخفيف من ذلك الكدر فإنه سيجد لذة عجيبة.
وهناك فئة اخرى من الناس في اعتقادي انهم يقفون الموقف الايجابي في هذه الحياة فهم ناس متفائلون يرون ان كل ما في الحياة جزء منها ولابد ان يمرّوا به ويتذوقوا طعمه فإن كان حلوا حمدوا الله عليه وان كان مرّاً تقبلوه بقلوب ملؤها التفاؤل والانشراح والايمان وأعتقد فوق ذلك أنهم الاشخاص الأكثر سعادة لأنهم يؤمنون بهذه الحياة وما تحويه من عوامل الصفو والكدر كما انهم واجهوا هذه الحياة بكل صدق وواقعية، ولم يتأملوا في المصائب، لأن ذلك في نظرهم مخلٌ بتركيبة النفس البشرية, كما انهم ادركوا ان الحياة لا تخلوا من الصفو وكذلك لا تخلو من الكدر فمواقف الحياة تسير موافقة لدولاب الحياة, بل ويعتبرون الكدر بمثابة محطة تشحذ الهمم، فالحياة لا تخلو من عراك وصراعات ولكن لابد ان يكون ذلك العراك وتلك المصارعة من النوع الحميد ابطالها من ذوي الارادات القوية والقلوب الواعية والناضجة.
وفاء اليامي

رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
ملحق الميدان
محاضرة
لقاء
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved