لقد خرج من منزله يهيم على وجهه، يبحث عن وظيفة تمكنه من اشغال وقته الذي يقتله الفراغ حاملاً فوق رأسه جميع شهاداته وخبراته التي يعتز بها والتي ذهبت بزهرة شبابه لكي يتحصل عليها؟ لم ييأس من هذا البحث المضني الذي جعله مداوماً في كل صباح ليقف أمام دائرة، أو مؤسسة أو شركة لعله يجد أحداً يترحم عليه، أو واسطة تنتشله من هذا الكابوس المزعج الرهيب فهداه الله الى مؤسسة بحاجة الى من يقوم ببعض الأعمال فتقدم عليها ودفع إليها أوراقه، وشهاداته، وخبراته، التي تحصل عليها وتم تعيينه على إحدى الوظائف بالمؤسسة تلك وبراتب قدره ألف ومائة ريال فقط لاغير؟ ومن ثم راح يضمد جراحه بهذه الوظيفة التي اعتبرها مؤقتة حتى يتسنى له أن يبحث له عن وظيفة تحقق له أحلامه وتحقق له طموحاته العالية، وبهذا المرتب الزهيد لا يدري أين يضعه هل يجعله مصروفاً لسيارته أم مصروفاً على نفسه أم ماذا يعمل به فهو لا يزال في حيرة من أمره وحيرة من هذا المرتب الذي لايدعه يفكر حتى في تحسين وضعه تاركاً الاقدار تسير على ما سيرها الله عليه حتى يأتي اليوم الذي يتحقق فيه ما يصبو إليه ويعيش في ظل وظيفة مناسبة تهيئ له سبل الراحة والطمأنينة وتكافئه على تحقيق تحصيله العلمي.
مبارك بن عبدالله الحودي
بريدة