الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين,, اما بعد:
فإن اهتمام الإسلام بالمسجد عظيم والعنايةبه كبيرة لان في ظله تتربى الاجيال فهو للعلم مدرسة وللعبادة ساحة وهو مركز اشعاع وقيادة فله دور كبير في تربية النفوس وتنمية المجتمع فلا غرابة ان يرفع الاسلام من شأن المسجد وان يقيم له في رحابه وزناً.
ولهذا تربى الناس قديماً وحديثاً على ان تلقى في المسجد الدروس الوعظية والخطب والمحاضرات والندوات التي تساهم في التعليم والتوجيه والارشاد لما يحتاج اليه المسلم في حياته وعبادته لربه ولاشك ان امام المسجد وخطيب الجامع يأتي في مقدمة الموجهين والمصلحين والدعاة الذين تنطلق دعوتهم من هذا المكان الطاهر وتقع عليهم المسؤولية الكبرى في ارشاد اخوانهم المصلين وتعليمهم مالايسع المسلم الجهل به من امور الدين.
اضافة الى الدور الكبير الذي يقوم به امام المسجد في استغلال وقته بما ينفع ويصلح شأن المصلين واهل الحي بعيداً عن التعصبات والآراء التي تسبب الفرقة بين جماعة المسجد، وفي هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين تعيش بلادنا والحمد لله ازهي عصورها نحو الاهتمام بالمسجد وصيانته وتخصيصه بإمام ومؤذن وخادم مما ساهم كثيراً في نشر الدعوة الى الله وارشاد المجتمع الى مافيه صلاحه وتمسكه بدينه وعقيدته ومما يحسن ذكره ان امام المسجد عليه واجبات مسلكية يجب عليه القيام بها وانفاذها قياماً بالواجب وتقديراً للامانة الملقاة عليه ومن تلك الواجبات المحافظة على عمله دون انقطاع وعدم التخلف باي حال من الاحوال واشعار مرجعه في حالة الضرورة القصوى للموافقة على من ينيبه عنه ومن الواجبات ايضاً توعية المصلين وارشادهم وعقد الدروس العلمية التي يتبين بها مايجب ان يكون عليه المسلم في عبادته لربه ومناصحة المتخلفين عن الصلاة بالحكمة والموعظة الحسنة ومن الواجبات على الامام القيام بمراجعة ادارة الاوقاف والمساجد التابعة لها بشأن ما يحتاجه المسجد من اثاث ومتطلبات ونحوها وتلقى التوجيهات والتعليمات الصادرة من الادارة ومن الواجبات مراقبة الإمام للمؤذن والخادم والرفع عنهما عند غيابهما او تكاسلهما او تراخيهما في العمل وعدم القيام به, تلك هي اهم الواجبات التي يجب ان يكون عليها امام المسجد والجامع أداءً للامانة وقياماً بالواجب وتمثلاً بالقدوة الصالحة التي يجب ان يتخذها منهاجاً له في حياته وشعوره بان هذه الوظيفة شريفة وانه لم ينلها الا لتشرفه وتمتعه بالعلم والفضل والاخلاق الحسنة حتى حظي بأعلى رتبة بين جماعة مسجده تسمع كلمته وينفذ توجيهه ويتعاون الجميع معه في سبيل اصلاح المجتمع وتمكن الايمان منه, اما مانراه من بعض الائمة وفقهم الله من الإخلال بهذه الواجبات والتخلف عن امامة المسجد وانشغالهم بأمور دنيوية او اسفار ليست ضرورية واهمال المسجد فهذا امر يجب البعد عنه لانه يقدح في صلاحية الامام لعمله المناط به ويجعله عرضة للشكاوى من جماعته وعوناً للمتخلف على عدم ملازمته للصلاة مع الجماعة,, وهذه امور غير محمودة وقد افتى بعض اهل العلم بعدم جواز سفر امام المسجد لاداء العمرة او اي عمل مسنون دون اذن مرجعه تاركاً واجباً مؤكداً عليه وهو امامة المسجد.
لذا وجب على كل امام مسجد وجامع ان يلاحظ هذا الجانب وان يقوم بما اوكل اليه من عمل على خير وجه والايتقاعس عن أداء واجبه حتى تسمع كلمته ويستجاب لأمره اذا وجه وارشد,هكذا حفظت القرآن