Friday 12th November, 1999 G No. 9906جريدة الجزيرة الجمعة 4 ,شعبان 1420 العدد 9906


المدير العام للدعوة والتعليم برابطة العالم الإسلامي لـ الجزيرة
احتياجات العالم الإسلامي أكبر من إمكانات أي منظمة أو هيئة منفردة!!

* حوار: سلمان العُمَري
أكد فضيلة المدير العام للتعليم والدعوة في رابطة العالم الإسلامي الدكتور علي بن يحيى اليحيى ان احتياجات العالم الإسلامي في مجال الدعوة إلى الله مازالت أكبر من امكانات أي منظمة أو هيئة إسلامية منفردة، وأنه لابد من تضافر الجهود والتنسيق بين المنظمات العاملة لتحقيق النجاح والأهداف المأمولة في هذا الحقل.
ونوه في لقاء له مع الجزيرة بما تجده الرابطة من دعم وتشجيع من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وحكومته الرشيدة ومساهمات وتبرعات أهل هذا البلد الطيب، مشيراً إلى أن الرابطة قامت برسم الخطوط العامة لما يجب ان تكون عليه المناهج التعليمية في العالم الإسلامي، وبادرت باقامة المدارس في العديد من الأماكن، كما أن للرابطة 1134 داعية ومبعوثاً ينتشرون في كل قارات العالم.
وأفاد بأن الرابطة تعتمد في منهجها على وسطية الإسلام، وأن موقفها تجاه القضايا المختلفة يعتمد على الاعتدال والاتزان.
وفيما يلي نص اللقاء:
* تضطلعون بمهمة التعليم والدعوة في رابطة العالم الإسلامي,, هل كشفتم لنا عن أبرز ما حققته الرابطة في هذين المجالين الهامين,, وماذا لديكم من جديد في ذلك؟
رابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية شعبية أسست بمكة المكرمة عام 1382ه، لتحقيق نشر الدعوة الإسلامية بين شعوب العالم واقامة الوشائج المختلفة التي تجمعهم على كلمة الحق وعلى الدين الصحيح وفضح ما يحاك ضدهم من مؤامرات بقصد صدهم عن الدين كمنهج حياة متكامل.
وخلال مسيرتها الدعوية أوجدت بين المسلمين في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا واستراليا نوعاً من الوعي اعطاهم الثقة في أنفسهم.
فمن أهم أهداف الرابطة الأساسية خدمة الدعوة الإسلامية وتبليغ دين الله الحنيف للشعوب وشرح مبادئ الإسلام لمن يحتاج إلى ذلك من المسلمين اينما كانوا، وقد انتهجت الرابطة منهجاً موضوعياً في تحقيق هذا الهدف من خلال الإدارة العامة للدعوة والتعليم خاصة وانكم تعلمون ان اعداداً كبيرة من الشعوب الإسلامية تعيش في ظلمات التجهيل المتعمد حتى غابت مبادئ الدين الإسلامي عن اجيالها الجديدة ولتحقيق ذلك قامت الرابطة باختيار مجموعة من الدعاة وايفادهم للعمل في أوساط الشعوب والجماعات الإسلامية في مختلف انحاء العالم وفي كل القارات مع الحرص والاهتمام على تأهيلهم علمياً وعملياً عن طريق عقد الدورات التدريبية المنتظمة ومتابعة نشاطهم ميدانياً ومن خلال التقارير الدورية التي يرسلونها إلى الإدارة.
هذا وقد بلغ عدد دعاة الرابطة ومبعوثيها 1134 منتشرين في كل قارات العالم يقومون بمهامهم في نشر الدعوة إلى الله مستفيدين في ذلك من الوسائل المتعددة والمتاحة لهم من اتصال شخصي وجماهيري.
ويمكن أن نتعرف على تطور عدد الدعاة بالرابطة اذا عملنا مقارنة بين عدد الدعاة في الفترة من عام 1400ه، وعام 1419ه، نجد أن عدد الدعاة قبل تسعة عشر عاماً كان 122 داعية بينما تضاعف عددهم الى عشرات المرات عام 1419ه، حيث أصبح عددهم 1134 داعية.
وفي مجال تنشيط الدعوة الإسلامية عملت الرابطة على انشاء معهد للأئمة والدعاة مقره مكة المكرمة لتأهيل الدعاة وتدريبهم حتى يتمكنوا من حمل الأمانة في نشر الدين الحق والرد على ما يثار عليه من شبهات والوقوف امام كل التيارات المضادة.
ولتحقيق الأهداف الدعوية ايضاً تقوم الرابطة باصدار كتاب شهري في سلسلة تسمى سلسلة دعوة الحق صدر منها حتى الآن 188 عدداً تنوعت ابحاثها ومقاصدها بتنوع مجالات الدعوة وبحمد الله كانت لهذه السلسلة اصداء طيبة أكدت لنا أن الرابطة حققت أهدافاً في هذا المجال مع رصيفاتها من الدوريات الأخرى.
ومازلنا نطمح إلى المزيد من التحديث والتطوير في مجال خدمة الدعوة الإسلامية وخدمة المسلمين عن طريق الاهتمام بانتاج برامج دعوية مسموعة ومرئية يمكن بثها بواسطة القنوات الفضائية ومحطات التلفزيون في العالم وبواسطة البرامج الاذاعية الموجهة في دول العالم الاسلامي الى جانب استخدام شبكة الانترنت.
وجدير بالذكر ان جهود الرابطة الدعوية وتطوير اساليبها محل الدراسة المستمرة للوصول إلى الأفضل بإذن الله.
ولكنني أقول وباستمرار ان احتياجات العالم الاسلامي في هذا المجال أكبر من امكانيات أي منظمة أو هيئة منفردة فلا بد من تضافر الجهود والتنسيق بين المنظمات العاملة في حقل الدعوة الإسلامية ولا يمكن للرابطة أو لغيرها أن يدعي انها تستطيع أن تقوم بالعمل وحدها لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ولكن بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبدعم خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وبتبرعات ومساهمات أهل هذا البلد الطيب سيستمر العمل الدعوي المنظم والمبرمج فالمهمة ليست سهلة وعلينا بذلك الجهد وأداء ما نتقنه على الوجه المطلوب وحسن استثمار الموارد وحسن توظيفها في زيادة فعالية الدعوة إلى الله.
أما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال عما قدمته الرابطة في مجال التعليم فقد قامت الرابطة بطرح التصور الإسلامي السليم لما ينبغي ان يكون عليه التعليم حيث اصدر المؤتمر الإسلامي العام في دورته الثانية عدداً من القرارات الخاصة بالتعليم والثقافة نصت على ضرورة العمل على اقامة نظام ثقافي موحد الأساس والروح يشترك فيه جميع المسلمين، كما نصت على وضع مناهج للتعليم الابتدائي والثانوي تصطبغ مواد الدراسة فيها بالصيغة الإسلامية، كما اشارت إلى العناية بتدريس الإسلام في المراحل الدراسية المختلفة وفي جميع الفروع والاختصاصات.
ولم يقتصر دور الرابطة على رسم الخطوط العامة لما ينبغي ان تكون عليه المناهج التعليمية في العالم الإسلامي,, بل بادرت إلى اقامة المدارس في العديد من الأماكن وتزويدها بالكتب والمدرسين إلى جانب دعم دور التعليم القائمة اصلاً في بلاد الاقليات المسلمة مادياً ومعنوياً كما تقوم أيضاً بتقديم المنح الدراسية للطلاب الذين يدرسون على حساب الجامعات المختلفة داخل دولة المقر وخارجها، وقد بلغ عدد الطلاب الذين يدرسون على منح من الرابطة رقماً كبيراً من مختلف الجنسيات وقد تخرج عدد كبير من هؤلاء يقومون الآن بواجب الدعوة في بلدانهم.
يأتي اهتمام الرابطة بالتعليم الإسلامي على اعتبار ان التعليم هو الوسيلة الأساسية في نقل العلم الرباني للناس كافة على اختلاف مستوياتهم الى جانب صياغة فكر الفرد المسلم بطريقة تجعل الأجيال المسلمة في البلدان المختلفة ذات توجه لا ينطوي على اختلاف يؤثر على وحدتنا.
كما ان المناهج التي تم اعدادها بواسطة إدارة الدعوة والتعليم روعي في اعدادها تعريف المسلم بالأسس والمبادئ الصحيحة لدينه سواء في جانب العبادات أو جانب المعاملات بحيث يصبح من خلال التزامه الديني الذي لا ينطوي على تفريط أو افراط قدوة يقتدي بها الآخرون من مسلمين وغير مسلمين هذا وتتعاون الرابطة في مجال التعليم مع اللجان المتخصصة للتعليم التابعة للهيئات والمؤسسات والمنظمات الإسلامية كالندوة العالمية للشباب الإسلامي، والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والاغاثة، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، كما تتلقى الرابطة الدعم في مجالات التعليم من حكومة المملكة العربية السعودية كما تتعاون أيضاً في هذا المجال مع جميع المؤسسات التعليمية بالمملكة.
* تقوم الرابطة بأعمال كثيرة وخاصة في اقامة الدورات الشرعية والملتقيات الدعوية للأئمة والدعاة خارج المملكة,, إلا أن ذلك لا يراه ولا يسمعه غير عدد محدود من المشاركين في تلك البرامج فلماذا لا يبرز ذلك اعلامياً,, وهل التقصير من الرابطة ذاتها أم من القائمين على الاعلام؟
لقد اهتمت رابطة العالم الإسلامي بالإعلام الاسلامي وأولته عناية كبيرة ليكون سنداً قوياً في نشر دعوة الحق ومد نظامها لتغطي كل أنحاء العالم.
فأنشئت إدارة خاصة بالإعلام لخدمة الفكر الاسلامي وعرضه والتعريف بتعاليمه وجوانبه العظيمة والتصدي في الوقت نفسه لكل التيارات الفكرية الهادمة التي تحاول النيل من الإسلام والمسلمين.
ومن أبرز مظاهر هذا الاهتمام قامت الرابطة في عام 1400ه بتنظيم المؤتمر الإسلامي الأول للإعلام الإسلامي في جاكرتا عاصمة اندونيسيا وقد سبق هذا المؤتمر مؤتمر تمهيدي في قبرص وقد شارك في هذه المؤتمرات صفوة العاملين في مجال الاتصال والإعلام من مختلف انحاء العالم الإسلامي قدموا بحوثاً قيمة وخرجوا بتوصيات ومقررات كان لها صدى واسع لدى الرأي العام المسلم انعكس على نظام الإعلام واتجاهاته في كثير من البلاد الإسلامية.
ورغبة من الرابطة في دعم جهود الدعوة الإسلامية والدعاة قامت مؤخراً باسناد الاشراف على اصداراتها المتمثلة في المجلة العربية الشهرية والمجلة الانجليزية وكتاب دعوة الحق الذي يصدر عند بداية كل شهر عربي ضمن سلسلة دعوة الحق إلى الإدارة العامة للدعوة والتعليم لتصبح متخصصة في الدعوة وتعالج مشاكل وهموم المسلمين وخاصة الاقليات وترسم المنهج الدعوي القويم.
* تقوم وزارات الشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي بجهود خيرة في مجال الدعوة إلى الله كل حسب قدراته وامكاناته وهي موجهة لأبناء المسلمين في دول الأقليات,, ومن خلال هذه الأعمال نجد أن هناك انعداماً في التنسيق,, هل من رؤية لوضع استراتيجية للعمل الدعوي في الخارج تقوم بها الرابطة؟
إن جميع عناصر التنسيق التي تأملون تحقيقها بين المنظمات والمؤسسات والوزارات الإسلامية متحققة والحمد لله من خلال تفهم القائمين على هذه الهيئات والمؤسسات والوزارات في العالم وادراكاً لنيل مقاصد هذه الهيئات والمؤسسات عملوا على تأليف جسد واحد متكامل يتمثل في انشاء المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الذي يرأسه شيخ الأزهر.
وقد أثرت جهود القائمين على المؤسسات الإسلامية في تفعيل اعمال هذا المجلس من خلال لجان متخصصة في الدعوة والإعلام والمساجد والاغاثة والأسرة والمرأة وغيرها وقد أثبت المجلس فاعلية ملحوظة في توحيد التصورات متكامل الجهود واعتقد ان مسيرة هذا المجلس الذي تعتبر الرابطة عضواً فاعلاً فيه مرضية وموفقة والحمد لله.
* الاعتدال والوسطية مطلوبان في الدعوة، خاصة إن البعض يصدر عنه بعض الآراء لمجرد الظن بتكفير المسلمين والدعوة لمحاربتهم، فما رأيكم بذلك وأنتم تتولون مسؤولية الدعوة في أكبر مؤسسة إسلامية في العالم رابطة العالم الإسلامي ؟
الغلو في الدين ظاهرة من الظواهر التي عاشتها المجتمعات الإسلامية في حقب وأزمنة متعددة وفي كثير من الحالات كانت هذه الظاهرة تؤدي الى انحراف اصحابها عن المنهج الصحيح لدين الإسلام وشريعته بسبب الجهل بالمعاني التي انطوت عليها وسطية الإسلام الحنيف، ولدى بروز هذه الظاهرة لدى فئات من شباب الأمة في بعض المجتمعات بادرت رابطة العالم الاسلامي على معالجتها من خلال وسائلها الثقافية والإعلامية، كما شاركت غيرها من المؤسسات والهيئات في علاجها.
وقد شارك معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في المؤتمر الثامن للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة والذي كان بعنوان الإسلام ومستقبل الحوار الحضاري في الفترة من 8 11 ربيع الأول 1417ه الموافق 24 27 يوليو 1996م وقد اصدر المؤتمر بياناً سماه بيان القاهرة أكد فيه ان التطرف في الفكر أو في فهم الدين وما يتيح ذلك من تعصب وانغلاق وارهاب أمور لا صلة لها بالدين حتى وان وصف مروجوها انفسهم بصفات دينية.
كما أن فكرة التوسط في الإسلام تكبح جماح كافة اشكال الانحرافات الخلقية وتضبط الجنوح عن مقاصد الإسلام للروحية والتعبدية والأخلاقية والتربوية وتضمن للمجتمعات الإسلامية حياة يشملها التعاون والتكافل والتضامن من صلاح المجتمع ونهوض الأمة اضافة إلى ذلك ان المنهج الوسطي يؤكد على التفاهم بين المسلمين من خلال تصورات منطقية موحدة ولا يوفر هذا التفاهم إلا التزام المسلمين بمنهج الإسلام في حياتهم وهو المنهج الذي يوفر السكينة والأمن الى جانب توحيد التصورات في المواقف والمعاملات والسلوك وارتكاز كل ذلك على الحق.
والرابطة اذ تؤكد على وجوب تمثل هذه المعاني ليس في حياة المسلمين فقط وانما في حياة الشعوب الانسانية كافة فذلك لأنها تعتقد ان قوام المجتمع الإنساني الموحد لن يستقيم إلا بالاسلام وما نزل به من مقاصد تشريعية واخلاقية.
واليوم وقد ازدادت أعباء العمل الإسلامي وتفرعت مناشطه وكثرت همومه فان رابطة العالم الإسلامي تبعاً لذلك زادت من جهودها وكثفت برامجها وضاعفت من بذل نشاطها وعملت على تفعيل كل طاقاتها في الساحتين الإسلامية والدولية بما يوازي حجم القضايا المتكاثرة للمسلمين والهموم المستجدة لشعوب هذه الأمة المصايرة وظلت الرابطة ثابتة ولله الحمد على أهدافها منتهجة منهج الوسطية في وسائلها وفي تنفيذ مناشطها ومعالجتها لقضايا الدعوة والثقافة والفكر وكذلك الحوار مع الآخرين في الساحة الدولية مستهدية في الالتزام بهذا المنهج بهدي القرآن الكريم الذي حدد صفة الأمة في قوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا البقرة 143 .
ولا يعني ذلك التميع والذوبان مع الشعوب التي لا تدين بالإسلام ولا التساهل بأحكام الشريعة بل أخذها بالجدية كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
ملحق الميدان
محاضرة
لقاء
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved